ترك برس

زعم الكاتب روبرت إليس، في تقرير تحليلي بمجلة ناشيونال إنترست الأمريكية، أن السياسة الخارجية التي تنتهجها تركيا غير متوافقة مع أهداف وغايات حلف شمال الأطلسي (الناتو).

ولفت إليس إلى أن سفير الولايات المتحدة في أنقرة، جيف فليك، ادّعى مؤخرًا في مقابلة أجريت معه أن الشراكة الاستراتيجية بين تركيا والولايات المتحدة أصبحت أقوى من أي وقت مضى.

وقال إنه سواء نظر السفير فليك إلى تركيا من خلال نظارات وردية أم لا، تظل الحقيقة أن رد تركيا على المسألة الأوكرانية، مثل رد فعل هنغاريا، لا يتماشى مع السلوك المتوقع من حليف حقيقي لحلف شمال الأطلسي. حسبما نقلت وكالة آر تي.

ووفقا للكاتب، أعادت هنغاريا تعريف عضويتها في الناتو بعد أن رفضت المشاركة في الحرب على أوكرانيا، واتفقت مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ على عدم منع دعم الدول الأخرى لأوكرانيا مقابل عدم المشاركة. لكن الأمر لا ينطبق على تركيا.

وأضاف: من الواضح بالفعل أن تركيا لم تلتزم عمليا بالمبادئ التأسيسية المنصوص عليها في ديباجة حلف شمال الأطلسي. ومن الأمثلة على ذلك الخطة، التي اقترحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأول مرة في أكتوبر 2022، لتكون تركيا بمثابة مركز لنقل الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا.

وتابع: كانت قد ألغيت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المقررة إلى واشنطن في شهر مايو لسبب ما. ومع ذلك، فإن وجوده لحضور قمة الناتو في واشنطن في الفترة من 9 إلى 11 يوليو، بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين للحلف يستدعي دراسة دقيقة لسياسة الحياد التي تنتهجها تركيا. فالدفاع والردع بخصوص القضية الأوكرانية هما الموضوعان الرئيسان في هذه القمة.

وأردف: من غير المؤكد إلى أي مدى ستؤدي زيارة أردوغان إلى واشنطن إلى تبادل كبير لوجهات النظر، ولكن هناك العديد من البنود المحتملة على جدول الأعمال، وأولها هو شراء تركيا لنظام الدفاع أرض جو الروسي S-400 في عام 2019، مما أدى إلى فرض عقوبات من خلال قانون مكافحة خصوم أمريكا، وإزاحة تركيا من كونسورتيوم F-35 للقوات المسلحة الذي تقوده الولايات المتحدة.

وتابع التقرير:

ومع ذلك اعتبرت وزارة الخارجية في مارس 2022 أن بيع 40 طائرة مقاتلة من طراز F-16 و79مجموعة تحديث إلى تركيا سيكون متماشيا مع مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة.

وعندما اعترض الكونغرس على الصفقة أوضح أردوغان أنه إذا لم يوافق الكونغرس فإن البرلمان التركي لن يوافق على عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي.

واعتبر السفير فليك موافقة الكونغرس "خطوة عظيمة إلى الأمام". وفي يناير، قالت نائبة وزير الخارجية بالوكالة، فيكتوريا نولاند، خلال زيارة إلى تركيا: "إذا تمكنا من تجاوز هذه القضية، فإن قضية قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات ستنتهي، ويمكننا العودة إلى محادثة حول طائرات F-35".

ومع ذلك، فقد وردنا في أبريل أن تركيا قد تفكر في نشر نظام الدفاع الجوي S-400 على الحدود العراقية استعدادا لهجومها ضد حزب العمال الكردستاني في كردستان العراق.

وأكد السفير فليك لتركيا أن الحشد العسكري الأمريكي في ألكسندروبولي اليونانية بالقرب من الحدود التركية كان "مجرد جهد لوجستي، ونحن لا نفضل حليفا على آخر. لقد قررت تركيا واليونان أن يكون بحر إيجه بحرا للسلام".

وفي هذه الحالة، يجب على الولايات المتحدة أن تلقي نظرة طويلة ودقيقة على الدور الذي تلعبه تركيا في شرق البحر الأبيض المتوسط، والذي ينطوي على احتمال نشوب صراع متفجر، خاصة وأن حزب الله هدد قبرص. 

واستعرضت تركيا تقدمها في مجال تكنولوجيا الدفاع خلال المناورة العسكرية المشتركة EFES-2024 التي عقدت في مايو. ولكن في جميع الأحوال ينبغي أن لا ننسى أن السياسة الخارجية التي تنتهجها تركيا غير متوافقة مع أهداف وغايات حلف شمال الأطلسي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!