ترك برس

يهتم الفنان مصطفى ساريتاش، بفن الرسم بأسلوب النقش، وينقل في أعماله المباني والميادين التي يعدهّا إرثًا ثقافيًا وتاريخيًا للأجيال القادمة، وقد اختيرت رسمته لجامع أيا صوفيا غلافا لكتاب "قبول جامع أيا صوفيا"، ويصف إسطنبول بأنها "قفص ذهبي مفتوح الباب".

يعرف النقش بأنه فن الرسم بالحفر، كانت بدايته بالنقش على مواد مختلفة مثل الزنك والنحاس والخشب في القرن الخامس عشر، وزادت طرق النقش بمرور الوقت عبر طريقة المعالجة بالقلم الزيتي على الحجر، أو الرسم على الورق.

يستخدم النقش كأسلوب توثيق، منذ أقدم عصور البشر، ويعد الفنان ساريتاش، من أهم الرسامين بأسلوب النقش المعاصرين في تركيا، ويشتغل في أعماله برسم المباني والميادين التاريخية في إسطنبول، كما يرسم أيضا صورا مستخدما تقنيات الرسم التقليدية والحديثة.

يستفد ساريتاش، من الفرص التكنولوجية المتاحة في عصرنا، بالرسم على جهاز الآيباد اللوحي، واصفا اليد بأنها هي التي تصنع الفن ولا يهم كيف ترسم، كما تبقى الأعمال دائمة من خلال الأرشفة.

تحدث ساريتاش عن كيفية تعرفه على فن النقش قائلا: "تخرجت من كلية الفنون الجميلة في جامعة 19 مايو، عملت أيضا بتقنيات الرسم المختلفة لعدة أعوام، ثم تحولت إلى فن الرسم بأسلوب النقش الذي تعرفت عليه عندي زيارتي معرض فن النقش (Şükrü Ertürk)، وتم توزيع عدسات مكبرة لنا عند دخولنا إلى المعرض، مما أتاح لي فرصة رؤية تفاصيل الأعمال الفنية، فتأثرت بذلك وسلكت طريق هذا الفن منذ ذلك الحين".

أشار ساريتاش، إلى تطبيقه تقنية نقش المباني والميادين التاريخية في أعماله: "تزداد في أيامنا كثافة الأعمال الترميمية في تركيا، لذلك قمت بتطبيق تقنية نقش المباني التاريخية، بأسلوب يعكس الهيكل التاريخي على أفضل وجه، فاهتممت بملمس الحجر والظل ومنظور الضوء. أرى بهذا الفن أفضل التقنيات العاكسة للتاريخ".

وأضاف: "لقد رُسِمَت وثائق المدينة والملابس بشكل عام في الفترة ما بين 1700 و1800، وتعرفنا من خلالها على جان-بابتيست فان مور، الذي لقب بـ(رسام الملك في الشرق) وبرسمه للملابس العثمانية، كما صوّر أنطوان إيغناس ميلينغ، عبر رسوماته إسطنبول التاريخية، التي تم الحفاظ عليها حتى وصلت إلى يومنا بسبب نقشها على المعدن والحجر والخشب، ويُعتقد بأنه نوع من تقنيات الطباعة في تلك الفترة".

أعرب ساريتاش، عن إمكانية الحفاظ على الأعمال التاريخية بشكل أكبر مع تطور الإمكانيات التكنولوجية: "تطورت إمكانياتنا التكنولوجية اليوم، يؤرشف العمل ويحفظ بعد مسحه ضوئيا، ولدينا أيضا فرصة لإعادة إنتاجه باستخدام التقنيات الرقمية، كما أستخدم تقنيات الرسم التقليدية والحديثة عند عملي، وتعد أفضل طريقة للمحافظة عليها هي تكييفها مع التكنولوجية الحديثة، ينتج عن ذلك تغذية الفن بالتقاليد، فلو تجاهلنا التقنيات الحديثة لن نطور أنفسنا، ولو تم تطبيق رسم اليد بالرسم الرقمي فإن رسمه بالأصل يتم باليد، علينا أن نعرف كيف نضبط التكنولوجيا الحديثة مع تقاليد الرسم باليد".

يصف ساريتاش، شغفه واستمتاعه برسم المباني والميادين التاريخية في إسطنبول: "أرى إسطنبول كقفص ذهبي بابه مفتوح، فيها أماكن للرسم لا يكفيني عمري لرسمها مهما طال، على سبيل المثال عند خروجي لجسر غلاطه، أنظر من حولي فأرى قصر توب كابي وأمينونو وكاراكوي وجامع أورتاكوي، وتؤثر بي كثيرا رؤية مساجد إسطنبول".

ذكر ساريتاش رسمه غلاف كتاب "قبول جامع أيا صوفيا الكبير الشريف" قائلًا: "أردت رسم جامع أيا صوفيا عند فتحه للعبادة، لقد تأثرت جدا بإعادة افتتاحه كجامع، وشاركت رسمتي على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تم اختيارها غلافا لكتاب جامع أيا صوفيا عند رؤية السلطات المسؤولة لها، كان ذلك الاختيار شرفا كبيرا لي".

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!