ترك برس

سلّط تقرير لموقع Insider Monkey المتخصص في تقديم معلومات حول الاستثمار ومشكلاته، الضوء على قطاع صناعة السفن عالمياً، حيث أظهرت المعطيات أن تركيا ضمن أكبر 15 دولة رائدة في هذا المجال.

مجاعة عالمية كبرى يمكن أن تحدث إذا تعرض قطاع النقل البحري للسفن للتوقف، فهي الوسيلة الرئيسية لنقل الغذاء والطاقة ومعظم البضائع، ولذا فإن صناعة السفن واحدة من أكثر الصناعات أهمية من الناحية الاستراتيجية.

وفي حين أن الطائرات غالباً ما تسرق الأضواء، إلا أن السفن تشكل الجزء في أسطول النقل الذي يخدم الاقتصاد العالمي، فهي لا غنى عنها من سلاسل التوريد والأغراض العسكرية.

من المتوقع أن يزداد سوق بناء السفن العالمي بمعدل نمو سنوي مركب  يبلغ حوالي 3.2 في المئة بين عامي 2020 و2030. وبينما كان حجم السوق يقارب 152 مليار دولار أمريكي في عام 2022، من المتوقع أن يرتفع إلى أكثر من 195 مليار دولار في عام 2030، حسبما ورد في تقرير لمؤسسة Statista.

بينما يشير تقرير بحثي من  مؤسسة Market Reports World  إلى أن صناعة السفن العالمية ستنمو بمعدل نمو سنوي مركب  بنسبة 5.45٪ حتى عام 2028 لتصل قيمتها إلى 229 مليار دولار أمريكي بحلول ذلك الوقت.

وصناعة بناء السفن هي مؤسسة متنوعة بين سفن صغيرة وكبيرة سياحية وناقلة للبضائع أو النفط أو الغاز.

الجزء الأكبر من الصناعة ينطوي على بناء السفن للأغراض التجارية ، خاصة أن 90٪ من جميع الشحنات العالمية يتم نقلها عبر المحيط.

يعمل النمو في التجارة العالمية كمحفز لصناعة بناء السفن أيضاً، نظراً لأن المزيد من الشركات تطلب سفناً كبيرة لنقل الحاويات والسلع الجافة والمواد الكيميائية والنفط وغيرها من المنتجات في جميع أنحاء العالم. ضمن القطاع نفسه، والسفن الأكثر تصنيعاً ناقلات البضائع السائبة والجافة التي تنقل البضائع مثل الأسمدة والفحم.

وقطاع النقل هو أكبر مستخدم للسفن، وسوف ينمو أيضاً بشكل أسرع من صناعة  أنواع السفن الأخرى (سفن الركاب والسفن السياحية).

وآسيا هي القارة الرائدة عالمياً في قطاع بناء السفن، حيث توجد نسبة كبيرة من إجمالي هذه الصناعة بها.

داخل صناعة السفن العالمية، بدأ يظهر دفع نحو تقليل الانبعاثات والتوسع في بناء السفن الصديقة للبيئة.

يتأثر الكثير من هذا بحقيقة أن السفن، ببساطة بسبب العدد الهائل منها الذي يبحر في المحيطات لمسافات طويلة حاملة أوزاناً هائلة، مسؤولة عن أجزاء كبيرة من انبعاث ثاني أكسيد الكربون والانبعاثات الأخرى. 

في الواقع، وفقاً لـ Oceana- وهي منظمة تهدف إلى حماية محيطات العالم- فإن أكثر من ثلاثة في المئة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية ترجع إلى صناعة الشحن العالمية. من حيث النسبة المئوية، هذا يعيد الانبعاثات التي تطلقها دولة متقدمة كبيرة مثل  اليابان، التي كانت خامس أكبر مصدر لانبعاث ثاني أكسيد الكربون في العالم بعد الصين والولايات المتحدة وروسيا والهند.

 وتخشى تقديرات المفوضية الأوروبية أنه إذا تركت صناعة السفن دون رادع، فإن النمو في التجارة البحرية سيجعل قطاع الشحن أكبر مسبب للانبعاثات.

وتقدر أنه بدون اتخاذ إجراءات فورية، يمكن أن تلامس انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من القطاع ما يصل إلى 13٪ من إجمالي الانبعاثات العالمية.

وتهدف المنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة، المؤلفة من 175 دولة عضو، إلى جعل الدول الأعضاء تخفض انبعاثات الشحن إلى النصف بحلول عام 2050 عن المستويات التي كانت عليها في عام 2008. ويمكن أن تحقق بعض الاستراتيجيات التي قدمتها المنظمة البحرية الدولية للشركات أرباحاً مذهلة تبلغ 3.7 تريليون دولار بحلول عام 2050، حسب تقرير موقع Insider Monkey الذي عرض أكبر 15 دولة في صناعة السفن في العالم. 

وتأتي تركيا في المركز الـ 13 ضمن أكبر 15 دولة مصنعة للسفن عالمياً، تليها كلّ من هولندا والهند، بحسب ما نقله تقرير لـ "عربي بوست".

وتمتلك تركيا قطاعاً متقدماً لبناء السفن، خاصة عندما يتعلق الأمر بالناقلات الكيميائية الصغيرة المتخصصة.

وتطور بناء السفن في تركيا من نشاط تقليدي قديم في الأناضول إلى صناعة معترف بها دولياً، خاصة منذ أوائل التسعينيات. تمتلك الصناعة أحواض بناء سفن حديثة ومعتمدة الجودة يمكنها بناء السفن واليخوت واليخوت الضخمة والقوارب الشراعية، فضلاً عن تنفيذ أعمال إصلاح وتحويل واسعة النطاق، وفقاً لتقرير لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية "oecd" التي تضم الدول المتقدمة وتعد تركيا أحد أعضائها.

تقع أحواض بناء السفن التركية بشكل أساسي في منطقة مرمرة، وهي توزلا ويالوفا وإزميت، والتي تطورت إلى مراكز بناء سفن ديناميكية. أيضاً، في السنوات الأخيرة، اجتذبت مناطق البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط ​​الناشئة بشكل متزايد استثمارات في أحواض بناء السفن.

أكبر ترسانة لبناء السفن في تركيا هي ترسانة إسطنبول.

وفي 10 أبريل/ نيسان 2023، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدء تشغيل حاملة الطائرات التركية تي سي جي أناضول؛ والتي ستصبح قادرة على حمل طائرات مسيرة.

نسبة تركيا المئوية من إجمالي السفن العالمية التي بنيت في عام 2021 تبلغ 0.22%

وهناك ثلاث دول تكاد تحتكر إنتاج السفن عالمياً، إذا تنتج نحو 95% من إجمالي السفن في العالم، وهي تحتل المراتب الثلاث الأولى في هذه الصناعة، وفقاً لحسابات موقع Insider Monkey.

وهذه الدول هي الصين في المركز الأول، تليها كوريا الجنوبية ثم اليابان.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!