ترك برس-الأناضول

بلغ عدد زوار متحف "المدرسة الحميدية للصناعة" التي يرجع تاريخ بنائها لعهد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني في ولاية سيواس وسط تركيا، 25 ألف شخص خلال الأشهر الستة الماضية، ما يعكس تزايد الاهتمام الشعبي بهذا الصرح التاريخي.

تم إنشاء "المدرسة الحميدية للصناعة" في سيواس من قبل الوالي العثماني رشيد عاكف باشا عام 1902، في عهد السلطان عبد الحميد الثاني، من أجل توفير خدمات التأهيل المهني للأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 5 و13 عاما، وخاصة الأيتام.

وبعد توفير المدرسة خدمات التعليم المهني للأطفال لمدة 59 عاما، تم تحويلها إلى سجن في 1961، واستخدم لهذا الغرض 58 عاما.

وفي إطار برنامج "دعم مراكز الجذب" الذي أطلقته وزارة الصناعة والتكنولوجيا التركية، رممت ولاية سيواس في 2019 المبنى مع الحفاظ على بنيته المعمارية الأصلية، وافتتحته في يوليو/ تموز 2021 أمام الزوار بعد تحويله إلى متحف.

وقال مدير الثقافة والمتاحف في سيواس فاتح محمد تانري ويرن، إنه تم إنشاء المدارس الصناعية في الدولة العثمانية لتلبية الحاجة المتزايدة لليد العاملة الماهرة مع التحول الصناعي الذي شهدته الدولة في سنواتها الأخيرة.

وأضاف تانري ويرن لوكالة الأناضول: "في الواقع، ساهمت هذه المدارس في وضع اللبنة الأولى وأسس المدارس الثانوية المهنية التي تم إنشاؤها في العهد الجمهوري".

وتابع: "نجحت المدارس الصناعية التي تم إنشاؤها في العهد العثماني في تأهيل الأطفال المسلمين وغيرهم مهنيا، وتوفير التعليم المهني لهم لمدة 4 سنوات فضلا عن خدمات الإقامة".

وأوضح أن المدارس الصناعية بشكل عام تحولت إلى مدارس فنية في 1939، فيما وفرت المدرسة الحميدية للصناعة في سيواس خدمات التعليم المهني للأطفال لمدة 59 عاما، قبل أن تحولها وزارة العدل إلى سجن عام 1961.

ـ استخدمت سجنا 58 عاما

وذكر تانري ويرن أن مبنى المدرسة الحميدية للصناعة الذي تم استخدامه سجنا 58 عاما، تم تحويله إلى متحف في 2021 بعد خضوع المبنى لأعمال ترميم عام 2019.

وأردف: "يتكون المبنى (المتحف) من 3 غرف منفصلة في الطابق العلوي. تحتوي الغرفة الأولى على منحوتات ونماذج للوسائل التعليمية التي كانت تستخدم في المدرسة في عهد السلطان عبد الحميد الثاني".

وزاد: "فيما تحتوي الغرفة الثانية التي جرى استخدامها 58 عاما مهجعا للنساء في السجن، على معروضات تتعلق بسجن النساء. أما الغرفة الثالثة فتحوي معروضات تعكس القيم الثقافية لولاية سيواس".

وأشار تانري ويرن إلى أن المتحف ينظم في أجزاء أخرى دورات للحرف اليدوية التي تشتهر بها مدينة سيواس، كما يحوي على مقصف وبهو وقاعة مؤتمرات تتسع لـ 50 شخصا في الطابق السفلي.

ولفت إلى أن أكثر من 25 ألف شخص زاروا متحف المدرسة الحميدية للصناعة في 6 أشهر، مشددا على أن الرقم مرشح للارتفاع بمعدل ثلاثة أضعاف في 2022.

من جهته، قال إسماعيل يلدز، أحد الزوار الذين جاؤوا إلى مدينة سيواس من ولاية شانلي أورفة (جنوب)، إنه أحب المتحف كثيرا واستمتع بالاطلاع على مقتنياته.

وأردف لمراسل الأناضول: "جعلتني رؤية مقتنيات المتحف أشعر بالحنين إلى الماضي، إضافة إلى أنني تمكنت من الحصول على معلومات قيمة حول تاريخ المبنى وتجربة المدارس الصناعية في العهدين العثماني والجمهوري".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!