ترك برس

انتقد خبراء إيرانيون حملات التشويه التي شنتها بعض وسائل الإعلام ونواب البرلمان في بلادهم ضد تركيا وأذربيجان مؤكدين أن أنقرة دائماً ما وقفت إلى جانب طهران في الأوقات الصعبة.

وفي حوار مع وكالة الأناضول تحدث كل من الدبلوماسي الإيراني السابق أفشار سليماني، والخبير السياسي والاقتصادي نويد جمشيدي، وخبير العلاقات الدولية حسن بهشتي بور عن حملات التشويه والتصريحات المضادة لتركيا وأذربيجان التي بدأت عقب التوتر الأخير بين إيران وأذربيجان.

وعقب التوتر الذي طرأ على علاقات البلدين بسبب المناورات العسكرية التي أجرتها إيران قرب الحدود مع أذربيجان شنت وسائل إعلام إيرانية إلى جانب برلمانيين حملات تشويه تستهدف تركيا وأذربيجان بشكل يتعارض مع الأخلاق الدبلوماسية وعلاقات حسن الجوار، ويتجاهل القيم السياسية والثقافية والدينية المشتركة.

* مخاوف إيران ليست في محلها

السفير الإيراني السابق لدى باكو أفشار سليماني قال إن التعبير عن وجهات النظر يجب أن يكون في إطار المنطق والأخلاق والدبلوماسية ولا فائدة من سوء الأخلاق وحملات التشويه في مثل هذه الأمور لأنها لا يمكن أن تحقق أي هدف.

وذكر سليماني أن هناك مشاكل كثيرة بخصوص الممرات (الطرق) في أرمينيا ولذلك لا يمكن أن تستخدمها إيران للوصول إلى أوروبا.

وأضاف: "يفضل الإيرانيون طرق أذربيجان وبحر قزوين وروسيا وجورجيا، ولدى طهران مخاوف بأنها ستكون مضطرة للاعتماد على ممر أذربيجان-تركيا في حال إغلاق طريق كابان- غوريس الذي يربط إيران بأرمينيا عبر أراضي أذربيجان، إلا أن مخاوف إيران وتوقعاتها ليست في محلها."

وأوضح سليماني أن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف اعترض في 27 سبتمبر/أيلول الماضي على دخول الشاحنات الإيرانية لإقليم قره باغ بطرق غير قانونية والخارجية الأذربيجانية استدعت السفير الإيراني لدى باكو وقدمت له اعتراضاً مكتوباً وطالبت إيران بإنهاء دخول شاحناتها إلى قره باغ.

وتابع: "رأى علييف أن إيران لم تهتم باعتراضات بلاده وبناء عليه قررت باكو فرض ضريبة مرور على الشاحنات الإيرانية العابرة من طريق غوريس- كابان. وبالطبع أزعجت هذه الخطوة طهران".

وأكد سليماني على أهمية التعاون بين دول المنطقة وضرورة إجراء مباحثات بين إيران وأذربيجان بمشاركة تركيا لمنع دول أخرى مثل روسيا من الاستفادة من تصاعد حدة التوتر، مشيراً الى أن كلا من إسرائيل أو الولايات المتحدة أو روسيا لا ترغب في مصلحة إيران وأذربيجان وتركيا.

* الأصوات المضادة لتركيا لا تمثل الشعب الإيراني

من جانبه، لفت الاقتصادي وخبير السياسة الداخلية الإيراني نويد جمشيدي، إلى وجود مشاكل بين طهران وجيرانها من الدول العربية وإلى تراجع النفوذ الإيراني في سوريا والعراق يوماً بعد يوم.

وقال جمشيدي إن "الأصوات المتعالية ضد تركيا في إيران ليست أصوات الشعب الإيراني وإنما أصوات من داخل الدولة ولها حسابات أخرى، ومن أسباب ذلك هو أنهم يرون أن تركيا هي الداعم الاستراتيجي والعسكري الأكبر لأذربيجان".

وبخصوص الاتهامات الإيرانية لأذربيجان أكد جمشيدي أن أذربيجان دولة مستقلة ولديها الحق في إقامة علاقات مع أي دولة، ويمكنها التعاون أيضاً مع إسرائيل وبيعها البترول واستيراد السلاح منها، مشيراً إلى أنه ليس لأي دولة الحق في التدخل في ذلك بما فيها إيران.

وزاد: "إيران تردد شعارات فقط وليس لأي من هذه الشعارات وزناً في المجتمع الدولي. وليست هناك مشكلة بين الشعبين الإيراني والتركي ولا حتى مع الإدارة التركية. وأغلب الإيرانيين يحبون تركيا ويسافرون إليها كثيراً ويتاجرون معها".

وانتقد جمشيدي السياسة الخارجية الإيرانية، مشيراً إلى أن الإدارة الإيرانية هي المسؤولة عن الوضع الذي آلت إليه البلاد بسبب سياساتها الخارجية الخاطئة المعادية للولايات المتحدة والغرب.

وأضاف أن إيران باتت تشعر الآن أن إسرائيل أصبحت حليفة لأذربيجان، والاخيرة تثق جداً في تركيا ولذلك تبدي ردود فعل غاضبة تجاه الجميع مؤكداً أن ذلك خطأ كبير ترتكبه الإدارة الإيرانية.

* تركيا ساعدت إيران

أما حسن بهشتي بور خبير العلاقات الدولية الإيراني والمدير السابق لقناة "العالم" التي تبث باللغة العربية وتتبع التلفزيون الرسمي الإيراني فانتقد حملات التشويه ضد تركيا مشيراً إلى أن أنقرة وقفت كثيراً إلى جانب طهران وساعدتها بينما كانت تعاني من العقوبات المفروضة عليها.

ودعا بهشتي بور إيران إلى الاعتدال والابتعاد عن الشعارات والاستفزازات مؤكداً على أهمية محافظتها على علاقات جيدة مع جارة مهمة مثل تركيا وأن تراعي آداب حسن الجوار.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!