وداد بيلغين - صحيفة أكشام - ترجمة وتحرير ترك برس

أود التأكيد على أن القضية السورية لا تتعلق فقط بمشكلة النظام السوري، وبدون اعتبار

القضية السورية مجرد انعكاس في الشرق الأوسط لتغيير النظام العالمي، لن نستطيع الإجابة على عديد من الأسئلة.

وإذا أردنا التذكير ببعض هذه الأسئلة، سنذكر منها التالي:

- السؤال الأول: كيف استطاع النظام البعثي البقاء صامدا طيلة هذه الفترة برغم قتله    لشعبه وانتهاء صلاحيته؟

- السؤال الثاني: لماذا لم يسقط هذا النظام برغم سحب سيطرته على 80% من الأراضي السورية من قبل الثوار الغاضبين؟

- السؤال الثالث: لماذا يصمت الغرب على جرائم الأسد التي طالت الأطفال والنساء   والشيوخ، وارتكب افظع الجرائم غير الإنسانية، ولماذا صمت الغرب على استخدام الأسد للأسلحة الكيماوية؟

- السؤال الرابع: كيف أصبح بعض الناس الذين كانوا يعترضون على أنّ تركيا ستصبح مثل إيران، كيف أصبحوا اليوم إلى جانب إيران ويساندوها، ويتعاونون مع جماعة غولن؟ وأعتقد لا داعي للحديث عن الأسئلة المتعلقة بالاتحاد الأوروبي وروسيا وأمريكا.

ألم يحدث شيء في سوريا؟

ما حدث في سوريا هو نتاج سياسة متبعة في الشرق الأوسط منذ قرن من خلال وجود الأنظمة الدكتاتورية، ولهذا أدرك الشعب السوري بأن مشاكله منبعها النظام الحاكم فثار ضده كجزء لا يتجزأ من حراك الربيع العربي، ولهذا تدخلت العديد من الأطراف لمنع هذا التحول الذي يراه البعض خطرا على مصالحهم.

كيف كان الموقف التركي تجاه هذه العملية في سوريا؟ هل أخطأ؟ البعض يبدأ بالإجابة على هذا السؤال بالقول "لنعترف بأن تركيا أخطأت" وتصل الأمور بالبعض إلى تحميل المسؤولية الكاملة لتركيا، ويقترحون فتح قنوات مفاوضات مع النظام البعثي.

من المؤكد أنّ الذين يتهمون تركيا بأنها اتبعت سياسة خاطئة تجاه سوريا هم يستهدفون أردوغان، وأحمد داود أوغلو، ولا غرابة في أنهم يحتضنون القاتل المجرم        والدكتاتور لمجرد أنهم يريدون مهاجمة أردوغان، ولذلك تحولت عداوة أردوغان إلى عداوة ضد تركيا، وهذا هو التفسير الحقيقي لعقد آمال بعض الأطراف الداخلية على علاقاتهم بنظام الأسد وحزب العمال الكردستاني.

أين القيم الإنسانية؟

من ينتظر من تركيا أن تغير سياستها تجاه تركيا، ومن يقدم اقتراحا يتمثل "بفترة انتقالية بوجود الأسد" يدركون بأن هذه الرؤية هدفها في الحقيقة بقاء نظام البعث قائما في سوريا.

وقد صرح رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو بكل وضوح بأن تركيا لم تقف عند حد تقديم الاقتراحات وإنما قدمت المساعدات منذ بدء حركة الربيع في سوريا، وكيف تم رفض فكرة "فترة انتقالية نحو الديمقراطية" وصولا إلى ما وصلت إليه الأحداث الآن.

كل جهد يسعى إلى إبقاء نظام الأسد قائما، يعلن في الحقيقة بأن العالم لا يتغير، والمجتمعات تعيش في حرب باردة، ولم يكن هناك ثورة شعبية، والديمقراطية حق للغرب فقط، ولا يوجد حقوق إنسانية للشعوب، وهذا سيقود في النهاية إلى تسليم قدر الشعب السوري المكلوم إلى الجزار.

أين أنت أيتها الإنسانية!

عن الكاتب

وداد بيلغين

كاتب في صحيفة أكشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس