الأناضول-الأناضول

حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، من عواقب ترك أفغانستان لتنظيمات إرهابية.

وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع أعضاء المجلس الرئاسي البوسني، بالعاصمة سراييفو، أن الانسحاب من أفغانستان، وتركه لتنظيمات إرهابية، سينتج عنه عواقب وخيمة.

وأشار إلى أن التطورات الأخيرة في أفغانستان جعلت العالم له يوجه أنظاره نحو هذا البلد، معربا عن أسفه جراء ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم كابل الذي وقع أمس إلى 170 قتيلًا.

وأردف بأن هذه المعطيات تدل على شيء واحد، هو أنه "كان ينبغي على الدول التي تعتبر نفسها الأقوى في العالم الانسحاب بحذر أكبر من الأماكن التي دخلتها، لكن ذلك لم يحدث".

ولفت إلى أن تنظيم "داعش" الإرهابي أعلن مسؤوليته عن تفجير مطار كابل، مؤكدا أن تركيا خاضت وتخوض الكفاح الأكبر ضد هذا التنظيم.

وانتقد أردوغان أطراف (لم يسمها) لاكتفائها بمكافحة داعش بالأقوال فقط، مشددا على ضرورة اتخاذ الخطوات اللازمة في هذا الشأن.

وأردف: "تقولون أن حركة طالبان اليوم ليست طالبان الأمس، المسألة ليس ما تقوله إنما ما تفعله، والخطوات التي ستتخذها طالبان في المرحلة المقبلة بأفغانستان تحمل أهمية كبرى".

وفيما يخص إجلاء الأتراك من أفغانستان، قال: "أجلينا مواطنينا المدنيين وسحبنا جميع فرقنا من أفغانستان باستثناء عدد قليل من موظفينا الفنيين".

وأكد أردوغان على دعم بلاده كافة مساعي السلام في أفغانستان، لافتا إلى أنها بذلت جهودا كبيرة في مشاريع البنى التحتية والفوقية في هذا البلد خلال 20 عاما الماضية.

وأفاد بأن هناك صراع بين التنظيمات الإرهابية في أفغانستان، وأنه لا يمكن التفكير بأن تركيا أو أي دولة أخرى قد تحقق فائدة من هذا الصراع.

ولفت أن القضية الأهم هو إحلال السلام في أفغانستان، وأن هذا هو الشيء الوحيد الذي يجب على الولايات المتحدة القيام به، إلا أنها فضلت الانسحاب وترك البلاد لمصيرها.

وأضاف: "ماذا سيفعل الناتو الآن، نحن عضو في الحلف، وبالطبع سنجري محادثاتنا، وسنحدد الخطوات التي سنتخذها بهذا الصدد".

وفيما يخص العلاقات الثنائية، قال أردوغان إن البوسنة والهرسك تحمل مكانة خاصة في قلب الشعب التركي، مؤكدا أن رسائل التضامن الكبيرة التي وجهتها البوسنة فترة الكوارث الطبيعية الأخيرة التي شهدتها تركيا "تظهر أن هذه المحبة لم تأت من فراغ".

ولفت إلى أنه اتفق مع أعضاء المجلس الرئاسي على تعزيز علاقات التعاون بين البلدين في كافة المجالات، وخاصة السياسي والاقتصادي والصناعي والسياحي والزراعي والتعليمي.

وأشار إلى دخول اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين حيز التنفيذ في مطلع أغسطس/ آب الجاري، الأمر الذي سيساهم في تعزيز العلاقات التجارية، وزيادة الاستثمارات التركية في البوسنة.

وشدد على وحدة الأراضي البوسنية وسيادتها ووحدتها السياسية يعد بمثابة مفتاح السلام في المنطقة، مؤكدا على استمرار التعاون والعمل من أجل الحفاظ على السلام الإقليمي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!