ترك برس

كشف مدير معهد الآثار الألماني فيليكس بيرسون، أن عدد سكان مدينة برغاما القديمة بولاية إزمير التركية، تجاوز 180 ألف نسمة قبل ألف و800 عام، وأنها شكلت مركزًا سكانيًا وتجاريًا مهمًا في منطقة غربي الأناضول.

وفي حديث لوكالة الأناضول، قال بيرسون إنه أجرى العديد من الأبحاث في المدينة القديمة (غرب)، في إطار مشروع تم إجراؤه بالتعاون مع وزارة الثقافة والسياحة التركية، تحت اسم "جالينوس"، وهو اسم طبيب وعالم وفيلسوف شهير عاش في برغاما (بيرغامون) القديمة قبل ألف و800 عام.

ولفت بيرسون أن الدراسات ونتائج الحفريات الأثرية التي أجراها في المدينة الأثرية، أظهرت أن برغاما كانت موطنًا لأكثر من 180 ألف نسمة من سكان المنطقة.

وقال: أدركنا أن برغاما كانت صغيرة من حيث القدرة على توفير الموارد لهذا العدد الكبير من السكان آنذاك، والدراسات اللاحقة أظهرت أن المدينة كانت تشكل نقطة التقاء للمزارعين والتجار، ومركز عقد صفقات لمواد غذائية مثل الجبن والعسل الذي يتم إنتاجه في مناطق أخرى ويتم إحضارها إلى المركز.

وذكر بيرسون أنه أجرى أبحاثًا متنوعة حول تفاصيل الحياة الاجتماعية والثقافية والتجارية والأنماط الغذائية لسكان برغاما في القرنين الثاني والثالث بعد الميلاد، مستفيدًا أيضًا من كتابات الطبيب جالينوس.

وأوضح أنه درس أيضًا العلاقة بين مركز المدينة والريف، والحركة التجارية بينهما، والمواد الغذائية التي كانت مستخدمة في ذلك العصر، ووسائل توفير مياه الشرب في المنطقة خلال الفترتين الهلنستية والرومانية.

وبيّن أنه ألقى محاضرة بمعهد أبحاث العالم القديم بجامعة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية، لفت فيها إلى أن مدينة برغاما القديمة تعتبر من أهم مدن الأناضول المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

وأشار في المحاضرة التي تخللها عرض تقديمي، إلى العلاقة التي كانت تربط برغاما بمحيطها، والمواد الغذائية التي كان يستخدمها سكان المنطقة، الذين تجاوز عددهم 180 ألف نسمة، وهو عدد كبير وفق ذلك العصر.

وأكد بيرسون أنه أجرى مقارنة بين المعلومات التي حصل عليها خلال الدراسات والحفريات الأثرية وبين كتابات جالينوس، وقد خلص إلى أن برغاما كانت مركزًا مهمًا للتبادل التجاري والأنشطة الاجتماعية غرب الأناضول قبل 18 قرنًا.

ولفت إلى أن مشاكل الموارد في الماضي والحاضر متشابهة، وأضاف: "لا يقتصر علم الآثار على الكشف عن الهياكل الرائعة ولوحات الفسيفساء، بل يعمل أيضا على فهم الحاضر بشكل أفضل وإيجاد حلول للمشاكل من خلال فهم الماضي، وبهذا المعنى تعتبر برغاما مثالًا مهمًا".

وتابع: "أعتقد أن المنطقة الوسطى والريفية في برغاما هي منطقة مثيرة للاهتمام تتمتع بموارد جيدة للعيش وفقًا لظروف تلك الفترة".

** نتائج مشروع جالينوس

تمكن مشروع جالينوس لدراسة المناطق الأثرية في برغاما بمشاركة علماء آثار وخبراء أتراك وألمان، من إماطة اللثام عن معلومات مهمة حول معبد أثينا، ومذبح زيوس، والعلاقات بين الطبقات الاجتماعية وظروف المعيشة اليومية في المنطقة قبل ألف و800 عام.

ووفقًا للعينات المأخوذة من الهياكل العظمية المكتشفة في الحفريات، يتم تقديم البيانات التي تم الحصول عليها حول الأمراض وأنماط النظام الغذائي والنظام الدوائي المستخدم في تلك الفترة.

وخلال الدراسات، تم التأكيد أيضًا على أهمية حمامات الحمة وطرق استخدامها قبل ألف و800 عام كوسيلة للعلاج، ومعلومات حول الحياة الفاخرة التي كان يعيشها مالكو الأراضي في القرنين الثاني والثالث بعد الميلاد.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!