مصطفى كارت أوغلو – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس

كشف نائب رئيس الوزراء بولنت أرنتش يوم أمس عن الاتفاق الأخير الذي توصلت إليه الولايات المتحدة الأمريكية مع تركيا فيما يتعلق بموضوع داعش، وأوضح أرنتش أنه "لن يكشف عن كل التفاصيل"، مشيرا إلى أنّ "الطرفان قد تصالحا وتوصلا إلى وجهة نظر متطابقة فيما يتعلق بالحراك الفعال المشترك في الفترة القادمة، وأنّ الموضوع جاهز لتوقيع مجلس الوزراء".

ونحن الآن باستطاعتنا الحديث بصورة أكبر حول كواليس هذا التصالح ومحتويات الاتفاق، فلنبدأ أولا بالحديث عن كواليس هذا الاتفاق:

البنية الأساسية لهذه المصالحة كانت قد بدأت عندما أرسل أوباما ممثله الخاص الجنرال المتقاعد جون ألين إلى تركيا يومي 7-8 تموز/يوليو، حيث قام بعقد ورشات في أنقرة مترأسا هيئة من الولايات المتحدة الأمريكية.

- طلبت الهيئة الأمريكية من أنقرة استخدام القاعدة الجوية "انجيرليك" من أجل شن هجمات جوية ضد داعش، كما وطلبت من أنقرة أنْ تشارك في هذه العمليات.

- في المقابل أوضحت تركيا أنها لن تشارك في هذه العملية "كقوة ضاربة" ولكنها ستسمح للطائرات المقاتلة الأمريكية باستخدام القاعدة الجوية بشرط أنْ تفرض الولايات المتحدة الأمريكية حظرا للطيران في سوريا وتشكل منطقة آمنة، وأنْ يتم منع حزب الاتحاد الديمقراطي من ارتكاب المزيد من عمليات التطهير العرقي في شمال سوريا في المناطق التي يسيطر عليها.

وسأحدثكم عن تفاصيل الاتفاقية والمصالحة عن طريق الاسئلة والاجوبة:

كيف ستستخدم الولايات المتحدة الأمريكية القاعدة الجوية في انجيرليك؟ وماذا ستكسب؟

ستستخدم الطائرات الأمريكية قاعدة انجيرليك الجوية من أجل شن هجمات جوية ضد داعش، وهكذا تكون قد شنت هجمات سريعة وحاسمة وفي نفس الوقت بكلفة أقل، مع العلم أنّ الولايات المتحدة الأمريكية ما زالت تستخدم حتى الآن بوارجها الحربية المتواجدة في منطقة الخليج وفي البحر الأبيض المتوسط لشن الهجمات الجوية ضد تنظيم الدولة، وهذا يعني أنّ التكلفة المادية والزمانية تساوي 4 أضعاف استخدام القاعدة الجوية في انجيرليك. كما وسيسمح استخدام الطائرات بدون طيار الهجومية من هذه القاعدة الجوية.

هل لن تستخدم الولايات المتحدة الأمريكية هذه القاعدة الجوية في تسهيل مهمة حزب الاتحاد الديمقراطي وزيادة نفوذه كما حصل في كوباني؟

هذا الموضوع قد تم النقاش فيه، وستولي الولايات المتحدة الأمريكية عناية خاصة تجاه حساسية تركيا فيما يتعلق بموضوع حزب الاتحاد الديمقراطي، وسيتم مهاجمة تنظيم داعش دون تمييز بين المعارضة المعتدلة أو حزب الاتحاد الديمقراطي.

كيف سيتم التحكم في ذلك؟

سيتواجد في مركز قيادة العمليات في قاعد انجيرليك ضباطا أتراكا ليشرفوا على العمليات.

هل ستقلع طائرات حربية تركية من انجيرليك؟

نعم، ولكن لأهداف أمنية، حيث لن تشارك الطائرات التركية في شن هجمات داخل الأراضي السورية، وإنما ستقدم دعما لوجستيا، كما ستقوم تركيا بنشر المدفعية بعيدة المدى على الحدود التركية لتشكل حزاما آمنا، وعندما يتطلب الأمر ذلك سيتم تطبيق هذا البند المتعلق باستخدام نيران المدفعية بعيدة المدى.

   - ماذا ستكسب تركيا؟

 ستكسب تركيا بذلك تشكيل غطاء جوي وحماية جوية من قبل التحالف الدولي للمعارضة المعتدلة التي تقاتل ضد داعش وضد نظام الأسد وكذلك ضد حزب الاتحاد الديمقراطي.
في السابق تم إنقاذ منطقة تل أبيض من سيطرة داعش وتوحيدها ومنطقة جزيرة المقابلة لنصيبين وتوحيد كنتونات كوباني المقابلة لمنطقة سوروج وأصبحت تحت سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي، لكن حسب الاتفاقية، لن تُغلق منطقة جرابلس الموجودة بين منطقة عفرين وكوباني التي شهدت صراعا مسلحا بين المعارضة المعتدلة وبين تنظيم داعش، وإنما سيتم شن هجوم على داعش في هذه المنطقة (جرابلس) لتصبح تحت سيطرة وتحكم المعارضة المعتدلة.
وبهذا سيتم تجميع وتقوية مجموعات المعارضة المعتدلة المرتبطة بالجيش السوري الحر.
وبهذا سيتم أيضا الحيلولة دون انضمام العناصر المقاتلة في المجموعات الصغيرة التي لم تستطع الصمود في وجه داعش، كما سيساهم ذلك في انفصال العديد من المقاتلين في صفوف داعش.
وسيتم بذلك أيضا تشكيل منطقة آمنة على الحدود السورية للهاربين من ارهاب داعش ومن ارهاب بشار الأسد.

هل تم التخطيط لخطوة أكثر تقدما؟

في المرحلة التي تلي ذلك سيتم مكافحة المصادر التمويلية لقادة تنظيم داعش ومراكز القيادة للتنظيم، وينطبق الأمر أيضا على نظام الأسد.

تجارة النفط بين داعش والأسد

منطقة النفط التابعة لنظام الأسد تتواجد في منطقة الرقة التي تعتبر جارة لداعش، أقول جارة، لأنها هناك علاقة جوار بينهما، فنظام الأسد يشتري من داعش النفط مقابل أنْ يقاتل الأخير ضد المعارضة السورية المعتدلة.

تنسحب حاليا قوات الأسد من منطقة جرابلس التي يتصارعون فيها مع مجموعات المعارضة، لكن قوات الأسد تستخدم السلاح الجوي ونيران المدفعية على تلك المنطقة، وتسمح لقوات داعش البرية بالدخول من أجل كسب المزيد من النفوذ فيها، بمعنى أنهم يتبعون سياسة "أنا أنسحب من المنطقة وأعطيك غطاء جويا حتى تدخل أنت بريا".

تقع منطقة جرابلس على بعد 70-80 كيلومترا من الحدود التركية، وتصل في عمقها السوري مسافة 35-40 كيلومترا حتى منطقة إدلب تقريبا، ولهذا كانت هذه المنطقة صاحبة التأثير الأكبر على قرارا تركيا من أجل السماح للطائرات الأمريكية بشن هجمات جوية انطلاقا من انجيرليك.

عن الكاتب

مصطفى كارت أوغلو

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس