ترك برس

كشفت صحيفة "ديلي صباح" التركية، الإثنين، عن تحضيرات جارية لعقد أول لقاء بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس النظام السوري بشار الأسد، وذلك لأول مرة منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011.

الصحيفة نقلت عن مصدر مطّلع على ملف تطبيع العلاقات التركية السورية، بأن التحضير لعقد الاجتماع الأول بين الرئيس أردوغان والأسد، في مدينة موسكو، بعد قطيعة دامت لأكثر من عقد.

وأضافت أنه يتم التخطيط لإجراء اللقاء المرتقب في العاصمة الروسية، وإن "بوتين سيتوسط في المحادثات بين الجانبين، وقد تتم دعوة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني" إلى الحدث.

وأضاف المصدر "من المرجّح ألا تتم دعوة إيران لحضور الاجتماع"، لافتاً إلى أن "الاجتماع قد يعقد شهر آب المقبل".

وفي وقت سابق، انتشرت انباء عن التحضير لعقد لقاء سري بين أردوغان والأسد في العاصمة العراقية بغداد، وأكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، خلال حضوره قمة حلف الناتو في واشنطن، في 13 تموز الجاري، قرب عقد اجتماع في بغداد يضم مسؤولين سوريين وأتراك لبحث الأزمة السورية.

وقال حسين، في تصريح تلفزيوني بواشنطن، إن "هناك مبادرة من العراق للتوسط بين أنقرة ودمشق، والتواصل مستمر في هذا المجال"، مضيفاً أنه "التقى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان من أجل ترتيب لقاء ببغداد مع الجانب السوري. وهناك أيضاً تواصل مستمر مع الجانب السوري، وسيتم تحديد موعد لعقد هذا اللقاء في بغداد".

وأبدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أكثر من مناسبة، ترحيبه بتطبيع العلاقات التركية - السورية، وقال إنه قد يدعو الرئيس السوري لزيارة أنقرة في أي وقت، مشيراً إلى أن أنقرة مدّت يد الصداقة إلى جارتها سوريا وستواصل ذلك.

وصرح أردوغان لصحفيين، خلال عودته من أستانا بعد مشاركته في قمة منظمة شنغهاي للتعاون، بأن المسلحين فقط هم من يعارضون تطبيعاً محتملاً للعلاقات التركية - السورية. وإن بلاده لا يمكن أن يكون لديها أبداً أي نية أو هدف مثل التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا.

وردت وزارة الخارجية للنظام السوري على المبادرات الداعية للمصالحة بين أنقرة ودمشق، مؤكدة انفتاح سوريا على تطبيع العلاقات شريطة إعادة تركيا الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل عام 2011 بين البلدين، و ان أي مبادرة لتحسين العلاقات مع أنقرة يجب أن تبنى على أسس واضحة "تبدأ بانسحاب القوات التركية من الأراضي السورية ومكافحة المجموعات الإرهابية التي لا تهدد أمن سوريا فقط، بل أمن تركيا أيضاً".

وصرح رئيس النظام السوري بشار الأسد لصحفيين، مؤخراً، خلال إدلائه بصوته في الانتخابات التشريعية بدمشق، بأنه "إذا كان اللقاء يؤدي لنتائج أو إذا كان العناق أو العتاب يحقق مصلحة البلد، فسأقوم به"، موضحاً أن المشكلة لا تكمن في اللقاء وإنما في مضمونه.

وقال الأسد إنه سيتعامل بشكل إيجابي مع أي مبادرة لتحسين العلاقات الثنائية، لكنه اشترط أن يتم وضع أسس المحادثات أولاً.

كانت تركيا حليفاً اقتصادياً وسياسياً أساسياً لسوريا، لكن العلاقة بينهما انقلبت رأسا على عقب مع بدء الاحتجاجات في سوريا عام 2011. حينها دعت أنقرة حليفتها إلى إجراء إصلاحات سياسية، لكن مع اشتداد النزاع السوري - السوري، دعا أردوغان الأسد إلى التنحي.

وفي عام 2012 أغلقت تركيا سفارتها في دمشق. ودعمت المعارضة السياسية، قبل أن تبدأ بدعم فصائل معارضة مسلحة، ومن ثم توغل مناطق شمال وشمال غرب سوريا لتنفيذ عمليات عسكرية ضد السكان هناك وبناء مخيمات ومدن جديدة تابعة لها بتلك الأراضي.

ولا يزال الطريق إلى تطبيع العلاقات بين تركيا ونظام الأسد معبدا بالملفات الشائكة على الرغم  من الرسائل "الإيجابية" المتبادلة بين الجانبين خلال الآونة الأخيرة، والتي تشير إلى وجود عزم إلى الرفع بشكل تدريجي من مستوى الاجتماعات الهادفة إلى جسر الفجوات بين أنقرة ودمشق، مع تأكيد كل طرف منهما على توقعاته من مسار التفاوض الشائك.

ومن العوامل التي تثقل خطى أنقرة على مسار التطبيع، وجود قوى مختلفة ومتباينة الأهداف تهمين بشكل كبير على قرار نظام الأسد، الذي استقطب قوى إقليمية مثل روسيا وإيران بهدف تثبيت حكمه بعد اندلاع الثورة السورية، فضلا عن الوجود الأمريكي جنوبي البلاد.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!