ترك برس

هل يمكن تفسير الفضاء بمنظور فني؟ قام الفنان الإعلامي رفيق أناضول، بتقديم تصوير جديد لأرشيفات وكالة "ناسا" الأمريكية، المؤرشفة منذ 60 عاما إلى اليوم، متجاوزا حدود قوة الخيال العلمي بمعرض "ذكريات الآلة: الفضاء"، الذي أقيم في صالة "بيلفنيلي" بإسطنبول.

ولد الفنان الإعلامي والمخرج والمصمم رفيق أناضول، الذي ولد في إسطنبول عام 1985، ونال درجة شرف عالية في البكالوريوس من قسم التصوير الفوتوغرافي والفيديو في جامعة بيلغي بإسطنبول، ثم حصل على ماجستير في تصميم الاتصالات المرئية من نفس الجامعة، ودرجة الماجستير في الفنون الإعلامية من جامعة كاليفورنيا، كما يقيم حاليا في لوس أنجلوس.

وفي معرضه، استخدم الفنان أناضول كلماته الخاصة وبيانات المؤرشفة لمدة 60 عاما، كصبغة لرسوماته التي رسمها بفرشاة تفكير مدعومة بالذكاء الاصطناعي، فقد قام الفنان بتدقيق وفحص أرشيفات 60 عاما لوكالة ناسا لمدة ثلاثة أعوام، وصنف بياناتها المرئية كمفاهيم وأنماط، كما حصل على  الذكريات المرئية لكل آلة باستخدام خوارزمية GAN، وتحولت نتائج عمله إلى معرض رائع من خلال الذكاء الاصطناعي يفسر علم الفلك من خلال الفن.

هل يمكن أن يكون للآلات ذاكرة؟ أو هل يمكن للآلات أن تحلم؟

أعرب رفيق أناضول، عما يخطر في ذهنه من إجابات لهذه الأسئلة بالفن، مقدما وجهة نظر جديدة بإلقاء الضوء على الفضاء، معبرا للمشاهد عن ذاكرة الآلات والحواس البشرية والكون عبر الفن الرقمي، كي يوفر لنا وللعالم ولعشاق الخيال العلمي تجربة "النظر إلى الفضاء"، كما يمكن زيارة المعرض مجانا، الذي افتتح في 19 آذار/ مارس ويستمر لغاية 25 نيسان/ أبريل.

ذكر الفنان أناضول، حكاية معرضه إلى TRT خبر قائلا: "تتزامن هذه الفترة مع حلمي بإقامة المعرض في عام 2018، عندما زار الاستوديو الخاص بي في لوس أنجلوس 7 أشخاص من فريق ناسا، وطلبوا مني إنتاج مشروع يحتوي على بيانات مسجلة لمدة 60 عاما من وكالة ناسا. غيّرت أحلامي هذه البيانات وأصبحت مصدر إلهام لي، وقد تتساءل هل يمكن لآلة أن تنشئ خيالا؟ وهل يمكن لها أن تحلم؟".

وتابع قائلا: "عندما ننظر إلى ماهية هذه الآلات، نجد أن بالفعل هناك آلات في الفضاء أيضا، يعرض لنا تلسكوب محطة الفضاء الدولية ISS عالمنا، وتلسكوب MRO المريخ، وتلسكوب هابل المجرة، لقد أجاب معرضي بالفعل عن أسئلة ذكريات الآلة من منظور فني وبشكل فيزيائي واضح، أما وجهة النظر العلمية فقد أخذت الذاكرة الفوتوغرافية وتم تمريرها بالذكاء الاصطناعي، وقمت بإنتاج الذكاء الاصطناعي لمدة خمسة أعوام".

وأضاف أناضول: "هذه ليست تجربتي الأولى ولكنها شاملة، فقد أتيحت لي الفرصة لتجربة مساحة عرض في المعرض من 18 قناة، عرضت من قبل في واشنطن ونيويورك وستوكهولم وبرلين، لكن جمال العمل أنه حكاية جديدة مبتكرة، وفيه حكاية جديدة عن المريخ، وحكاية جديدة عن محطة الفضاء الدولية، وحكاية جديدة عن تلسكوب هابل، لذلك أصبح مصدر إلهام هائل وبلا نهاية بالذكاء الاصطناعي".

يتألف المعرض من قسمين، القسم الأول خاص بـ"الذكريات"، يتكون من أكثر من مليوني صورة مسجلة بواسطة التلسكوبات الفضائية، أما الجزء الثاني فهو خاص بالأحلام، يوجه دعوة إلى الزائر بالدخول إلى ذهن آلة تمتلك أحلام متعلقة بالفضاء، حيث يوجد في هذا القسم "سينما ذكاء اصطناعي" متعددة الأبعاد ومصممة لتكون قادرة على التحرك في غضون 15 دقيقة وتندمج مع الهندسة المعمارية.

أشار أناضول، إلى تجربة بعض الزائرين قائلا: "في بعض الأحيان يمكن للزائر الدخول في تجارب ثنائية الأبعاد أو ثلاثية الأبعاد داخل الشاشات، أو حتى روبوت ثلاثي الأبعاد لنحت الهيكل الجغرافي المحتمل للمريخ. وكما هو الحال في جميع مشاريع الذكاء الاصطناعي تبدأ الحكاية ببيانات خام، مثلا تلسكوب ISS الذي التقط حتى الآن 250 ألف صورة كبيرة الحجم، أكثر من 100 ألف منها لسطح المريخ بدقة تتراوح بين 30 و70 ألف ميغابيكسل".

وأضاف أن "الصور الملتقطة من الفترة الاولى إلى الأخيرة بتلسكوب هابل، كما استخدمت في المعرض 4 ملايين صورة، تم تمريرها عبر شبكة الذكاء الاصطناعي وصنفت وفقا لتشابهها، وتم إنشاء مساحة فضائية بهذه البيانات، التي يتم تمريرها بعد ذلك من خلال ديناميكيات السوائل، فعلى سبيل المثال والتجربة يتم أخذ الحلم الذي رآه تلسكوب هابل على المجرة بالذكاء الاصطناعي، وجمعه مع ديناميكيات السوائل مرة أخرى. سنرى في المعرض أنها تشبه الماء، وأنها أكثر فنية وعلمية من ذي قبل".

في معرض "ذكريات الآلة: الفضاء"، يعرض الفنان أناضول الفضاء والكون الهائل الذي يمتد بلا نهاية واضحة في عصر الذكاء الاصطناعي، كما يوجه دعوة لكل عشاق الفضاء والخيال العلمي لمشاهدة أجزاء التجربة الجمالية الرائعة التي ستستمر حتى 25 أبريل.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!