ترك برس

شهدت تركيا مطلع يوليو/ تموز الجاري أحداث عنف غير مسبوقة ضد اللاجئين السوريين، اندلعت شرارتها في ولاية قيصري لتمتد إلى ولايات أخرى، بل وإلى الشمال السوري، وما أشعل فتيلها هو مزاعم "تحرش سوري بطفلة سورية أيضاً"، لتفتح هذه الإشاعة أبواب الجحيم على السوريين وتعود بالذاكرة إلى أحداث مشابهة ذات دوافع عنصرية اندلعت في تركيا وأدت إلى دمار كبير.

وجاء تعرض السوريين لأعمال عنف وتدمير في الممتلكات، بعد أشهر من التحريض والاستفزاز ضدهم من قبل شخصيات وأحزاب معارضة تطالب الحكومة بترحيلهم إلى سوريا.

وأظهرت مقاطع فيديو عدة، نُشرت على منصات التواصل الاجتماعي، أشخاصا يحطمون نافذة محل بقالة زعموا أن تجارا سوريين يديرونه، قبل إضرام النار فيه، وفي أحد التسجيلات، سُمع صوت رجل تركي وهو يصرخ "لا نريد المزيد من السوريين. لا نريد المزيد من الأجانب".

وسبق هذه الأحداث أخرى مشابهة قبل سنوات إلا أن الحكومة سرعان ما كانت تخمدها وتعيد المياه إلى مجاريها، بعكس أحداث قيصري الأخيرة التي تتواصل أصداؤها حتى الآن بعمليات عنف جديدة وترحيل للسوريين.

في عام 2019 حدثت اضطرابات مشابهة في منطقة ايكيتلي في إسطنبول، إذ جرى الاعتداء على ممتلكات ومحال السوريين، وإلحاق خسائر كبيرة بها. حينها اعتقلت السلطات التركية بعض المعتدين، وتعهدت الحكومة بتعويض المتضررين السوريين. 

وبحسب تقرير لموقع "إندبندت عربية"، فإنه خلال السنوات الأربع الماضية، قتل 16 شخصاً في هجمات عنصرية.

وفيما يلي سلسلة لأحداث عنف مشابهة اندلعت في تركيا انطلاقا من "إشاعات عنصرية" وانتهت بالدمار، بحسب ما يرصده "إندبندت عربية":

- في السادس والسابع من سبتمبر (أيلول) 1955، ونتيجة لكذبة انتشرت تقول إنه تم "قصف منزل أتاتورك في سالونيك"، نزل الغوغاء من الأتراك إلى شوارع إسطنبول حاملين الأعلام ويصيحون بالتكبيرات، ودمروا ونهبوا ممتلكات الأرمن وغيرهم من غير المسلمين، بخاصة اليونانيون، وأسفرت تلك الأحداث عن مقتل ما يقارب 15 شخصاً وإصابة 300 آخرين.

- في الـ14 من فبراير (شباط) 1969 بعد صلاة الجمعة أقيمت مسيرة "احترام العلم" بقيادة جمعية مناهضة الشيوعية والاتحاد الوطني للطلبة الأتراك، الذي كان تحت سيطرة اليمين، وفي هذا التجمع أعلن عن أن الحرب بدأت ضد الشيوعيين، ودعي الجمهور إلى التجمع لتلقين الشيوعيين الدرس اللازم في مسيرة الأسطول السادس الاحتجاجية التي ستعقد بعد يومين من هذا التاريخ.

- في الـ16 من فبراير 1969 اندلعت أحداث في ميدان تقسيم بإسطنبول عندما تجمعت 76 منظمة شبابية للاحتجاج على الأسطول السادس الأميركي. عرفت الأحداث التي قتل فيها طالبان وجرح المئات فيما بعد باسم "الأحد الدامي"، وفي إزمير وطرابزون أصيب 130 شخصاً، نتيجة الهجوم الذي شنته جماعات يمينية خلال الاحتجاجات ضد الأسطول السادس. ووصف الأكاديمي الهندي الأميركي فيروز أحمد هذه الحادثة بأنها "مثال على العنف الفاشي المنظم".

- في الثامن من يوليو 1969 تمت محاولة حرق 800 مثقف، بينهم أعضاء في نقابة المعلمين الأتراك، في سينما علمدار قيصري، لكنهم نجوا بأعجوبة.

- في الفترة ما بين الـ19 والـ26 من ديسمبر (كانون الأول) 1978 انتشرت شائعة تقول إنه تم "تدمير مسجد في مدينة مرعش"، تسببت هذه الإشاعة بارتكاب مذبحة بحق العلويين الأكراد واليساريين، استمر القتل لسبعة أيام. وتقول الإحصاءات إنه قتل 111 شخصاً، واحترق 559 منزلاً، ودمر 290 محلاً تجارياً ومكان عمل.

- في الثاني من يوليو 1993 ارتكبت "مذبحة سيواس"، التي بدأت بإحراق فندق ماديماك من قبل جماعة إسلامية متطرفة خلال مهرجان "بير سلطان العبد" الذي أقيم في الولاية، وأسفرت العملية عن 33 قتيلاً معظمهم من الكتاب والشعراء والمفكرين العلويين واثنين من موظفي الفندق، معظم القتلى سقطوا بالحرق أو الاختناق بالدخان، هذا الحدث يعد بقعة سوداء في تاريخنا الحديث.

في ما يتعلق بهذه المذبحة سبق أن قال ضابط شرطة كان موجوداً أثناء الحادثة، لأحد أعضاء البرلمان من حزب الشعب الجمهوري "لقد كنا على علم بالحادثة، ومع ذلك لم يكن هناك أي تدخل لمعرفة إلى أي مدى يمكن أن يصل هذا الأمر".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!