مجد الطباع - خاص ترك برس

الحرب السورية التي مرّت قرابة العشر سنوات على بدايتها راح ضحيتها ملايين الشباب بين قتلى وجرحى ومفقودين، وشرد ملايين آخرون، وانهار خلالها الاقتصاد ووصلت الليرة السورية لأدنى مستوى لها في التاريخ، شاركت فيها دول عظمى وحرقت داخلها كيانات وميليشيات وأسست خلالها دول وإمارات، وزالت في أثنائها أنظمة ودويلات، وسقطت شخصيات عالمية وتبادلت الأطراف المتحاربة خلالها السيطرة مرارًا ووقف كل طرف في صف المواجهة ثم عاد ليصطف وراء داعميه الإقليميين والدوليين.

الحرب الشرسة الطويلة بكل ما فيها من سلبيات كانت عبارة عن مخاض لولادة شرق أوسط جديد وفق ما قالت وصرحت عنه وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس حينما أخبرت رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس تمهيدًا لتوقيع صفقة القرن.

انتقال السيطرة والقيام بعمليات عسكرية فاعلة والتفاهمات الدولية بين اللاعبين الدوليين هي دلائل على بداية نهاية العشر العجاف.

يأتي اليوم نبأ مقتل زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي ليكون تتمة للخاتمة المكتوبة سلفا إن تسارع الأحداث الأخيرة المتمثلة في فصل الشمال السوري مؤخرًا ضمن عملية نبع السلام العسكرية وما تلاها من تفاهمات سياسية ومن ثم اشتعال الثورة الشعبية في لبنان وإعلان شبه جهوزية اللجنة الدستورية السورية وتجميد وإنهاء شخصيات مهمة كرامي مخلوف ومحمد حمشو وأخيرا وليس أخرا مقتل زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي هي دلائل على انتهاء الحرب السورية وبداية التجهيز لمرحلة ما بعد الحرب المتوقع إعلانها منتصف 2021 ضمن انتخابات نيابية ورئاسية بعد إعداد دستور باتفاق دولي وضمان تأقلم وتعايش ملايين اللاجئين السوريين في الدول الأوروبية ودول الجوار.

كل هذه الأحداث تصب في احتمال هام هو الاتفاق الدولي على إنهاء الحرب الطويلة في سوريا فهل ستصل هذه البداية لنهاية حتمية وهي نهاية الحرب العالمية المصغرة أم أن للأيدي الخفية العالمية رأي آخر يتساءل مراقبون.

عن الكاتب

مجد الطباع

مُحامي ومستشار قانوني في شركة تركواز للاستشارات، ومستشار قانوني سابق بمؤسسة بيلاتين القانونية العربية التركية


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس