ترك برس

يمكن للإرشاد والتعليم في سن مبكرة المساعدة على اكتشاف مواهب وإمكانيات الأفراد المصابين بالتوحد، كما حصل مع يوسف بلال دغيرمنجي، أحد المصابين بالتوحد الذي تدرب في الصغر على تنس الطاولة مما سهل طريقه للالتحاق ببطولة التنس، وقصة نجاحه جزء من "خطة عمل التوحد" التي شكّلت وعيًا كبيرًا لدى المجتمع وفرصًا لتعليم أفضل والتوظيف.

في حديث صحفي، أعرب يوسف بلال دغيرمنجي، عن حبه لتنس الطاولة كثيرا وأنه لا يكاد يفلت المضرب من يده، فهو يقوم بالتدريب لساعات، معتبرا طاولة التنس شغفه الأكبر مما جعله تاجحا بهذه الرياضة، وقال: "تفتخر أمي بلعبي جدا، وترى أنني شخص محترف".

وأشار الطبيب النفسي غونجا غول تشليك، إلى ظهور أعراض التوحد على دغيرمنجي، وهو في الثالثة من العمر، وقال: "غالبا ما يصاحب التوحد تأخر في الكلام، وعدم إمكانية التواصل البصري المباشر، وممارسته أنماطًا سلوكيةً مختلفة لا تتلاءم مع عمره، خاصة عند تكرارها. شخصت مرض التوحد في سن مبكرة بالنسبة لطفل عائلة دغيرمنجي، وكان واضحا تأخره في الكلام وتجنب التواصل المباشر بالعين، الذي يعد أبرز أعراضه، أيضا تعرضه لمواقف خطرة. وقد بدأنا معه برامج التعليم والإرشاد المبكر، مما قدم له فائدة سريعة وساعده بالحصول على نتائج مرضية له ولعائلته".

وضعت عائلة دغيرمنجي، طفلها يوسف، في مركز تعليمي خاص فور علمها بإصابته ودون تضييع الوقت، وهو في الثالثة من العمر، ولوحظ في المركز موهبته الرياضية التي غيرت مسار حياته.

أشارت والدته إيليف دغيرمنجي، إلى تحسن انتباه وتركيز طفلها بشكل أفضل بعد ممارسته لتنس الطاولة، وقالت: "يصعب جدا على الطفل المصاب بالتوحد التركيز ببصره، بالنسبة لطفلي أصبح تركيزه أفضل وأحسن. لقد تضاعف كثيرا".

يبلغ عمر يوسف بلال دغيرمنجي، اليوم 18 عاما، وقد صارت له مكانة خاصة على منصة التتويج في بطولات الرياضيين الخاصة، ولم تجابهه أي عقبة تمنعه من ممارسة هوايته وشغفه حتى اليوم. وقد امتدت بطولته إلى منطقة البحر الأبيض المتوسط، وكان ينبغي عليه أن يتجاوز إعاقته وحكم المجتمع المسبق عليه، كي يحقق نجاحات عديدة.

من الجدير بالذكر أن الشخص المصاب بالتوحد يمتلك إمكانيات مختلفة مثل اي إنسان عادي، إلا أنه يختلف عن الأشخاص الآخرين بإمكانية التفاعل مع المجتمع والعلاقات والاهتمامات والتصرفات.

ومن جهته، صرح دورسون إيزغي، رئيس جمعية السلام مع التوحد قائلا: "يمثل الحكم المسبق على المصاب بالتوحد جدارا فيما بينه وبين الانخراط بالمجتمع، مع الأسف بسبب هذا الجدار لا تفتح لأطفالنا مجالات عديدة في التعليم والتوظيف بمقدارٍ كافٍ".

وأعرب مدرب التربية الخاصة سدات غوندوز، عن توفير فرص المشاركة بالحياة الاجتماعية وتحقيق النجاح للمصابين بالتوحد عبر الإرشاد والتعليم، وقال: "عندما يتم منح أطفالنا فرصة التعليم بشكلٍ متساوٍ، فبإمكان قدراتهم أن تتضاعف بشكل مفاجئ، وأقولها بكل ثقة سيصبح بإمكانهم فعل أي شيء".

كما وفرت "خطة عمل التوحد" وعيا كبيرا مهما، منذ أن بدأ تنفيذها في عام 2016، بمساهمة من السيدة الأولى أمينة أردوغان، زوجة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، داعمة لها بكل خطوة من مراحلها، مما أدى لزيادة وعي المجتمع بمرضى التوحد، تضمنت الخطة أيضا حصولهم على المزيد من التعليم وتوفير فرص عمل لهم، وأهم ما يساعد على ذلك هو التغلب على الحكم المسبق عنهم بالمحبة والاهتمام.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!