(أردوغان وهو يتوسط وزير دفاعه وقادة الجيش التركي)

ترك برس

فتحت المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا صيف 2016، الباب أمام إعادة هيكلة العديد من المؤسسات الرسمية الحساسة، وتطهيرها من عناصر تنظيم "غولن" الإرهابي والمتهم بالوقوف وراء محاولة انقلاب 15 تموز. ومن أبرز هذه المؤسسات هي القوات المسلحة التي تعرضت لأكبر عملية تطير تقريباً من عناصر التنظيم المذكور.

ومنذ المحاولة الانقلابية الفاشلة وحتى الآن، شهد الجيش التركي تحولات عميقة وتغييرات جوهرية في هيكليته ودوره في الداخل والخارج، ولا سيما أن الانقلاب الذي انتهى بالفشل تم على أيدي ضباط من الجيش نفسه، الأمر الذي أثار تساؤلات حول تأثير هذه التغيرات على أداء ثاني أقوى جيش في حلف شمال الأطلسي "ناتو."

وتلت المحاولة الانقلابية الفاشلة، شروع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإعادة بناء جيش بلاده الذي كان أكثر القطاعات المتضررة من محاولة الانقلاب، وشمل ذلك حملة تطهير طالت الآلاف في صفوف القوات البرية والبحرية والجوية من الموالين لتنظيم "غولن" المتهم بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية، بحسب تقرير لشبكة الجزيرة القطرية.

عمليات خارج الحدود

وبعد محاولة الانقلاب، وإعادة هيكلة الجيش التركي، وتصفية عناصر "غولن" منه، بات أكثر ديناميكية وفاعلية في الساحة الإقليمية والدولية، وانطلقت عملياته خارج حدود تركيا بدءا بعملياته في الشمال السوري ضد تنظيمي "داعش" و"ي ب ك/بي كا كا" الإرهابيين، مرورا بليبيا التي أسهمت فيها القوات المسلحة التركية بتحويل المسار لصالح حكومة الوفاق الوطني، وصولا إلى أذربيجان التي أسهم السلاح التركي في حسم المعركة في إقليم ناغورني قره باغ ضد أرمينيا.

وبرز الملف الليبي وشرق البحر الأبيض المتوسط على جدول أعمال الجيش التركي في تأمين حدوده البحرية، ينطلق في بعده العملياتي إلى خارج الحدود البرية، ووقعت أنقرة اتفاقيات دفاعية مع حكومة الوفاق الليبية غيرت من التوازنات في المسار الليبي.

وعززت القوات التركية من وجودها في شرق المتوسط، وسط نزاع متصاعد حول المناطق الاقتصادية الخالصة والثروات النفطية، وأجرت مناورات عدة، كما افتتحت قاعدتها العسكرية في قطر عقب الحصار الذي تعرضت له.

وذكرت صحيفة "خبر ترك" أن القوات التركية المسلحة كانت على رأس المؤسسات التي عانت من محاولة الانقلاب التي تقف خلفها تنظيم "غولن"، ولكنها باتت الآن أكثر قوة.

وأشارت إلى أن الجيش التركي الذي أطلق عملية درع الفرات في الشمال السوري، بعد فترة قصيرة من محاولة الانقلاب، يعمل الآن في جبهات ست، وفي آن واحد.

وأضافت الصحيفة التركية أن الجيش لم يعد يشار إليه بالانقلابات، وأصبح تحت إمرة الشعب التركي، لا يخضع لسياسات الناتو بشكل كامل، ويؤدي مهام صعبة في العمليات التي سيكون لها تأثير على مستقبل تركيا. وأوضحت أن الجيش التركي يعمل لإنشاء منطقة آمنة بعملياته شمال العراق ونقاط تمركزه هناك.

وكان الجيش التركي قد أطلق في منتصف يونيو/حزيران من عام 2020 عملياته ضد حزب العمال الكردستاني في شمالي العراق، في إطار عملية "المخلب النسر" ثم "المخلب النمر"، وفي 23 أبريل/نيسان الماضي، أطلق عمليتي "مخلب البرق" و"مخلب الصاعقة"، في مناطق "متينا" و"أفشين باسيان" شمالي العراق.

وحقق الجيش التركي نجاحات في مناطق عملية "درع الفرات" التي أطلقها بعد شهور من المحاولة الانقلابية، ولاحقا "غصن الزيتون"، و"نبع السلام" في شمال شرق وغرب سوريا، ويعمل في الجبهة الخامسة ليبيا، وكذلك في الجبهة السادسة أذربيجان، وربما لاحقا في أفغانستان.

وفي 15 يوليو 2016، شهدت تركيا محاولة انقلابية فاشلة نفذتها مجموعة عناصر محدودة من الجيش تابعة لتنظيم "غولن" الإرهابي.

وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية، ما أجبر الانقلابيين على سحب آلياتهم العسكرية من المدن، وأفشل مخططهم.

وتتهم أنقرة تنظيم "غولن" الإرهابي بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية الفاشلة التي جاءت إثر خلافات بين الأخير والحكومة التركية التي تطالب واشنطن بتسليمها زعيم التنظيم المقيم في ولاية بنسلفانيا الأمريكية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!