ترك برس

أسفرت الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، إلى مقاطعة شركاتها والمنشآت الأخرى الداعمة للاحتلال، الأمر الذي ولّد فراغاً تجارياً تحاول تركيا استغلاله عبر تعزيز تجارة بديلة مع الدول الإسلامية وخاصة الخليجية منها. 

وفي مقابلة له مع "الجزيرة نت"، قال وزير التجارة التركي عمر بولات، إن بلاده تولي أهمية كبيرة للجغرافيا الإسلامية، بما في ذلك دول الخليج.

وأضاف: وتهدف جميع الدول الكبرى التي لها وزن في الاقتصاد الإقليمي إلى تنويع اقتصاداتها من خلال رؤى تنموية، لذا فإن رؤية قطر الوطنية 2030، ورؤية السعودية 2030، ورؤية أبو ظبي 2030، والرؤية الاقتصادية للبحرين 2030، ورؤية الكويت 2035، ورؤية عمان 2040، تحتوي على فرص مهمة للشركات التركية، ونحن نبذل جهودًا كبيرة لإدراج الشركات التركية في خطط التطوير هذه، والتي تشمل مشاريع واسعة النطاق.

وأكد أن تركيا تقوم بتنفيذ "إستراتيجية تنمية الصادرات مع الدول الإسلامية" من أجل تنمية وتنويع صادراتنا مع الدول الإسلامية".

وبحسب الوزير التركي، تبلغ حصة الدول الواقعة في نطاق الإستراتيجية المذكورة 26% من صادراتنا حاليًا، ونهدف إلى زيادة هذه الحصة إلى 30% بحلول عام 2028.

وأردف: "قمنا مؤخرًا، بزيارة الإمارات والسعودية وقطر، ووقّعنا مذكرات تفاهم مع المملكة العربية السعودية في مجالات الدفاع والطاقة والاتصالات وزيادة الاستثمارات المباشرة."

وتابع: وقعنا "اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة" مع الإمارات ودخلت هذه الاتفاقية حيز التنفيذ اعتبارًا من الأول من سبتمبر/أيلول، واتفقنا على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية المتبادلة مع قطر ونهدف إلى وصول حجم التجارة الثنائية إلى 5 مليارات دولار على المدى المتوسط.

بالإضافة إلى ذلك "وقعنا إعلانًا لبدء مفاوضات اتفاقية التجارة التفضيلية مع الجزائر، وخلال زيارتنا للكويت في بداية نوفمبر/تشرين الثاني، اتفقنا على تسريع جهودنا لتنويع وتوطيد تجارتنا، وفي زيارتنا لمصر، اتخذنا قرارات مهمة لإثراء تجارتنا الثنائية وتعزيز شراكتنا الاستثمارية."

الوزير التركي أشار أياضً إلى تنظيم بلاده "أكثر من 60 وفدًا تجاريًّا بتنسيق من وزارتنا لترويج منتجاتنا التصديرية في الدول الواقعة ضمن نطاق إستراتيجية تنمية الصادرات مع الدول الإسلامية ودعمنا المشاركة في أكثر من 400 معرض. باختصار، نحن نعمل بجد على هذه القضية."

وكان الوزير بولات قد صرّح بأنه "في عام 2022، ارتفعت صادراتنا إلى إسرائيل بنسبة 10% عن العام السابق لتصل إلى 7.03 مليارات دولار. وفي الفترة نفسها، ارتفعت وارداتنا من إسرائيل بنسبة 19.7% لتبلغ 2.4 مليار دولار. وقد ارتفع حجم التجارة بين البلدين بنسبة 12% عن العام السابق ليصل إلى 9.4 مليارات دولار. ولكن هذا قد تغير الآن."

وأضاف من السابع من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023 إلى الرابع من ديسمبر/ كانون الأول عام 2023، انخفضت التجارة بين تركيا وإسرائيل بنسبة تزيد على 50%. ولا تزال في انخفاض.

الموقف التركي من تطورات غزة الأخيرة

وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أعلنت حركة حماس وفصائل أخرى في المقاومة الفلسطينية، إطلاق عملية أسمتها "طوفان الأقصى" ضد أهداف إسرائيلية في غلاف قطاع غزة التي تعاني من حصار مطبق منذ سنوات.

إسرائيل وأمام مباغتة المقاومة الفلسطينية لها، ردت باستهداف المناطق السكنية والمنشآت الصحية والتعليمية ودور العبادة داخل غزة، ما خلّف آلاف القتلى وعشرات آلاف الإصابات بين المدنيين، وسط دمار كبير لحق بالقطاع، فيما يجري حديث عن إخلاء شمالي غزة من سكانها وإجلائهم نحو الجنوب قرب الحدود مع مصر.

وفي 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 تم التوصل إلى هدنة إنسانية مؤقتة في غزة استمرت 4 أيام قبل تمديدها لفترات إضافية، حيث نصت على تبال أسرى ورهائن بين حماس وإسرائيل وإيصال مساعدات إنسانية إلى القطاع.

ومنذ اللحظة الأولى لتصاعد التوتر الأخير في غزة، أكدت تركيا وعلى لسان كبار مسؤوليها على ضرورة وقف إطلاق النار بأقرب وقت حقناً للدماء وتجنباً لمزيد من الضحايا المدنيين، فيما أكد رئيسها رجب طيب أردوغان على أن الحل لتحقيق السلام في فلسطين وفي المنطقة يمر عبر تأسيس دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة بحدود 1976 وعاصمتها القدس الشرقية.

وبعد جهود كثيفة للتهدئة وأمام تصعيد إسرائيل من هجماتها ضد المدنيين في غزة وعدم استجابتها لمطالب وقف إطلاق النار، صعّدت أنقرة من موقفها ضد تل أبيب متهمة إياها بـ "ارتكاب المجازر والإبادة الجماعية" في غزة، قبل أن تعلن في 4 نوفمبر/ تشرين 2023 استدعاء سفيرها هناك إلى أنقرة "للتشاور، رداً على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين"

ومنذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على غزة، شهدت تركيا أكبر حملة مقاطعة في تاريخها، فيما لا تزال منظمات ومؤسسات مجتمع مدني تواصل حملاتها في هذا الخصوص عبر وسائل شتى.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!