حقي أوجال – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

لم يثر مقتل خمسة مدنيين من أهالي قرية غوليتش في محافظة ديار بكر بتفجير عبوة ناسفة، على يد تنظيم "بي كي كي" الإرهابي، الغضب المستحق بسبب وباء كورونا. 

الحادث ذو بعد يتعلق بتفكك وانهيار التنظيم. فمما يجب أخذه بعين الاعتبار أن ابنة أحد القتلى فرت من معسكرات "بي كي كي" قبل فترة قصيرة، بعد التغرير بها من جانب التنظيم عام 2012، وبقائها بيده سبع سنوات. 

وهذا ما يعيد إلى الأذهان اعتصام الأهالي أمام مقر حزب الشعوب الديمقراطي في ديار بكر لاستعادة أبنائهم المغرر بهم. هذا الاعتصام الذي لم يحل دونه كارثة طبيعية ولا وباء، وأصبح رمز زوال الضغط الإرهابي لـ"بي كي كي" على الأكراد في بلادنا. 

لا يظهر هذا الرمز مؤخرًا في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي مؤخرًا بسبب الوباء، بيد ان منظر الأهالي يكشف بوضوح أن "بي كي كي" لم يعد له أي نفوذ في المنطقة. 

لكن من الواضح أن "بي كي كي" ما زال يمتلك نفوذّا على مجموعتين اسمهما "الحزب الاشتراكي الكردستاني" وحزب الحرية الكردستاني" في شمال العراق.

يبدو أن هذين الحزبين نسيا حقيقة أن وجود الإقليم الكردي الذي ينتميان إليه في شمال العراق، مستمر بفضل الدعم المادي والمعنوي المقدم إليه من تركيا. 

وجه الحزبان دعوة خبيثة طلبا فيها من "بي كي كي" إعلان وقف إطلاق نار، ومن تركيا وقف عملياتها ضد التنظيم الإرهابي. ما زلنا نذكر كيف رفع الحزبان الأعلام الأمريكية والإسرائيلية في أربيل حتى قبل ظهور نتائج استفتاء الانفصال الباطل، قبل 3 أعوام. 

قد يكون انعدام مصطلح جدية الدولة لديهما منعهما من فهم قباحة وضع تنظيم إرهابي مع دولة في جملة واحدة، وتوجيه نفس الدعوة إلى كليهما. 

وربما يكون التنظيم الإرهابي الدموي، الذي قتل حتى اليوم 40 ألف كردي، بالنسبة للحزبين مؤسسة سياسية وليس تنظيمًا إرهابيًّا. وقد يكونان يريان تشابهًا بينهما وبين "بي كي كي"، بل إنهما ربما يشعران برابط انتماء. 

مهما يكن السبب، جذب هذان الحزبان مقت كل البشر المتمدنين الذين يعتبرون "بي كي كي"، تنظيمًا إرهابيًّا، وليس فقط تركيا والمؤسسات السياسية فيها والأتراك. 

وينبغي على شعب وحكومة الإقليم الكردي شمال العراق، من أجل استمرار صداقتهما مع تركيا، ألا يرحبا بمثل هذه البيانات التي تضفي مشروعية على تنظيم دموي مجرم لا يملك ذرة من القبول لدى الشعب الكردي، وتتضاءل ضغوطه الإرهابية يومًا بعد يوم. 

هذه الدعوة بالنتيجة ترمي إلى تقديم الدعم لتنظيم مجرم، وبالتالي يجب وقفها وحتمًا معاقبة أصحابها.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس