ترك برس

قال موقع بوليتيكو الأمريكي إن القتال بين أذربيجان وأرمينيا  يهدد بأن يصبح نقطة اشتعال جديدة في التنافس المتزايد بين تركيا وروسيا اللذين يدعمان الطرفين المتحاربين، ويهدد بتفكيك الشراكة الهشة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وأشار الموقع إلى أنه منذ اندلاع العنف في منطقة القوقاز في منتصف تموز/ يوليو، دافعت تركيا عن حليفها المسلم أذربيجان التي تشترك معها في العلاقات اللغوية والعرقية، وعرضت تقديم أسلحة جديدة إلى باكو. وتعهد أردوغان "بالوقوف ضد أي هجوم" على أذربيجان، التي تمد تركيا بالغاز الطبيعي الرخيص.

وفي المقابل أجرت موسكو الأسبوع الماضي تدريبات عسكرية واسعة النطاق في جنوب غرب روسيا، وهو ما نفت وزارة الدفاع الروسية أن يكون له علاقة بالنزاع بين أرمينيا وأذربيجان.

ولفت الموقع إلى أن المواجهة الأخيرة، على عكس المعارك السابقة، تضمنت هجمات بطائرات بدون طيار ودبابات ومدفعية ثقيلة على بعد 300 كيلومتر من ناغورنو كاراباخ على طول الحدود المعترف بها دوليًا وقريبة من أنابيب النفط والغاز في بحر قزوين وخط سكة حديد يمد الأسواق العالمية عبر تركيا.

وفي انتقاد نادر، وإن كان مستترا، لدور روسيا في المواجهة، وصف أردوغان الهجوم بأنه "أبعد من عيار أرمينيا".

وقال أوزغور أونلو هيسارجيكلي، مدير مكتب صندوق مارشال الألماني في تركيا: "هذا هو الفناء الخلفي لروسيا، والصراع بين أرمينيا وأذربيجان مستمر ضمن الحدود التي رسمتها روسيا".

وأضاف أن :" تركيا ترى في هذا الاشتباك الأخير رسالة من روسيا ، لكنها تدرك أنه من الخطر للغاية مواجهة روسيا هنا ، حتى من خلال الوكلاء. على الرغم من أن تركيا أظهرت دعمًا ثابتًا لأذربيجان ، فإنها لم تفكر قط في تدخل مباشر".

ويلفت الموقع إلى أن أذربيجان  التي هي أغنى وأكثر تفوقا عسكريا من أرمينيا، تأخرت عن تصعيد الصراع في السنوات الماضية؛ لأنها تعلم أن أرمينيا تتمتع بدعم ضمني من روسيا التي تحتفظ بقاعدة عسكرية في أرمينيا.

ووفقا للموقع، فإن اندلاع العنف في القوقاز هو نتيجة تحول الولاءات في مناطق الصراع الأخرى.

واستدل على ذلك بتصريح الرئيس أردوغان الشهر الماضي بأن تركيا قد تفتح صفحة جديدة في علاقتها مع الولايات المتحدة لأن مصالحها في كل من ليبيا وسوريا تتوافق بشكل أوثق معها، وهو تصريح لم يكن موضع ترحيب من موسكو التي تدعم بشار الأسد.

وفي ليبيا، دعم المرتزقة الروس من مجموعة فاغنر - إلى جانب الإمارات العربية المتحدة وفرنسا - قائد المتمردين خليفة حفتر الذي أُحبط تقدمه عندما تدخلت تركيا في الحرب الأهلية في يناير/ كانون الثاني، مما أدى إلى تحول التيار لصالح الحكومة المعترف بها دوليًا في طرابلس.

وقال هسارجيكلي: "إن الديناميكية الرئيسية للتعاون التنافسي بين تركيا وروسيا هي أن كلا البلدين يشعران بالنبذ ​​من الغرب. وعندما تتعاون تركيا مع الولايات المتحدة، يبدأ هذا التحالف مع روسيا في الانهيار. هذه المرة، ردت روسيا في القوقاز".

إن خطاب تركيا القوي بغير المعتاد بشأن القوقاز هو أيضًا جزء من سياسة أردوغان الخارجية الحازمة، إذ يسعى لإعادة تشكيل تركيا كقوة جيوسياسية في المنطقة.

لكن الباحث الأرميني، ريتشارد جيراجوسيان، مدير مركز الدراسات الإقليمية في يريفان، يرى أن جهود تركيا لإدخال نفسها في الصراع قد تأتي بنتائج عكسية.

وأوضح أن انحياز تركيا إلى الجانب الأذربيجاني يمكن أن يدفع الحكومة الأرمينية إلى مزيد من التقارب مع موسكو، والعودة إلى حضن روسيا.

وقال جيراجوسيان: "إن خطر التحالف العسكري التركي مع أذربيجان سيجبر أرمينيا على الاعتماد المفرط على روسيا، ويمكن أن يوفر أيضا لروسيا فرصة لنشر قوات حفظ السلام في الصراع الأرمني الأذربيجاني، حيث لم يكن لها وجود عسكري. تركيا وأرمينيا وأذربيجان كلها تعارض وجود القوات الروسية".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!