ترك برس

شكّلت الأعوام القليلة الأخيرة، نقطة تحول هامة بالنسبة للطائرات المسيرة التركية، وذلك بسبب الإقبال المحلي والإقليمي والدولي عليها بعد النجاحات الهائلة التي حققتها في ساحات صراع مختلفة، وما تبعه من تغني كبرى الصحف العالمية، وبالأخص المهتمة بأخبار التقنية والتكنولوجيا العسكرية.

هذه النجاحات للطائرات المسيرة التركية، تبعها لجوء دول عربية وأوروبية إلى الشركات التركية المصنعة لهذه التكنولوجيا العسكرية، من أجل تعزيز أمنها القومي من خلال إدخال المسيّرات التركية إلى قواتها العسكرية.

آخر هذه البلدان كانت ألبانيا التي تستعد لتعزيز قواتها العسكرية بطائرات مسيّرة مسلحة تركية الصنع، حيث البرلمان الألباني على تخصيص ميزانية إضافية لوزارة الدفاع تزيد على 8 ملايين يورو من أجل زيادة أمنها القومي، من خلال استخدام المسيّرات التركية حسنة السمعة.

وفي تقرير له، استعرض موقع "TRT عربي" الدول التي قامت بشراء المسيّرات التركية، فضلاً عن الدول التي تجري مشاورات ومباحثات من أجل الحصول عليها:

بولندا

نهاية الشهر الماضي، وقعت تركيا على اتفاقية تصدير 24 مسيّرة من طراز "بيرقدار تي بي 2" إلى بولندا، البلد العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي، وذلك خلال زيارة رسمية قام بها الرئيس البولندي أندريه دودا إلى العاصمة التركية أنقرة التقى خلالها الرئيس رجب طيب أردوغان، وبذلك تكون تركيا صدرت لأول مرة أسلحة عالية التقنية إلى دولة عضوة في الناتو.

ووفقاً للاتفاقية المبرمة، سيتم تصدير 24 مسيّرة تركية إلى بولندا ومحطات تحكم أرضية ومحطات بيانات أرضية، كما سيتم تصدير ذخائر من طراز (MAM-L) و(MAM-C) المضادة للدروع والدبابات، التي أشرفت على تطويرها شركة "روكيتسان" التركية لصناعة الصواريخ، ومن المقرر تسليم أول دفعة من هذه الطائرات المسيّرة خلال العام المقبل.

https://twitter.com/Baykar_Savunma/status/1396850087775674369

أوكرانيا

في شهر مارس/آذار 2019، تسلمت أوكرانيا 6 طائرات مسيّرة من طراز "بيرقدار تي بي 2" كانت قد اشترتها من تركيا، وذلك ضمن خطط البلد الأوروبي لتعزيز جيشه بالأسلحة والمعدات المتطورة، وأشار الرئيس الأوكراني وقتها، إلى أن شراء المسيّرات التركية يعد جزءاً من برنامج مشترك بين أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو).

وفي ظل تصاعد الازمة مع روسيا على الحدود الشرقية لأوكرانيا، أعلنت أوكرانيا في 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020 أنها تعتزم شراء 48 طائرة مسيّرة من طراز "بيرقدار تي بي 2" من تركيا، فيما أعلنت شركة تجارة السلاح "Ukrspetseskport" التابعة لشركة الدفاع الأوكرانية الحكومية عام 2019، انطلاق العمل على أول مشروع مشترك لصناعة أول طائرة مسيّرة، تحمل اسم "أقينجي"، مع شركة "بايكار" التركية.

 

أذربيجان

تعد أذربيجان من أوائل الدول التي قامت بشراء الطائرات المسيّرة من تركيا، مستفيدة من العلاقات الاستراتيجية رفيعة المستوى التي تربطها بتركيا، فبعد الاجتماع الثامن لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى الذي عُقد في باكو نهاية شهر فبراير/شباط الماضي، جرى التوقيع على "اتفاقية التعاون المالي العسكري"، والتي بموجبها تحركت أذربيجان على الفور لشراء 6 طائرات أخرى من طراز "بيرقدار تي بي 2" لتعزيز صفوف طائراتها المسيّرة التي اشترتها في أوقات سابقة.

