تقرير ترك برس - ديلي صباح

يُعدّ حزب التحرير الشعبي الثوري (DHKP-C) فرعاً من حركة ماركسيّة لينينيّة أُنشئت في سبعينيات القرن الماضي، وتصنّفه تركيا إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي حركة إرهابية.

أُسِّست منظمة (DHKP-C) بعد انشقاقه عن تلك الحركة اليسارية المتطرفة في تسعينيات القرن الماضي، والتي كانت مسؤولة عن عدد من الهجمات؛ مثل اغتيال سياسيّين اثنين في عام 1980 وعددًا من ضباط الاستخبارات.

ابتعدت المنظمة عن الأضواء نسبياً لعدة سنوات. وكانت هجماتها أصغر بالمقارنة مع حزب العمال الكردستاني، الذي تعدّه تركيا كذلك منظمة إرهابية.

ومع ذلك، صعّدت المنظمة من هجماتها خلال العامين الماضيين. ففي عام 2013، قام مسلّح من أعضائها بتنفيذ هجوم انتحاري على مجمّع السفارة الأمريكية في العاصمة أنقرة، أسفر عن مقتل حارس أمن تركي.

كما أعلنت في العام نفسه مسؤوليتها عن هجمات صاروخية غير قاتلة استهدفت مقرات لحزب العدالة والتنمية، ومقرات للشرطة ومبنى وزارة العدل في أنقرة.

وتتبنّى المنظمة فكراً يسارياً متطرّفًا، إلا أنّ أعضاءها لا يملكون خلفية عرقية متجانسة مثل حزب العمال الكردستاني، الذي ينحدر معظم أعضائه من أصول كردية.

وقد انخفضت قوة المنظمة بشكل كبير منذ موت أحد مؤسسيها "دورسون كراطاش" في عام 2008. ولا يزال خبراء يعتقدون أنّها تسعى لتنظيم عودة لها من خلال هجمات "حسّاسة".

ومثل كل منظمة إرهابية، تدور سيناريوهات نظرية المؤامرة حول استغلال (DHKP-C) كأداة من قبل أجهزة الاستخبارات المحلية والدولية في الماضي لتنفيذ هجمات تخدم مصالحهم.

وفي هذا العام، أعلنت المنظمة مسؤوليتها عن هجومين. كان أولهما محاولة فاشلة لمهاجمة موظفي أمن خارج قصر عثماني في مدينة إسطنبول، تبعه إطلاق نار من قبل شخص مسلّح على رجال شرطة في ميدان تقسيم في كانون الثاني/ يناير. ولم يتعرض أحد لإصابة في الهجومين.

كما تمّ تحميل (DHKP-C) المسؤولية عن هجوم على مكتب إحدى المجلات، أسفر عن مقتل كاتب وإصابة ثلاثة آخرين، لأحد أعضاء المنظمة على الرغم من عدم تبنّيها العملية من خلال حساب "صوت الشعب (Halkın Sesi)" على موقع تويتر الذي يعلن أعضاء المنظمة في العادة هجماتهم من خلاله.

وبعيداً عن العمليات المباشرة، تسعى المنظمة لكسب شهرة من خلال استغلال الاحتجاجات مثل تظاهرات "غيزي بارك" في عام 2013. حيث كان من الطبيعي رؤية أعضاء من (DHKP-C) يحملون بندقية صيد ومسدّس ويمشون بين المتظاهرين تحت شعار إحياء ذكرى المتظاهرين الذين ماتوا خلال المظاهرات.

الحكومة التركية تبدأ عمليات واسعة النطاق بشأن المنظمة

وقد أطلقت الشرطة التركية سلسلةً من العمليات ضد أعضاء في المنظمة الإرهابية، في مدن أسكيشهير، وأنطاليا، وإزمير.

فقد أطلقت الشرطة عملية في الساعات الباكرة من اليوم الأربعاء ضد مسلحي المنظمة بعد أزمة المدعي العام أمس في محكمة تشاغليان بإسطنبول، التي انتهت بوفاة المدعي العام محمد سليم كيراز، ومقتل اثنين من الإرهابيين.

وقد اعتقلت الشرطة التركية، في إطار العمليات التي بدأتها، خمس مسلحين من المنظمة في مدينة أسكيشهير، وخمسة آخرين في إزمير، واثنين وعشرين مسلحاً في أنطاليا.

كما بدأت شرطة أنطاليا عمليات من خلال وحدات مكافحة الإرهاب بعد تقارير استخباراتية بأنّ أعضاء من المنظمة الإرهابية يحضّرون لاحتجاجات استفزازية في المدينة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!