الأناضول

تمكن فريق وكالة "الأناضول" في قطاع غزة من توثيق شهادات لمقاتلين من كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة "حماس" تتعلق بعمليات عسكرية نفذوها ضد قوات الجيش الإسرائيلي البرية التي توغلت في قطاع غزة خلال أيام الحرب التي بدأت في السابع من الشهر الماضي.

كما تمكن مصورو "الأناضول" من التجول في أنفاق هجومية ومرابض لإطلاق قذائف الهاون والصواريخ، التابعة لكتائب القسام في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة.

وبداية الجولة التي تواصلت على مدار 7 ساعات متواصلة، كانت في موقع لإطلاق القذائف المضادة للدروع، عرض خلالها مقاتلي كتائب القسام سلاح "الكونكورس" (مضاد للدروع) الذي تم استخدامه خلال الحرب لاستهداف عدد من الآليات العسكرية الإسرائيلية المتوغلة في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة.

وكشف أحد مقاتلي كتائب القسام للأناضول، عن أن ذات الموقع تم استخدامه لاستهداف "جيب" (دفع رباعي) إسرائيلي على الحدود الشرقية لمدينة غزة، بصاروخ مضاد للدروع، ما تسبب بمقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بجروح.

وفي مربض تحت الأرض يستخدم لإطلاق القذائف والصواريخ، عرض مقاتلون من كتائب القسام أمام كاميرا "الأناضول"، مدفع لإطلاق قذائف الهاون من عيار "120" استخدم في قصف القوات الإسرائيلية المتوغلة في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة.

وقال أحد المقاتلين لمراسل "الأناضول" إنه "تم استخدام مربض إطلاق قذائف الهاون للتغطية على عدد من العمليات التي نفذتها كتائب القسام خلف خطوط العدو ومن أبرزها عملية موقع ناحل عوز (موقع عسكري إسرائيلي يقع شرقي حي الشجاعية شرقي مدينة غزة) التي قتل فيها 10 جنود إسرائيليين".

وأضاف أنه تم استخدام ذات المربض لقصف حشود آليات ودبابات مدرعة إسرائيلية بشكل كثيف.

وأشار إلى أن مرابض إطلاق قذائف الهاون موزعة على جميع أنحاء القطاع لتغطي جميع المحاور الجغرافية التي يتواجد فيها الجيش الإسرائيلي.

وحول آلية عمل المقاتلين المسؤولين عن إطلاق قذائف الهاون، قال المقاتل "يبدأ عملنا عندما نتلقى اتصال من غرفة العمليات التابعة لكتائب القسام يزودونا من خلاله بإحداثيات الهدف المطلوب استهدافه، لنقوم بإسقاط هذه الإحداثيات على المدفع الخاص بالقذائف ونبدأ بعدها بالقصف فورا".

وفي نهاية الجولة، زار فريق "الأناضول" أحد الأنفاق التابعة لكتائب القسام، الذي استخدم لتنفيذ العديد من العمليات الهجومية ضد الآليات والجنود الإسرائيليين الذين توغلوا شرقي مدينة غزة خلال العملية البرية.

وحول تفاصيل بعض العمليات التي نفذتها كتائب القسام باستخدام النفق، قال أحد المقاتلين المرابطين في النفق لمراسل "الأناضول" "ليلة التوغل البري الإسرائيلي شرقي مدينة غزة سمعنا صوت الآليات العسكرية قريبة من موقعنا فخرج أحد المجاهدين من النفق ليرصد تحرك هذه الآليات وكان يحمل عبوة شواظ (عبوة مضادة للدروع تزن 50 كيلو جرام) فوجد دبابة إسرائيلية تبعد عن فتحة النفق 7 أمتار فقط".

وأضاف "نصب المجاهد العبوة على مسافة مناسبة لتدمر الدبابة الإسرائيلية وطلب من بقية المجاهدين الانسحاب لمسافة آمنة داخل النفق وفجر العبوة لتتناثر أجزاء الدبابة على مسافة 60 مترا وتشتعل فيها النيران".

وفي عملية أخرى، تمكن مقاتلي القسام من رصد آلية عسكرية إسرائيلية على بعد 50 مترا من فتحة النفق فاستهدفوها بقذيفة مضادة للدروع من نوع (تاندوم) ما أدى لإعطابها وتناثر بعض أجزائها.

وبدأت القوات الإسرائيلية البرية، في ساعة متأخرة من ليل الخميس – الجمعة 17 يوليو/ تموز الماضي، توغلاً برياً محدوداً في قطاع غزة وذلك في اليوم الثاني عشر من عملية "الجرف الصامد" التي أطلقتها في 7 يوليو/تموز الجاري.

وخلال العملية البرية أعلنت كتائب القسام وفصائل المقاومة الفلسطينية عن تنفيذ عشرات العمليات عبر "تفجير العبوات"، وإطلاق القذائف المضادة للدروع، ضد الآليات العسكرية الإسرائيلية المتوغلة.

ووفقًا لبيانات رسمية إسرائيلية، قُتل في هذه الحرب 64 عسكريًا، وأصيب 651 آخرين، بينما تقول كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، إنها قتلت 161 عسكرياً إسرائيليا، وأسرت آخر.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، صباح الثلاثاء 5 أغسطس/ آب الجاري، انسحاب قواته البرية إلى "خطوط دفاعية" خارج قطاع غزة.

وهدفت العملية البرية الإسرائيلية إلى "ضرب الأنفاق الإرهابية التي تخرج من قطاع غزة وتدخل إلى الأراضي الإسرائيلية"، بحسب بيان أصدره مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت سابق من الشهر الماضي.

وتشن إسرائيل حربا على قطاع غزة، منذ 7 يوليو/ تموز الماضي تسببت في سقوط 2016 قتيلا، وإصابة قرابة عشرة آلاف آخرين، فضلاً عن تدمير وتضرر 38086 منزلاً سكنيًا، ومقرات حكومية، ومواقع عسكرية في غزة، بحسب أرقام رسمية فلسطينية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!