ترك برس

يهاجر شعب أفغانستان منذ 40 عاما بلا انقطاع من بلادهم لكونها من أكثر الدول اضطرابا في العالم، كما يوجد عدد كبير من اللاجئين الأفغان النظاميين وغير النظاميين في تركيا، فما هو وضع المهاجرين الأفغان في تركيا والعالم؟

شهدت أفغانستان عقودًا من الاحتلال والنزاعات الداخلية والكوارث الطبيعية والفقر، لذلك تميزت بأنها من أكثر الدول تصديرًا للاجئين، فقد هاجر الأفغان سعيًا وراء الاستقرار. يبلغ عدد سكان أفغانستان 38,9 مليون نسمة، وقد نزح 2,65 مليون نسمة من سكانها داخليا، ويبلغ عدد اللاجئين الأفغان النظاميين حوالي 2,7 مليون نسمة، وعدد طالبي اللجوء في الخارج 246 ألفًا.

يشكل اللاجئون الأفغان ثاني أكبر مجتمع لاجئ في العالم، بعد اللاجئين السوريين الذين احتلوا المرتبة الأولى بعدد 6,6 مليون نسمة، عدا عن المهاجرين الأفغان غير النظاميين، فالعدد الإجمالي أكبر.

بدأت موجة هجرة الأفغان الأولى مع الغزو السوفيتي في الفترة ما بين 1979 و1989، التي أدت لفرار ملايين الأفغان من الحرب ولجوئهم إلى باكستان وإيران المجاورة، وقد تجاوز عددهم 6 ملايين بحلول عام 1990، ثم بدؤوا بالعودة إلى أفغانستان بعد انتهاء الاحتلال السوفيتي فيما بين 1990 و1995.

ومع عودة اللاجئين تواصلت موجات هجرة جديدة بسبب التطورات المختلفة في البلاد، زاد عددهم وقل على مر الأعوام، كما اندلعت موجة هجرة ثانية بعد انتصار المجاهدين في عام 1992، ليهاجر قسم من السكان إلى باكستان وإيران.

خلفت الحرب الأمريكية عام 2001 دمارا كبيرا في أفغانستان، ثم أقرّت المفوضية السامية للأمم المتحدة للشؤون اللاجئين سياسة دعم الأفغان، مما شجع على عودة العديد منهم.

نشرت المنظمة الإنسانية النرويجية للاجئين NRC في عام 2012، دراسة تتعلق باللاجئين الأفغان، ذكرت فيها أن 75% من الشعب الأفغاني اضطر للانتقال مرة واحدة على الأقل لأسباب مختلفة، أهمها هو الحرب والعنف ثم المشاكل الاقتصادية والكوارث الطبيعية.

تطورت طرق الهجرة فيما بين عامي 2015 و2016، فقد سلك اللاجئون الأفغان طريق الهجرة إلى أوروبا عبر تركيا بسبب زيادة العنف في بلادهم، حيث وصل إلى أوروبا 300 ألف لاجئ، كما نقلت المنظمة الدولية للهجرة İOM، بأن مجتمع اللاجئين الأفغان شكّل ثاني أكبر مجتمع في أوروبا بعد السوريين.

أُبرمت اتفاقية فيما بين تركيا والاتحاد الأوروبي في 18 آذار/ مارس 2016، لتصدي لأزمة الهجرة مما أدى لانخفاض حاد في عدد المهاجرين الأفغان، كما وقّع الاتحاد الأوروبي اتفاقية مع الحكومة الأفغانية في تشرين الأول/ أكتوبر 2016، ينص على إعادة المهاجرين الأفغان من أوروبا إلى بلادهم بالقوة وبمساعدة مالية، الذين تم رفض طلبات لجوئهم، مستخدمة ورقة المساعدات الرابحة ضد الحكومة الأفغانية.

