وداد بلغين - صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

انطلقت جهود السلام مع الاكراد منذ سنين طويلة، فكانت الوفود تروح وتجيء بين الخصوم للتوصل الى ما يمكن ان يجمع بين الأطراف المختلفة، لكن في المقابل كانت هناك طائفة من الانس لا ترى فيما ترى راحة للبال والضمير، فانطلقت لتخلط الأوراق فتدعو هذا وهذا لما كان قبل محادثات السلام، فتذكر الاكراد بالدماء المهدورة وان النصر كان قاب قوسي او ادنا لو استمروا في نضالهم، ثم ينطلقون الى الطرف التركي ويبثوا كل ما هو خبيث، فيقولو لهم بان نصرهم كان قريبا لو لم يركنوا الى السلم.

بعد ان انتهت محادثات السلام بين الأطراف بإعلان مباشر او غير مباشر، هل نرى هؤلاء النفر من الانس وقد سكنوا وأراحوا بالهم؟ لا، لقد عمدوا الى كل وسائل الاعلام ليبث سمومهم عبرها وليشعلوا الفتنة بين الناس في محاولة منهم لحصد بعض المكاسب السياسية. في خضم كل ما نراه من مناوشات واعمال إرهابية هنا وهناك ورغم كل ما يحصل فاني اسأل السؤال الصعب على ذاك النفر فأقول: هل حقا انتهت محادثات السلام؟ وهل حقا أصبحنا في نقطة الا عودة؟

لقد عكست هذه المواجهات حقيقة الخيانة لعمليات السلام التي قامت بها اطراف معنية ومهتمة بما يحصل، فهم قاموا بما قاموا من اجل محاربة الديمقراطية، فهم لا يريدون للديمقراطية مكانا في تركيا، وتلخص ما قاموا به في أولا: محاربة الديمقراطية لأنها تقوم بالمساواة حسب المواطنة، فالمواطن التركي من أصول تركية هو مساوي في الحقوق والواجبات مع نظيره من الأصول الكردية، فهذه الصفات في الديمقراطية تكشف عورتهم وتظهر سوءتهم، ثانيا: يحاربون الديمقراطية لأنها تعمل على المساوة في حقوق كل المناطق الجغرافية من حيث الاهتمام والدعم الحكومي على كل المستويات، وهو أيضا ما يظهر بطلان ما يدعون اليه من ان تركيا والحكومة التركية تعمل على ظلم العرق الكردي لأنه كردي في محاولة منهم الى اشعال لهيب الفتنة القومية بين أصحاب البلد الواحد.

وتتلاحق عورتاهم في الانكشاف عندما نعلم بان فرع حزب العمال الكردستاني يتحالف بشكل او باخر مع النظام البعثي في سوريا وهو ما تسعى الأحزاب الكردية الى اخفائه وتجاهله، وظهروا على حقيقتهم عندما رأينا افعالهم الخالية من كل معاني الإنسانية والأخلاق، وبعد كل هذا تراهم يدّعون حرب داعش من اجل ان يكسبوا شرعية من الغرب لتواجدهم، نجحوا في هذا بعض الشيء لكن لن يكون نجاحا مستمرا لان عوراتهم ستبان للعيان عاجلا او اجلا.

في النهاية اريد ان أؤكد بان تركيا لن تترك الإرهابيين على حالهم، ولن تتركهم يتحكمون بالشعب الكردي عبر الضغط والتهديد والقتل والترهيب، فتركيا ستعمل جاهدة من اجل نشر السلام في ارضها أولا ثم في كل انحاء العالم اجمع.

عن الكاتب

وداد بيلغين

كاتب في صحيفة أكشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس