ترك برس-الأناضول

ما زال الألم يعتصر قلوب أقارب الذين فقدوا حياتهم في الهجومين الإرهابيين المنفصلين، اللذين استهدفا بلدة ريحانلي (الريحانية) بولاية هطاي جنوبي تركيا، مع حلول ذكراهما الثامنة.

وفي 11 مايو/ أيار 2013، شهدت بلدة ريحانلي التركية وقوع انفجارين بسيارتين مفخختين أمام مبنى البلدية ومقر مؤسسة البريد والبرق التركية وسط البلدة المتاخمة للحدود مع سوريا، ما أسفر عن مقتل 53 شخصا، وتعرض 912 منزلا و891 محلا و148 مركبة لأضرار متفرقة.

من جهتها، ذكرت الداخلية التركية أن السيارتين المستخدمتين في الهجومين الإرهابيين جرى تهريبهما من سوريا.

ورغم مرور ثماني سنوات على وقوع الانفجار، ما زال ذوو ضحايا الهجوم الغادر، يحملون آلاما تعتصر أفئدتهم كما لو أنها في يومها الأول.

لم تتوقف آلام العائلات التي فقدت أقاربها طوال السنوات الثماني الماضية، فيما تحاول بعض الأسر التي تنفست الصعداء بعد نجاح قوات الأمن التركي في تحديد هوية المسؤولين عن الهجوم والقبض عليهم، مداواة جروحها عبر تفقد الصور والمتعلقات الشخصية لذويهم.

وفي أيلول/ سبتمبر 2018، تمكن جهاز الاستخبارات التركي من جلب "يوسف نازيك"، مخطط التفجير إلى البلاد، عبر عملية خاصة من مدينة اللاذقية السورية.

وخلال الاستجواب، اعترف نازيك بتخطيطه للهجوم بناء على تعليمات من مخابرات النظام السوري.

وقال أحمد طونا، رئيس جمعية شهداء 11 مايو، ووالد الفقيد أوغولجان طونا، الذي فقد حياته في أحد التفجيرين عندما كان في طريقه إلى المدرسة (كان طالبًا في الصف الحادي عشر)، إن الألم ما زال يعتصر فؤاده رغم مرور 8 سنوات على الهجوم.

وذكر طونا، للأناضول، أنه تنفس الصعداء رغم الألم، بعد تمكن قوات الأمن من تحديد هوية المسؤولين عن التفجيرين والقبض عليهم، لا سيما بعد نيلهم الجزاء الذي يستحقونه على فعلتهم الغادرة.

وتابع: "ألمنا عظيم جدا. أدعو الله ألا يفجع أحدا بمثل هذا اليوم. لقد شعرنا بالراحة رغم الألم الذي يعتصر قلوبنا، بعد نيل هؤلاء الإرهابيين القتلة الجزاء العادل، عقب القبض عليهم من قبل قوات الأمن التركي في هطاي".

وشدد على أن منفذي الهجوم الإرهابي لم يتمكنوا من تحقيق أهدافهم، قائلا: "في 2013 كان الهدف هو إراقة دماء الأخوة".

وأوضح أن "القائمين على هذا العمل أرادوا وضع بلادنا في مستنقع، لكن أهل الريحانية وقفوا إلى جانب دولتهم. منذ ذلك اليوم توحدنا كالمعتاد حتى يرفرف علمنا خفاقا ويبقى صوت الأذان مرتفعا على مآذن مساجدنا".

وأكد أن "الخونة لن يستطيعوا تحقيق أهدافهم ولن يصلوا أبدا إلى مآربهم ولن يتمكنوا من كسر وحدتنا وتضامننا".

من جهتها، قالت الأم فاطمة طونا، إنه رغم مرور 8 سنوات، إلا أن الألم ما زال يعتصر قلبها كما في اليوم الأول من الهجوم الغادر.

وأوضحت لمراسل الأناضول، أنها تقضي معظم أيامها في غرفة ابنها أوغولجان، قائلة: "أحتفظ بمنديل ابني الأخير، ودراجته الهوائية، والسرير وطاولة الحاسوب والأحذية والزي المدرسي والصور والجوائز في غرفته".

وزادت: "أنظف غرفته كل يوم كما لو أنه ما زال على قيد الحياة. أشم رائحة كل الأشياء المتبقية منه، أقبلها، أواسي نفسي بضمها إلى صدري، كان مهذبا مرهف الأحاسيس. كان لديه أحلاما بأن يصبح طيارا يذود عن حدود الوطن. رحل عنا قبل أن يحقق أحلامه".

ـ أشم رائحة قميصه

بدورها، قالت مدينة أردمجي، التي فقدت ولدها خليل (28 عامًا) وتعرض اثنان من أبنائها للإصابة في الهجوم، إن الألم كان أكبر من أن يوصف.

وأفادت أردمجي لمراسل الأناضول، بأنها ما فتئت منذ فقدت فلذة كبدها، تسترجع ذكرياته وتقبل متعلقاته الشخصية.

وتابعت: "لقد تحطم قلبي. لقد كتب لي رسالة قبل استشهاده، أقرأها يوميا وأشم رائحة قميصه واحتضن صوره".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!