ترك برس

ردّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على متهمي بلاده بالتقاعس تجاه ما يتعرض له قطاع غزة، مؤكداً أن أنقرة وقفت "بالأمس ضد الظالمين إلى جانب المظلومين، فإننا اليوم نقف في نفس المكان ونحافظ على نفس الموقف الوقور".

جاء ذلك في تدوينة نشرها باللغة العربية عبر حسابه على منصة "إكس".

وقال أردوغان إنه "ربما هناك البعض في بلدنا يسمع لأول مرة في 7 أكتوبر/ تشرين أول، عن وجود أماكن تسمى فلسطين وغزة ورام الله. وربما تكون بعض الأوساط قد سمعت لأول مرة في 7 أكتوبر/ تشرين أول، عن كفاح الشعب الفلسطيني من أجل الحقوق والعدالة".

وأضاف "لكننا نحن كرّسنا حياتنا لهذا الكفاح"، مؤكداً أن "تركيا كما احتضنت جيرانها خلال الحرب العراقية الإيرانية، وكما أصبحت أنصارا للاجئين الفارين من الاضطهاد في سوريا، وكما أنها لم تدر ظهرها لأي من أشقائها من القوقاز إلى القرم، هي اليوم أيضا تقدم الدعم إلى أشقائها في قطاع غزة بكل الوسائل المتاحة."

وتابع: "لا يمكن لأي افتراء أن يغيّر هذه الحقيقة. لأن الأكاذيب والتشويهات لا يمكن أن تطمس هذه الحقيقة".

وأردف: أولئك الذين دخلوا البرلمان عبر قائمة الذين وصفوا الفلسطينيين الشجعان بالإرهابيين ومن وقف بجانب هذه العقلية، لا يحق لهم أن يتفوّهوا بكلمة واحدة لنا. لقد أظهرنا قبل 15 عاما بكل وضوح موقفنا الصامد الذي لا يجرؤ أي سياسي في العالم على اتخاذه، عندما قلنا "one minute".

واختتم أردوغان تغريدته بالقول: وكما وقفنا بالأمس ضد الظالمين إلى جانب المظلومين، فإننا اليوم نقف في نفس المكان ونحافظ على نفس الموقف الوقور. وبإذن الله تعالى، لن نتراجع عن هذا الموقف في المستقبل أيضا.

ورأى مراقبون في تغريدة أردوغان هذه على أنها رد لمنشور باللغة العربية أيضاً نشرها قبل أيام رفيق دربه السابق أحمد داود أوغلو، اتهم فيها حكومة بلاده بالتخاذل إزاء غزة.

وقال داود أوغلو في منشور باللغة العربية على منصة "إكس"، إنه "بينما نتناول السحور في ظروف مريحة داخل بيوتنا المدفّئة ، قتلت إسرائيل الهمجية الشعب المظلوم الذي ينتظر طعام السحور في غزة بالمروحيات ونيران المدفعية".

وأضاف أن "العالم في صمت، والدول الإسلامية تتفرج على ما يحدث دون أن تتأثر، وقود الطائرات والحديد والإسمنت وشحنات المواد الغذائية مستمرة من موانئنا إلى زمرة القتلة هؤلاء."

وتابع: "أيها الحكام الذين لم يكتفو بعدم فرض أي عقوبات على إسرائيل في مواجهة هذه الإبادة الجماعية المستمرة حتى في وقت السحور، بل استمروا معها في التجاره القذرة! إن كل لقمة تأكلونها متوهمين أنكم صائمون في هذا الوقت من السحور هي في الحقيقة جمرة نار."

وأردف: أيها الغافلون الذين يتناولون السحور على موائد مترفة بينما الأطفال يذبحون في السحور! كيف تنظرون إلى وجوه أولادكم وأحفادكم ألا تخافون الله وتخجلون من العباد، ألا تخافون الله وتخجلون من العباد؟ أيها الأخوة والأخوات، اسألوا كل حاكم يأتيكم من أجل الحصول على الأصوات : "ماذا فعلتم لغزة اليوم"؟ وأنا أدعو كل أحزاب المعارضة التي تتحسس من هذه القضية أن تتفاعل معنا كأصحاب ضمائر حية بغض النظر عن توجه الأحزاب والأيديولوجيات.

وأكد داود أوغلو أنه سيعقد لقاءات مع القيادات السياسية في هذا السياق، مختتماً تغريدته بالقول: "لا جعلنا الله من الذين يعانون من هذا الذل ويسكتون!"

الموقف التركي من تطورات غزة الأخيرة

وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أعلنت حركة حماس وفصائل أخرى في المقاومة الفلسطينية، إطلاق عملية أسمتها "طوفان الأقصى" ضد أهداف إسرائيلية في غلاف قطاع غزة التي تعاني من حصار مطبق منذ سنوات.

إسرائيل وأمام مباغتة المقاومة الفلسطينية لها، ردت باستهداف المناطق السكنية والمنشآت الصحية والتعليمية ودور العبادة داخل غزة، ما خلّف آلاف القتلى وعشرات آلاف الإصابات بين المدنيين، وسط دمار كبير لحق بالقطاع، فيما يجري حديث عن إخلاء شمالي غزة من سكانها وإجلائهم نحو الجنوب قرب الحدود مع مصر.

وفي 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 تم التوصل إلى هدنة إنسانية مؤقتة في غزة استمرت 4 أيام قبل تمديدها لفترات إضافية، حيث نصت على تبال أسرى ورهائن بين حماس وإسرائيل وإيصال مساعدات إنسانية إلى القطاع.

ومنذ اللحظة الأولى لتصاعد التوتر الأخير في غزة، أكدت تركيا وعلى لسان كبار مسؤوليها على ضرورة وقف إطلاق النار بأقرب وقت حقناً للدماء وتجنباً لمزيد من الضحايا المدنيين، فيما أكد رئيسها رجب طيب أردوغان على أن الحل لتحقيق السلام في فلسطين وفي المنطقة يمر عبر تأسيس دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة بحدود 1976 وعاصمتها القدس الشرقية.

وبعد جهود كثيفة للتهدئة وأمام تصعيد إسرائيل من هجماتها ضد المدنيين في غزة وعدم استجابتها لمطالب وقف إطلاق النار، صعّدت أنقرة من موقفها ضد تل أبيب متهمة إياها بـ "ارتكاب المجازر والإبادة الجماعية" في غزة، قبل أن تعلن في 4 نوفمبر/ تشرين 2023 استدعاء سفيرها هناك إلى أنقرة "للتشاور، رداً على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين"

ومنذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على غزة، شهدت تركيا أكبر حملة مقاطعة في تاريخها، فيما لا تزال منظمات ومؤسسات مجتمع مدني تواصل حملاتها في هذا الخصوص عبر وسائل شتى.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!