ترك برس

افتتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الجمعة، مسجد تقسيم في قلب مدينة إسطنبول.

وجرى افتتاح المسجد للعبادة مع أداء صلاة الجمعة، حيث أمّ الصلاة رئيس الشؤون الدينية في تركيا علي أرباش.

وإلى جانب أردوغان، حضر صلاة الجمعة في المسجد المطل على ميدان تقسيم الشهير وسط اسطنبول، عدد كبير من المسؤولين.

ومن بين الحضور، نائب الرئيس فؤاد أوقطاي، ورئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب، ووزير الدفاع خلوصي أكار، ووزير الصناعة والتكنولوجيا مصطفى ورانك، ووزير النقل والبنى التحتية عادل قره اسماعيل أوغلو، وغيرهم.

كما حضر صلاة الجمعة الأولى في مسجد تقسيم محمد حمدان دقلو، النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الذي يزور حاليا تركيا.

وجاء افتتاح المسجد بعد أن تم تأجيله سابقاً، حيث كان من المقرر افتتاحه في آخر جمعة من شهر رمضان.

اللافت والمثير في توقيت الافتتاح أنه تزامن مع الذكرى السنوية لأحداث "غزي بارك" التي اندلعت عام 2013.

وكانت احتجاجات "غزي بارك" قد اندلعت احتجاجا على قرار أردوغان تشييد مسجد في حديقة "غيزي" الواقعة بجوار ميدان تقسيم والمعروفة برمزيتها الأتاتوركية العلمانية.

وكانت بداية احتجاجات 2013، من منتزه ميدان تقسيم في 28 أيار/ مايو 2013، حيث قاد ناشطون احتجاجا ضد قرار إزالة الأشجار في ميدان تقسيم، ليقام محلها مبنى على شكل ثكنة عسكرية قديمة على الطراز العثماني، يضم مركزا ثقافيا وربما أيضا مركزا تجاريا.

وتطورت الاحتجاجات إلى أعمال شغب، واتسع الأمر ليشمل مدنا أخرى، مطالبة بإسقاط الحكومة التركية.

وشنت حركة "أنونيموس" حينها هجمات إلكترونية على مواقع الحكومة التركية، إذ اخترقت موقع رئاسة الوزراء، وشارك في الهجمات أيضا الجيش السوري الإلكتروني الذي اخترق الموقع الرسمي لوزارة الداخلية التركية ووضع عليه عبارة "التصعيد ضد ظلم استبداد أردوغان".

وفي كلمة له خلال مراسم افتتاح المسجد، تطرق أردوغان إلى المعارضين لبناء مسجد تقسيم الحالي، حيث وجه رسائل مبطنة لهم.

وقال الرئيس التركي: "بمشيئة الله تعالى لن يغيب المصلون عن جامعنا ولن ينقطع صوت الاذان من مآذنه وستعلو اصوات القرآن من قبته حتى قيام الساعة".

وأردف: "لا يساوركم الشك أن الصوت الذي يتردد صداه من مسجد تقسيم يزعج الإمبرياليين الطامعين في بلادنا وداعمي الإرهاب".

وأكد أردوغان أن "مسجد تقسيم" هدية لإسطنبول بعد نضال استمر نحو قرن ونصف.

وأوضح أن فكرة بناء مسجد يطل على ساحة تقسيم تعود إلى أيام الحرب العثمانية الروسية بين عامي 1877 و1878.

كما أشار إلى أن الفكرة طرحت مجددا في فترة حرب الاستقلال قبل نحو قرن ليكون رمزا لعزيمة الأمة في سبيل الاستقلال.

ولفت الرئيس أردوغان إلى العراقيل التي حالت سابقا دون بناء مسجد في الموقع، لا سيما في عهد الحزب الواحد عندما كان حزب "الشعب الجمهوري" في السلطة.

وأشار إلى أنه جرى "فتح جروح جديدة في قلب الأمة" في تلك الفترة عبر تحويل مسجدي "آياصوفيا" و"بزمي عالم" إلى متحف، فضلا عن رفض بناء مسجد في ساحة تقسيم.

وذكر أردوغان أن البلدية التي كانت بيد "الشعب الجمهوري" عرقلت عام 1965 قرار رئيس الوزراء آنذاك سليمان دميرل بتخصيص أرض لمديرية الأوقاف لبناء مسجد تقسيم، وذلك عبر إحالة الموضوع للقضاء واستصدار قرار ضد التخصيص.

كما لفت إلى إلغاء الانقلابيين الذين قاموا بانقلاب 12 أيلول/سبتمبر 1980 قرار مجلس الوزراء الصادر عام 1979 بخصوص بناء مسجد في منطقة تقسيم.

وأشار أردوغان إلى أن مسجد تقسيم يعد ثالث صرح ديني يتم إهداؤه لإسطنبول في الآونة الأخيرة، بعد مسجد تشامليجا الكبير، وإعادة فتح "آيا صوفيا" للعبادة بعدما كان يستخدم كمتحف.

وأعرب الرئيس التركي عن ثقته بأن "مسجد تقسيم سينير إسطنبول مثل قنديل، على مدار قرون".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!