ويذكر بأن المسيّرات التركية قد لعبت دوراً حاسماً في حرب تحرير إقليم قره باغ الذي احتلته أرمينيا لقرابة 28 عاماً، حيث وجهت القوات الأذربيجانية ضربات قوية للقوات الأرمينية بدعم من طائرات بيرقدار التركية المسلحة، وجرى تداول فيديوهات وصور للعربات المدرعة والدبابات الأرمينية المدمرة بكثرة على وسائل الإعلام العالمية.

قطر

في مارس/آذار 2018، وقعت قطر اتفاقية لشراء 6 طائرات مسيّرة من طراز "بيرقدار تي بي 2" التركية، لتكون قطر بذلك أولى الوجهات الدولية التي صدرت شركات "بيكار" منتجاتها إليها، وشملت الصفقة محطات التحكم والأدوات الخاصة، بالإضافة إلى أن "بيكار" قامت بتقديم الدعم التقني واللوجستي لمدة عامين للجانب القطري بخصوص نظام عمل الطائرات المسيّرة.

ليبيا

بعد توقيع مذكرتي تفاهم تتعلقان بالتعاون الأمني والعسكري وتحديد مناطق الصلاحية البحرية بين تركيا والحكومة الليبية الشرعية بقيادة السراج في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، بعثت تركيا مسيّراتها المسلحة إلى ليبيا لحماية الشرعية هناك، وقامت الحكومة الليبية بشراء عدة طائرات مسيّرة تنتجها شركة "بيكار" المسيّرة.

وعقب دخول المسيّرات التركية الحديثة والمتطورة ساحة الصراع في ليبيا أواخر عام 2019، قامت بقلب موازين القوى العسكرية لمصلحة حكومة الوفاق الوطني، وساعدت في حماية العاصمة طرابلس ومنع سقوطها بيد الانقلابي اللواء المتقاعد خليفة حفتر وقواته، ومكنت حكومة الوفاق من تحرير 6 مدن ومنطقتين استراتيجيتين من مليشيا حفتر، أبرزها صبراتة وصرمان، ضمن عملية "عاصفة السلام"، ما يعني سيطرتها على كامل الساحل الغربي حتى الحدود التونسية.

تونس

نهاية العام السابق، أعلنت وزارة الدفاع التونسية أنها وقَّعت عقداً مع شركة توساش للصناعات الدفاعية التركية من أجل شراء طائرات مسيّرة من نوع "عنقاء"، حيث بلغت قيمة الصفقة 80 مليون دولار أمريكي، وشملت الاتفاقية تسليم 3 طائرات مسيّرة من هذا النوع و3 محطات تحكُّم أرضية، بالإضافة إلى تدريب 52 من أفراد القوات الجوية التونسية.

صفقات محتملة

سرعت ألبانيا خطواتها من أجل الحصول على المسيّرات التركية، وجاء هذا التطور بعد زيارة وزير الداخلية الألباني بليدار تشوتشي ومسؤولين عسكريين إلى تركيا، وتحديداً إلى منشأة شركة "بيكار" في مدينة إسطنبول، والتي تصنع مسيّرات من طرازي "بيرقدار تي بي 2" و"أقينجي"، وأشار الوزير الألباني إلى نية بلادة شراء التقنية التركية، عندما قال: "نحن نقوم بتقييم إمكانية استخدام أنظمة المسيّرات التركية للأغراض مدنية وعسكرية في ألبانيا".

في السياق ذاته، قام وفد من لاتفيا برئاسة نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع أرتيس بابريكس بزيارة تركيا بداية الشهر الجاري، وذلك من أجل مناقشة المزيد من التعاون في مجال الدفاع وتطوير الصناعة العسكرية، حيث قام الوفد بزيارة إلى منشآت البحث والتطوير وأقسام الإنتاج الخاصة بقطب صناعة الطائرات المسيّرة، شركة "بايكار" التركية في العاصمة أنقرة، الأمر الذي أثار تكهنات بشأن صفقة محتملة قد تتم قريباً.

وبحسب ما تناقلته وسائل إعلامية تركية وعالمية، فإن دولاً أوروبية بما فيها المجر وصربيا وألبانيا وبيلاروسيا والمملكة المتحدة وبلغاريا وجمهورية التشيك والمغرب من بين العملاء المحتملين لشراء الطائرات المسيّرة التركية، فضلاً عن نية المملكة العربية السعودية لشراء طرازات من المسيّرات التركية، وذلك حسب التصريحات التي أدلى بها الرئيس التركي سابقاً.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!