ترك برس-الأناضول

هي طعم السعادة والمتعة والذكريات الحلوة.. حلويات متنوعة الأصناف والأشكال ومتميزة اللون ولذيذة الطعم لا تكاد تغيب عن حقائب السياح حين ينهون زيارتهم إلى تركيا.

وللحلويات التركية، ولا سيما "البقلاوة" و"الحلقوم"، أنواع مختلفة منها المصنوع بالمكسرات والمطيبات، وبألوان وأشكال وأطعمة ساحرة، تأخذ بألباب السياح في تركيا وتدفعهم لحملها إلى بلادهم وإهدائها للعائلة والأصدقاء.

ومن الصعب أن تخلو حقيبة زائر أو مسافر أنهى رحلة إلى إسطنبول أو أي مدينة تركية أخرى من حلويات محلية متميزة ومتنوعة باتت تجربة مذاقها الشهي جزءا لا يتجزأ من طقوس السفر إلى تركيا.

ولشهرة الحلويات التركية، فإن كثيرا من السياح يتلقون طلبات من أصدقائهم وأقاربهم ليحضروا لهم هذه الحلويات عند عودتهم إلى بلادهم، كي يستمتعوا بجمال مذاقها ويعيشوا جزءا من تجربة السفر إلى تركيا.

** بلد الحلويات

قبل أيام، قال أيدن صوي يغيت، نائب رئيس مجلس إدارة اتحاد إسطنبول لمصدري الحبوب والبقوليات والبذور الزيتية ومنتجاتها، إن تركيا تتمتع بحصة سوقية كبيرة في دول الشرق الأوسط في قطاع الحلويات والشوكولاتة، "فنحن من بين الدول الـ5 الأكثر تصديرا".

وأضاف يغيت، في تصريح صحفي، أن أسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أسواق ديناميكية، حيث يحاول المستهلكون رؤية منتجات مختلفة.

وبأنواعهما العديدة، تتصدر "البقلاوة" و"الحلقوم" الحلويات التركية المطلوبة من جانب السياح، إضافة إلى بقية الحلويات التي يتميز كل نوع منها بمذاق مختلف عن أي حلويات في العالم.

** رحلة "البقلاوة"

في بدايات القرن التاسع عشر، استطاع التركي محمد غولّو نقل صناعة حلوى "البقلاوة" من مدينة حلب السورية إلى مدينة غازي عنتاب جنوبي تركيا، ومنها إلى عموم البلاد، ثم إلى موائد العالم.

وبعد وفاة غولّو، المعروف بأنه أول بائع للبقلاوة" في تركيا، استكملت زوجته صناعة هذه الحلوى في البيت، وإرسالها إلى أبنائها لبيعها في السوق.

وباتت "البقلاوة" حاليا حاضرة في طقوس احتفالات الأتراك ومناسباتهم، حتى أنها تُقّدم هدايا، وليس غريبا أن يحمل الزائر لتركيا كميات منها إلى بلده، فهي هدية قيّمة تُقدّم للأصدقاء والأقارب.

ولـ"البقلاوة" أنواع كثيرة حسب شكلها وحشوتها، لكنها تعتمد المبدأ نفسه في صناعتها، فهي مكونة من رقائق العجين والحشوات المختلفة والمكسرات وشراب السكر.

** حكاية "الحلقوم"

بمذاقها المميز اللذيذ، تواصل حلوى "الحلقوم" التركي منذ عقود، الانتشار في أنحاء العالم، فهي رفيق دائم في المناسبات العائلية واللحظات الجميلة عامة.

حكايتها بدأت بالحلوى الشعبية العثمانية قبل مئات السنين في منطقة الأناضول، بمزج العسل ودبس العنب مع الطحين، لتتشكل حلوى محلية، وتنتقل مع نهايات القرن الثامن عشر إلى عالم الصناعة المحلية، ومن ثم إلى العالمية.

وحاليا، بات "الحلقوم" التركي متوفرا في كل مكان، ويمكن تناوله على مائدة الطعام ومع القهوة والشاي، وهو رفيق الضيافات في التجمعات العائلية وبين الأصدقاء، ويزين أطباق الحلويات في مختلف المناسبات.

ولا تكاد تخلو أسواق إسطنبول وبقية المدن التركية من مراكز لبيع حلوى "راحة الحلقوم"، بالإضافة إلى توفرها في الأماكن السياحية، حيث تنتشر المتاجر المتخصصة على طول الشوارع الأثرية في إسطنبول.

ويُنتج الأتراك عشرات الأنواع من "الحلقوم" والسكاكر الملحقة بها، حيث استفادت من التقنيات الحديثة لطرحها بأشكال مختلفة، مطعمة بنكهات عديدة، منها الليمون والورد وماء الزهر.

وهذا النوع من الحلوى تُستخدم فيه المكسرات بشكل كبير، فإضافة إلى "الحلقوم" السادة، توجد أنواع يمزج معها البندق وجوز الهند والفستق، ومنها ما هو مغطى بالشوكولاتة والشعيرية والبن.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!