ترك برس

قال رئيس تحرير جريدة الراية القطرية، عبدالله بن غانم المهندي، إن العالَم العربيّ بات اليومَ أكثرَ قدرةً علَى التواصل الحضاريّ معَ الأتراك الذين وصفهم بأنهم "إخوةٍ في الدّين والتاريخ والمَصير المشترك."

جاء ذلك في كلمة له، خلال حفل توقيع كتابين باللغة العربية للبروفيسور د. ياسين أقطاي الأكاديمي التركي والنائب البرلماني السابق، وذلك في المركز الثقافي التركي بالدوحة، تحت رعاية جريدة الراية.

وحضر الأمسية الثقافية الدكتور عمر أوزكان مدير مركز يونس إمرة الثقافي بالدوحة، وأكثر من 100 شخصية من المثقفين والمهتمين في المبنى 15 بالمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا.

ورحب رئيس تحرير جريدة الراية باسم أعضاء مجلس الإدارة وباسمه وباسم الصحفيين والعاملين في الجريدة بالحضور، معربًا عن سعادته كون هذه الليلة الثقافية المميزة قد جمعت بين عدد من المثقفين وسعادة البروفيسور ياسين أقطاي، المفكّر وأستاذ علم الاجتماع في تركيا والذي يحتفى خلال تلك الليلة بإصداراته الثقافية في مجموعةٍ من الكتب التي تضيف إلَى المَكتَبة العربية الكثيرَ عَن تركيا وتطوّراتها الاجتماعية خَلال فترة تحوّلها من الدولة العثمانية إلى الجمهورية التركية الحديثة، وفقاً لما نقلته الصحيفة القطرية.

وقال رئيس تحرير الراية: في ظلّ العَلاقَات الأخَويَّة بينَ قطر وتركيا ومَعَ اقتراب الذّكرَى المئوية لتَأسيس الجمهورية التركية، تزداد أهمية استكشاف عمق التحوّلات الاجتماعية الَّتي وَاكبت التَّغَيّرات السياسيةَ، وأثرها عَلَى بلدٍ يحتضن إحدَى أهمّ حَواضر العالَم الإسلاميّ، وبفضل هذه الجهود العلمية الرصينة لكوكبةٍ بارزةٍ من المفكّرينَ الأتراك، المَهمومينَ بقضية وطنهم والبحث عَن جذوره الضاربة في محيطه الطبيعيّ العربيّ والإسلاميّ، باتَ العالَم العربيّ اليومَ أكثرَ قدرةً علَى التواصل الحضاريّ معَ إخوةٍ لَهم في الدّين والتاريخ والمَصير المشترك.

وأكد الأستاذ عبدالله المهندي أن الدكتور ياسين أقطاي قد أخذ علَى عَاتقه مهمّةَ التواصل مع الثقافة العربية تعاطيًا ونقدًا وإضافةً، لافتًا إلى أن مقالاته عبرت عن رَغبته الحثيثة في إعادة مدّ الجسور الثقافية بَينَ تركيا والعالم العربيّ، وتمثّل كتبه التي تشرَّفت صحيفة الراية برعاية حفل توقيعها، أساسًا علميًا يرسّخ من فَهم هذا البلد العزيز على قلوبنا، ويَضع للباحثينَ خريطةَ طريقٍ ترشد مَن اتَّخَذَ العملَ دَربًا لكشف حقائق الأمور.

وعن الكتابين أوضح رئيس تحرير جريدة الراية أن "الإسلام في تركيا بينَ التراث والحداثة" و"التغيّر السياسيّ الاجتماعيّ والثقافيّ في تركيا" كتابان من أَحدث مَا أصدرَ الدكتور ياسين أقطاي خلالَ الفترة الماضية، ويلخص فيهما من خلال حواراتٍ مفتوحةٍ معَ مجموعةٍ كبيرةٍ من العلماء والأدباء ورموزٍ مجتمعيةٍ في تركيا مسيرةَ التطوّر الَّتي مرَّت بها الدولة التركية في ظلّ فترةٍ من التحوّل السياسيّ خلالَ الأعوام المئة الأخيرة وما رافقته من أسئلة المجتمع التركيّ عن هويَّته وخصوصيّته الثقافية.

وفي ختام كلمته توجه بالشكر لمؤسسة الحي الثقافي كتارا لاحتضانها، هذا الحدث الثقافي المهم بدعمٍ وتوجيهٍ من سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي، ضمنَ مبادرةٍ لم تتوانَ فيها صحيفة الراية عن تقديم ما يفيد القارئَ العربيَّ وهيَ التي قد نالت (جائزةَ أفضل صحيفةٍ مقروءةٍ في قطرَ) ومؤخرًا حقَّقت المرتبةَ الأولَى علَى مستوَى الصّحف الخليجية، على منصَّة تويتر، وأكد أن الراية ترى أنَّ من صميم رسالتها المعرفيَّة مدَّ جسور الثقافة بينَ العرب وشعوب المنطقة والعالم أَجمَع.

هذا ودشّن أقطاي كتابيه باللغة العربية "الإسلام في تركيا بين التراث والحداثة" و"التغيير السياسي الاجتماعي الثقافي في تركيا."

وتشهد العلاقات التركية القطرية تطوراً متنامياً وتعاوناً متواصلاً على مختلف الأصعدة، مع وجود تناغم سياسي كبير واتفاق في وجهات النظر، تجاه كثير من القضايا الإقليمية والدولية، لا سيما قضايا الشرق الأوسط.

يُذكر أن حركة الترجمة بين اللغتين التركية والعربية، اكتسبت زخماً كبيراً خلال السنوات الأخيرة، وذلك لأسباب عدة أبرزها التبادل الثقافي بين تركيا والعالم العربي، وتوجّه أعداد كبيرة من الجالية العربية للعيش في تركيا، بسبب تدهور الأوضاع الأمنية والسياسية في بلادهم.

ويزاول آلاف العرب والأتراك مهام الترجمة المتبادلة ويحترفونها كمهن تعيلهم في الأسواق والمؤسسات التعليمية والتجارية والصحية وفي الطبابة، لكن اللافت للعيان تجلى في نشاط حركة الترجمة المعرفية والثقافية التي تطورت مؤخراً مع توسع حضور الجالية العربية لتتشكل هيئات أدبية وثقافية عربية تركية مشتركة مثل رابطة أدباء الأناضول التي تجمع شعراء ونقاد وأدباء من الأتراك والعرب.

كما تنشط عشرات دور النشر والتأليف مزدوجة اللسان التي أخذت على عاتقها نشر المطبوعات العربية بالتركية وبالعكس، مما أوجد حالة تقارب ملموسة بين ثقافتي العرب والأتراك.

وتحفل رفوف المكتبات في إسطنبول بالأعمال العربية التي تمت ترجمتها إلى التركية، وأخرى من النتاج التركي باتت متاحة للقارئ العربي بلغة الضاد.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!