ترك برس

أثر الشاعر علي شير نوائي، الذي كرس حياته لأدب اللغة التركية ولثقافتها، تاركا من خلفه الكثير من الأعمال، على الشعراء من بعده لقرون عديدة، وتوفي في 3 كانون الثاني/ يناير 1501، وفي هذا الموضوع نلقي الضوء على حياته في الذكرى 520 لوفاته.

ولد نوائي في هرات التي تقع غرب أفغانستان عام 1441، التي كانت عاصمة الدولة التيمورية. وتوفي في مسقط رأسه في 3 يناير 1501، وكان رائدا في اللغة الأدبية التركية بدلا من الفارسية، وألف العديد من الكتب التي تعمق من خلالها بمعاني ومفردات اللغة التركية.

أشار نوائي، إلى ثراء اللغة التركية بالأمثلة، وكونها مناسبة للتورية والقافية. وقد امتد تأثيره أبعد من منطقته التي يعيش فيها لينتشر في العالم التركي بأكمله، ليشجّع من محبته لها شعراء تلك الفترة بالكتابة باللغة التركية.

كما لعب دورا في تطوير علاقات الشعراء العثمانيين مع جغرافية تركستان وشعرائها الذين كانت لهجتهم لهجة "تشاغاتاي" فقط ، ليحذو حذو نوائي أيضا الذي ظل أثره واضحًا على الشعراء لقرون عديدة، منهم على سبيل المثال باكي وهايالي وفضولي.

يعد كتاب "محاكمة اللغتين" من أهم أعمال الشاعر علي شير نوائي، حيث قارن في صفحاته بين أدب وثقافة اللغة الفارسية والتركية التي كانت تهيمن على تلك الفترة، مشيرا إلى تفوق اللغة التركية على الفارسية بعدة ميزات مثل فنونها وقواعدها الأدبية وغناها بالمفردات.

وقد استطاع التفوق على البقية في عهده، بفضل قدرته اللغوية وحديثه مع  الناس، وأظهر بالأمثلة التنوع الغني بالكلمات المستخدمة في الأسماء مثل المشروبات والأطعمة والألبسة والطيور والأقارب في اللغة التركية.

صنّف نوائي في كتابه "مجالس النفائس" تراجم لكثير من شعراء اللغة التركية، وتحدث أيضا عن سيرته الذاتية وسيرة بعض الشعراء باللغة التركية. كتب كذلك عن القضايا الاجتماعية في كتابه الأخلاقي المسمى "محبوب القلوب".

وضمّن خمسة من مؤلفاته في كتاب واحد، أطلق عليه اسم "خماسية" من نوع المثنوي، أولها "حيرة الأبرار" وهو دراسة في فكر الصوفية، و"فرهاد وشيرين" و"ليلى ومجنون" و"سد الإسكندر" عن سيرة الإسكندر المقدوني  و"السيارات السبع" في الفلك والتنجيم، كما ألف كتبا في التاريخ والأدب بالإضافة إلى  كتابته دواوين ووثائق.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!