ترك برس

وباء الخطابات العنصرية الذي انتشر في ولاية قيصري خلال الفترة الأخيرة، بلغ ذروته مع الاعتداءات على اللاجئين السوريين، وهو ما يسبب تأثيرات سلبية على رجال الأعمال الأجانب، حيث يجعلهم يشعرون بالقلق تجاه التطورات، سواء كانوا من الصناعيين الذين نقلوا مصانعهم من سوريا إلى تركيا أو التجار الذين يواصلون أعمالهم في تركيا مع جميع اتصالاتهم التجارية. وأجرت صحيفة يني شفق التركية مقابلات مع رجال أعمال من أصول سورية للحديث عن كيفية تأثير الهجمات العنصرية سلبًا على الاقتصاد التركي وحياتهم المهنية.

غزوان مصري، وهو نائب رئيس منتدى الأعمال الدولي بجميعة الموصياد التركية، قال للصحيفة إنه يحمل الجنسية التركية منذ 42 عامًا ويحقق أرقام تصدير كبيرة في قطاع التجارة، وأكد أن هناك رجال أعمال بين القادمين من سوريا إلى تركيا بالإضافة إلى المواطنين العاديين.

وقال مصري: "الشعب التركي لا يستطيع أن يتقبل رؤية سوري يستقل سيارة فخمة أو يتناول طعامًا في مطعم فاخر، يعتبرونهم جميعًا لاجئين، ولكن ليس كل السوريين لاجئون. إذا استمرينا في التأثير على رجال الأعمال السوريين بهذه الطريقة، هناك دول تفتح أبوابها لهؤلاء الرجال. للسوريين مساهمة كبيرة خاصة في مجال التصدير حاليًا".

مصري أشار إلى أن الخطاب العنصري يسبب ضررًا كبيرًا على الاقتصاد التركي والمجتمع التركي، مضيفًا أن "العديد من رجال الأعمال الآن يحصلون على الجنسية التركية، ويواصل رجال الأعمال السوريون والصناعيون عملياتهم بالتعاون مع رجال الأعمال الأتراك في الاقتصاد التركي. نحن لا نرى تركيا كدولة منفصلة أبدًا، بل كانت هذه الأرض واحدة في السابق. حلب كانت مدينة تجارية كبرى بعد اسطنبول في دفع أعلى الضرائب. نحن متمسكون بالوحدة ونرفض التمييز والعنصرية، وأنا لا أفرق بين نفسي كحلبي وتركي".

بسام شحادات، الذي يمتلك شركة في سوريا، جاء إلى تركيا للتمسك بالحياة بسبب تصاعد الحرب.وهو  يعمل في قطاع الإعلانات منذ عام 2015 ويصدر منتجات وخدمات بقيمة تتراوح بين 1-3 مليون دولار سنويًا إلى تركيا، ويشجع الشركات التي ترغب في الاستثمار على الانتقال إلى تركيا. ومع ذلك، يتعرض لمواقف عنصرية مستمرة من بعض الموظفين في الشوارع أو في المعاملات التجارية أو في الدوائر الحكومية على الرغم من حصوله على الجنسية التركية وإتقانه للغة التركية.

راشد الحموي، عضو مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال السوريين الدولية، أشار إلى أنهم قاموا بأكثر من 10 ملايين دولار من الاستثمارات العام الماضي، ولكنهم واجهوا مشاكل عديدة عنصرية. وقال الحموي: "عندما أتوا للاطلاع على شركتنا، كانوا مندهشين لمعرفتهم أنني مهندس كمبيوتر سوري ومالك للشركة. نشجع العملاء العرب على الاستثمار في تركيا، ولكن العنصريين يهددون رجال الأعمال. في مثل هذه الحالات، نوجه المستثمرين إلى دول أخرى".

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!