هلال قابلان – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

تحدث في ليبيا أمور من شأنها أن تبعث الاعتزاز في نفس كل تركي. أردت الإشارة إلى ذلك لأن المعارضة في بلدنا تعمل على خلط الأجندات بالدعوة إلى انتخابات مبكرة حتى في وقت يشهد أزمة صحية عالمية. 

أطلق حفتر، الذي يحمل الجنسية الأمريكية أيضًا ويحظى بدعم الكثير من القوى العالمية، هو وعصابته العام الماضي هجومًا ضد حكومة الوفاق الوطني في ليبيا. 

على الرغم من أن حكومة الوفاق هي الوحيدة المعترف بها دوليًّا إلا أنها وجدت نفسها في مأزق على الساحة الدولية، إلى أن هبت تركيا لنجدتها. 

بدأت أنقرة تقديم الدعم للحكومة الليبية اعتبارًا من مايو/ أيار 2019، ووقع الجانبان اتفاقية تحديد مناطق الصلاحية البحرية، إلى جانب اتفاقيات في المجالين العسكري والأمني. 

وجه رئيس حكومة الوفاق فائز السراج دعوة إلى القوات التركية لدعم ليبيا. صوت تحالف الجمهور في البرلمان التركي لصالح مذكرة إرسال قوات إلى ليبيا، ورفضها حزبا الشعب الجمهوري والشعوب الديمقراطي والحزب الجيد.

ورغم أن المعارضة عندنا لا تعلم ما شأن تركيا في ليبيا وتسأل عنه باستمرار إلا أن داعمي حفتر، كالإمارات ومصر واليونان وإيطاليا وفرنسا والولايات المتحدة، يعرفون حق المعرفة ما شأننا هناك. 

كانت حكومة الوفاق على وشك السقوط، لكنها صمدت بفضل تركيا. والآن تلوذ مليشيات حفتر بالفرار وتخلي القواعد العسكرية، كما حدث في الوطية. 

على الرغم من تفعيل منظومات الدفاع الجوي الروسية "بانتسير"، التي سلمتها الإمارات بعد دفع ثمنها، إلى حفتر، إلا أن الطائرات المسيرة التركية تصطادها صيد العصافير. وللعلم فإن ثمن الواحدة منها 15 مليون دولار. 

إذا تمكنت قوات حكومة الوفاق الوطني من السيطرة على مدينة ترهونة، دون الالتفات إلى دعوات وقف إطلاق النار، في الفترة القادمة، عندها يمكننا القول إن نهاية عصابة حفتر قد حلت. 

والأهم من ذلك، يمكننا القول إن تركيا حالت دون سقوط ليبيا ضحية بين أنياب الذئاب. أما أهم ما في الأمر فهو أننا أثبتنا للجميع بأننا لا نسمح لأحد بهضم حقوقنا السيادية في البحر المتوسط. 

كان من أسباب تراجع الدولة العثمانية فقدان قوتها في أعالي البحار. وسيكون من أسباب تقدم تركيا المكاسب التي حققتها من خلال الاتفاقية الموقعة مع ليبيا.

عن الكاتب

هلال قابلان

كاتبة في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس