ترك برس

قارن نشطاء أتراك بين ما شهدته المجر، قبل أيام، من فوز رئيس الوزراء على تكتل 6 أحزاب معارضة، وبين المشهد الانتخابي في بلادهم، وسط وجود تشابه بين البلدين من حيث مواجهة الرئيس التركي الحالي، رجب طيب أردوغان، تكتلاً معارضاً مكوناً من 6 أحزاب تهدف إلى الإطاحة به في الانتخابات المقبلة المزمع إجراؤها في يونيو/ حزيران 2023.

وبدأ الربط بين الانتخابات في البلدين بدرجة أساسية من فكرة نجاح رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان بالفوز بمفرده على تكتل مكون من 6 أحزاب معارضة تحالفت تحت راية إنهاء حكمه. وفي الحالة التركية تواصل 6 أحزاب معارضة تركية مساعيها للتوحد لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة بمرشح توافقي تحت راية إنهاء حكم الرئيس رجب طيب أردوغان، بحسب تقرير لـ "القدس العربي."

ورغم التوقعات بصعوبة نجاح المعارضة في توحيد صفوفها، إلا أن 6 أحزاب رئيسية تعقد اجتماعات وتواصل المشاورات للوصول إلى صيغة توافقية للتوحد في الانتخابات المقبلة، وهي الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة، حزب الجيد، السعادة، الديمقراطية والتقدم، المستقبل، والحزب الديمقراطي.

وفي حالة المجر فاز أوربان بالانتخابات، وبالتالي منصب رئيس الوزراء للمرة الرابعة على التوالي، ليواصل بقاءه في الحكم لفترة طويلة، وهو ما يشبه الحالة التركية، حيث يسعى أردوغان للفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة ليضمن بقاءه في الحكم الذي وصل إليه كرئيس للوزراء عام 2003، قبل أن يفوز بالانتخابات الرئاسية لأول مرة وفق النظام البرلماني، ومرة ثانية وفق النظام الرئاسي 2018. بينما يستعد للانتخابات الأهم والمقررة يونيو/حزيران 2023 وسط كثير من التكهنات حول إمكانية تنظيمها بشكل مبكر نهاية العام الجاري.

وتفاعل أنصار حزب العدالة والتنمية الحاكم مع نتائج الانتخابات باعتبار أنها "رسالة ومؤشر" على أن أردوغان قادر بمفرده على هزيمة أحزاب المعارضة التركية الستة التي تسعى للتوحد ضده، معتبرين أن "العبرة ليست في عدد الأحزاب وإنما في القائد القادر على قيادة البلاد ومواجهة التحديات الصعبة"، وذلك في مئات التغريدات التي نشرها ناشطون على تويتر ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى.

كما تفاعل أنصار المعارضة مع نتيجة الانتخابات باعتبار أنها "إنذار مبكر" لأحزاب المعارضة بضرورة التوحد في تحالف قوي من أجل ضمان إنهاء حكم أردوغان، معتبرين أن تحالف المعارضة في المجر فشل في اختيار المرشح القوي الأنسب للإطاحة بالرئيس، مذكرين المعارضة التركية بضرورة التعلم من الدرس والدفع بمرشح قوي، والابتعاد عن محاولات تقديم مرشح تكنوقراط لضمان التوافق عليه، مؤكدين أهمية اختيار شخصية سياسية قوية والتوافق حولها "وإلا سيتمكن أردوغان من الفوز مجدداً بالانتخابات."

وحتى اليوم لم تنجح المعارضة التركية في اختيار مرشحها التوافقي للانتخابات الرئاسية المقبلة وسط شكوك بقدرتها على ذلك في ظل الاختلاف الكبير في البرامج السياسية والحسابات الداخلية المعقدة التي تجعل هدف الإطاحة بأردوغان من الحكم ليس كافياً لتشكيل تحالف سياسي متماسك أو تقديم مرشح توافقي قوي. وإلى جانب اسم زعيم المعارضة كمال كليتشدار أوغلو تطرح أسماء

رئيسي بلديتي إسطنبول أكرام إمام أوغلو وأنقرة منصور يافاش وشخصيات سياسية توافقية كمرشحين محتملين لتحالف المعارضة وسط اختلاف كبير في وجهات نظر قادة أحزاب المعارضة حول هوية المرشح.

وتعتبر الحرب الروسية على أوكرانيا من أبرز أسباب فوز رئيس الوزراء المجري في الانتخابات، حيث نجح في قيادة حملة انتخابية عبر برنامج سياسي قائم على تطورات الحرب والتحذير من أن فوز المعارضة يعني وصول الحرب لبلاده. وفي تركيا تشير أحدث استطلاعات الرأي إلى أن الحرب في أوكرانيا رفعت من أسهم أردوغان الانتخابية بواقع 3 نقاط بحسب استطلاع معهد متروبول لاستطلاع الرأي.

ويتكهن محللون أتراك بأن أردوغان ربما يلجأ إلى الدعوة لانتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة خلال الأشهر القليلة المقبلة وذلك في حال نجح في دفع روسيا وأوكرانيا للتوقيع على اتفاق سلام برعاية تركية وهو ما من شأنه أن يرفع أسهم الرئيس الانتخابية في الداخل التركي. وكتب أتراك عبر تويتر "أردوغان زعيم شعبي يمتلك إمكانيات وقدرات هائلة على تسخير أي حدث لصالحه، وهو بارع أكثر من أوربان الذي نجح بالفعل في تسخير الحرب بأوكرانيا لصالح حملته الانتخابية وتتويجها بفوز ساحق غير متوقع."

يُذكر أن تكتّل أحزاب المعارضة في تركيا لم تتوصل بعد إلى مرشح توافقي فيما بينهم للانتخابات الرئاسية، فيما أعلن حزب العدالة والتنمية وحليفه الحركة القومية، ترشيح أردوغان.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!