وفقا لبيانات صادرة عن الاتحاد الأوروبي، زاد عدد العائدين إلى أفغانستان منذ عام 2016، كما زادت عدد طلبات اللجوء ، فقد تمت إعادة 3290 أفغاني في عام 2015، ثم ارتفع عددهم إلى 9460 أفغاني في 2016، كما خفضت أوروبا معدل قبول طلبات اللجوء من 68% إلى 33%، و بالرغم من ذلك واصل الأفغان هجرتهم إلى أوروبا، ليحرزوا المرتبة الأولى في عام 2019، بسبب انخفاض عدد المهاجرين السوريين.

ساهمت الأمم المتحدة بإعادة 5,7 مليون أفغاني إلى وطنهم منذ عام 2001، عبر برنامج العودة الطوعية، حيث رغب مهاجرون أفغان بالعودة طواعية دون أي مساعدة لعدم قدرتهم على الاندماج في الحياة الأوروبية، كما وافق البعض على العودة مقابل مساعدة مالية.

لا يزال لاجئون أفغان في باكستان وإيران إلى اليوم، ووفقا لبيانات مفوضية الأمم المتحدة لعام 2020، بلغ عدد اللاجئين الأفغان المسجلين مليونًا و424 ألفًا في باكستان، وحوالي المليون في إيران، وهناك لاجئون غير نظاميين في كلا البلدين.

رحبت باكستان بإقامة اللاجئين الأفغان لفترة طويلة في بداية الهجرة، لأسباب سياسية ودينية وثقافية وإنسانية، ولكنها لم ترحب بالهجرات اللاحقة، كما تلقت باكستان مساعدات كبيرة لمواجهة تدفق اللاجئين الأفغان في المجالات الاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية من أمريكا، بينما لم تتلقى إيران إلا القليل من المساعدات الخارجية بسبب الصراع السياسي.

سعت الحكومتان الباكستانية والإيرانية لخفض عدد اللاجئين الأفغان بإعادتهم إلى وطنهم، فقد قامت باكستان بإغلاق مخيمات اللاجئين في المناطق الحدوية، وقامت إيران برفع تكاليف المعيشة للأفغان وحظر أرباب العمل الإيرانيين توظيف الأفغان، وفي النهاية أدى التضييق لخفض عددهم من 6 ملايين إلى 2,5 مليون في كلا البلدين.

وقد أصدر رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، قرارا بمنح الجنسية الباكستانية للمواليد الأفغان على أراضيها في عام 2018، إلا أنه لم ينفذ، كما غادر إيران 800 ألف أفغاني في عام 2019، وعاد معظمهم للبلاد والبعض توجه لأوروبا.

اتُّهمت إيران بتشكيل ميليشيات أفغانية وتهريبها عن طريق تركيا لاستخدامها في الحرب إلى جانب بشار الأسد في سورية، وبالرغم من نفيها لذلك، إلا أن الميليشيات الأفغانية متواجدة في الجبهة السورية.

تعد تركيا من أكثر الدول تضررا من هجرة الأفغان، بسبب موقعها على طريق الهجرة لأوروبا، كما تستضيف تركيا حوالي 3,6 مليون لاجئ من دول مختلفة، حيث تحتل تركيا المركز الأول بعدد اللاجئين الأفغان.

وبحسب بيانات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تم تسجيل 116 ألف طلب لجوء أفغاني في عام 2020 في تركيا، عدا عن المهاجرين غير النظاميين، ويستخدم المهاجرون الأفغان تركيا كدولة عبور، ومنهم من لجأ إليها وأكمل دراسته فيها وعمل بها.

وفقا لوكالة الإحصاء التابعة لإدارة الهجرة، يحتل المهاجرون الأفغان غير النظاميين في تركيا المرتبة الأولى، حيث سجل 201 ألف مهاجر أفغاني غير نظامي في عام 2019.

كان 50 ألفًا من أصل 122 ألف مهاجر غير نظامي تم القبض عليهم في 2020 من الأفغان، كما تم تسجيل 12 ألف لاجئ أفغاني منذ بداية 2021, وفقا لبيانات حديثة صدرت في 14 نيسان/ أبريل.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!