ترك برس

تغيرت حياة الفني الكهربائي نهاد أولوسوي، بعد دخوله أحد جوامع إسطنبول، حيث وجد مصدر رزق له أنقذه من التشرد في أزقة وحدائق مدينة إسطنبول كبيرة التي اضطر للإقامة بها لمدة ليست بالقصيرة. فما هي حكاية أولوسوي؟

كانت حياة نهاد أولوسوي، العملية والعائلية ناجحة جدا، وكان وضعه المادي جيدا جدا، ولكن بعد أن فقد والدته انهار منزله وأدار له المقربون ظهورهم، ليصبح عنوان إقامته الجديد شوارع إسطنبول، حيث قضى تسعة أعوام مشردا متنقلا من مكان إلى مكان.

تحدث أولوسوي عن حياته لقناة "TRT haber" باختصار قائلًا: "توفي والدي في عام 1997، وفي عام 2011 توفيت والدتي، وكانت وفاتها نقطة تحول في حياتي وبداية انهيارها، فقد تغير أخي الكبير تجاهي وتنكر لي، وحتى الآخرون أداروا لي ظهورهم، ودمرت حياتي العملية والعائلية بسبب أخي. كان مؤلما جدا بالنسبة لي أن يكون أخي من نفس الأم هو أول من يطعنني في ظهري، وليس الغريب".

وتابع قائلًا: "اضطررت للعيش في الأزقة والنوم بالحدائق، وعانيت من صعوبات مادية ومعنوية وصحية. كانت فرق الشرطة القادمة للحديقة تدقق باستمرار على وضعي وتسألني عن هويتي، فقد لفت انتباههم مكوثي الدائم فيها، وذلك حتى جاءني مأمورين من الشرطة وعرضا علي أخذي إلى الجامع، فوافقت وبدأت حياتي بجامع "حضرة كعب".

اعتقد أولوسوي، أن بقاءه في جامع "حضرة كعب" بمنطقة أيوب، الذي يضم حمامًا ومرافق غسيل نظيفة للمحتاجين، سيكون لبضعة أيام فقط، وقال: "بقيت بالجامع وتم توظيفي فيه بشكل دائم عندما علموا بأنني كنت أعمل فنيًا كهربائيًا".

مفتي منطقة "أيوب سلطان" بصري بكتاش، ذكر أن دار إفتاء منطقة أيوب قدمت عرضا لنهاد أولوسوي، وقال بكتاش: "تحتاج جوامعنا وأماكن دورات القرآن ومساكن الأئمة لصيانة الكهرباء فيها باستمرار، ونريد أن يعود أولوسوي إلى الحياة بطريقة تضمن له وسيلة لكسب رزقه والعيش بكرامة، ومن مهامّنا الاعتناء بأمثاله ومساعدتهم على إعالة أنفسهم بتوفير وظائف مناسبة لهم".

يواصل نهاد أولوسوي عمله كفني كهربائي في جامع حضرة كعب، وهدفه الأول هو استعادة صحته الأولى.

من الجدير بالذكر أن جامع "حضرة كعب" بُنِيَ من قبل المعلم علي في عام 1768، وتم ترميمه من قبل الحاج محمد علي في عام 1923، وأعادت مديرية المؤسسات العامة ترميمه في عام 2008.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!