ترك برس

أكد متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن، أن فتح آيا صوفيا للعبادة لا يُنقص شيئا من هويتها التاريخية العالمية.

وأضاف في مقابلة أجرتها معه وكالة الأناضول، أن "فتح آيا صوفيا للعبادة لا يُنقص شيئا من هويتها التاريخية العالمية، وبإمكان المزيد من الناس زيارته".

وفي سياق متواصل، ذكرت وسائل إعلام تركية، أن مجلس الدولة الذي يعدّ أعلى محكمة في البلاد، سيعلن قراره بشأن وضع "آيا صوفيا" يوم غد الجمعة.

وأفادت صحيفة "حرييت" التركية، أن الدائرة العاشرة لمجلس الدولة ستعلن، غدا الجمعة 10 يوليو/تموز، قرارها بشأن القضية المرفوعة ضد قرار مجلس الوزراء عام 1934، الذي حوّل "آيا صوفيا" لمتحف.

وأشارت إلى أنه بالوقت الذي ينتظر فيه الجميع قرار المحكمة العليا، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي، أمس الأربعاء، بأن مجلس الدولة ألغى بالإجماع قرار تحويل "أيا صوفيا" لمتحف بموجب قرار مجلس الوزراء في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 1934

ونقلت الصحيفة، عن مسؤول في مجلس الدولة، أنه قد يعلن قراره بشأن "آيا صوفيا"، غدا الجمعة، نافيا بالوقت ذاته، صدور أي إعلان من المجلس يوم أمس بشأن القضية

من جانبه، قال ممثل صحيفة "صباح" المقربة من دوائر القرار في أنقرة، أوكان مدرس أوغلو، في لقاء تلفزيوني، إن مجلس الدولة أقرّ بالإجماع ببطلان وعدم قانونية تحويل "آيا صوفيا" لمتحف عام 1934، وبالتالي إعادة وضعه إلى مسجد.

أما صحيفة "يني شفق"، فقد ذكرت أن أعين وآذان الأتراك والعالم الإسلامي تتجه نحو قرار مجلس الدولة بشأن آيا صوفيا، مؤكدة أنه بعد استماع مجلس الدولة لأطراف المحاكمة التي عقدت في 2 تموز/ يوليو الحابي، من المتوقع أن يعلن قراره غدا الجمعة.

وأضافت أنه إذا أعلنت الدائرة العاشرة في مجلس الدولة بطلان قرار مجلس الوزراء لعام 1934، فإن آيا صوفيا ستصبح مسجدا مرة أخرى بعد 86 عاما، وفقاً لما نقله موقع "عربي 21."

ولفتت إلى أنه بموجب قانون الإجراءات الإدارية، يجب تنفيذ قرار مجلس الدولة في غضون 30 يوما.

وقامت جمعية خدمة الأوقاف والآثار التاريخية والبيئة برفع دعوى قضائية للمرة الثانية إلى الدائرة العاشرة في مجلس الدولة عام 2016، وقالت إن توقيع أتاتورك على قرار تحويل "آيا صوفيا" لمتحف مزور.

وفي معرض تعليقه على الأمر، قال إسماعيل كانديمير، رئيس الجمعية المذكورة، الذي شارك في جلسة القضية، إن تحويل آيا صوفيا إلى متحف يتعارض مع حقوق الملكية، فيما أشار محامي الجمعية، سلامي كرمان، إلى أن آيا صوفيا ملكية لوقف السلطان محمد الفاتح، ولا يمكن التعامل بشأنه دون موافقة الوقف.

وأضاف في مقال له نشرته صحيفة "حرييت"، أنه من الخطأ النظر إلى القضية على أنها ستخلق جدلا سياسيا، بل إن إصدار قرار نهائي بإعادة "آيا صوفيا" إلى مسجد سينهي هذا الجدل؛ لأن التوتر السياسي بدأ بالفعل منذ تحويلها لمتحف في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 1934.

ولفت إلى أنه منذ عام 1950، لم تغب شعارات "سنكسر سلاسل آيا صوفيا" في الحملات الانتخابية في البلاد، لأن قرار تحويله لمتحف لم يكن منسجما مع إرادة الأمة.

وأشار إلى أن مجلس الدولة قد يعلن قراره غدا الجمعة 10 تموز/ يوليو، مؤكدا أنه اتخذ قرارا بإعادة فتح "آيا صوفيا" للعبادة كمسجد.

وأكد أن "يوم غد هو يوم تاريخي في معركة الأمة منذ 86 عاما".

هذا ويسود جدل في تركيا خلال الأيام الأخيرة، بإعادة "آيا صوفيا" إلى مسجد، بعدما تم تحويله إلى متحف في بدايات تأسيس الجمهورية التركية الحديثة.

وظلت آيا صوفيا مركزا للمسيحية الأرثوذكسية حتى عام 1453م، عندما فتح الأتراك العثمانيون المدينة تحت حكم السلطان محمد الثاني، المعروف باسم الفاتح، وبعد 916 عاما من الخدمة كنيسةً، تحولت إلى مسجد جامع يرمز للنصر والفتح، وعلى الرغم من ذلك، لم يجر تدمير فسيفساء الكنيسة المميز، بل تمت تغطية الرسوم والأيقونات المسيحية بالجبس التي ظهرت من جديد بعد ترميم الكنيسة في القرن العشرين.

وعقدت في آيا صوفيا صلاة الجمعة الأولى بعد فتح القسطنطينية، واستخدمت مسجدا لمدة 482 عاما، واعتبرت جوهرة العالم الإسلامي، لتعرف باسم "المسجد الكبير"، وبعد انهيار الإمبراطورية العثمانية تمّ تحويلها إلى متحف في عام 1935، ومنذ ذلك الحين لم ينقطع الجدل بين المؤرخين والمثقفين والسياسيين في تركيا بشأن مصير درة عمارة إسطنبول العريقة.

ويدور النقاش المستمر بين مؤيدي أن تبقى متحفا تاريخيا مثلما هي حالها الآن، وبين من يريد إعادتها جامعا كبيرا عملا بوصية السلطان العثماني محمد الفاتح.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!