فخر الدين ألتون - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

شبكات المافيا تعتمد في عملها على التخويف، و تركيع الناس ومن ثم تستطيع تلك المافيات تحقيق أهدافها، وفي المقابل التنظيمات الإرهابية تستخدم نفس الأسلوب، تسفك الدماء، تنشر الرعب بين الناس، في الواقع  فإن المتوقع من رجال العصابات والتنظيمات الإرهابية القيام بمثل هذه التصرفات. فهم يتغذون على الأجواء التي يسود فيها الفوضى، ولهذا أنا مع معاقبة هؤلاء ومكافحتهم بكل الوسائل، المشكلة ليت هنا، المشكلة عندما يكون الصحفيين والكتاب والسياسيين ورجال الأعمال من يقوم بهذه الأعمال ماذا نفعل؟

بالتأكيد يجب الوقوف ضدهم، ولكن هذا لوحده لا يكفي. بل يجب كشف حقائقهم للناس وإظهار عيوبهم. فالسياسي عندما يحاول نشر الخوف بين أفراد المجتمع، يكون قيامه بهذا العمل خيانة، وكذلك الكاتب والصحفي الذي ينشر الخوف بين الناس من منظور إيديولوجي يكون عديم الأخلاق.

منذ عدة سنوات وقوى المعارضة تعمل على سياسة تخويف المجتمع وترهيبه بالضبط عندما كان في السابق يتم تخويف المجتمع من الإسلاميين بحجة أنهم يمثلون الرجعية، وقاموا في ذلك الوقت بشن حملات لتخويف الناس من الرجعية، والآن يستخدمون نفس الأسلوب لتخويف الناس بهدف الإطاحة بحكومة  الحزب الحاكم.

فعلى سبيل المثال أحداث حديقة غيزي قامت على التخلص من الحكم الديكتاتوري إشاعة أنه يتم التدخل في طرق العيش وغيرها من الشعارات التي تم ترويجها لتخويف الناس من النظام الحاكم في تركيا بهدف الإطاحة به علما أنهم لم يستطيعوا الإطاحة به بالطرق الديمقراطية المشروعة. وبنفس الطريقة يعتمد تنظيم بي كي كي الإرهابي على تنفيذ عمليات إرهابية بهدف نشر الرعب وتحضير الأجواء لإشعال حرب أهلية.

فالمعارضة حاولت ممارسة السياسة بأسلوب التخويف ولكن لم ينجحوا، لأنه لا يمكن ممارسة العمل السياسي بأسلوب التخويف، وهذا رأيناه بوضوح عندما لم تؤتي سياسة التخويف بنتيجة في انتخابات الأول من نوفمبر، وعلى الرغم من ذلك لم يكتفوا بالهزيمة بل بدؤوا بحملة تخويف جديدة من أجل تخويف الناس من استمرار حزب العدالة والتنمية في الحكم.

فلننظر إلى قوى المعارضة ومن ينتمي إليها من سياسيين وصحفيين ورجال أعمال يحاولون الآن خلق رأي عام مفاده أن العدالة والتنمية بفوزها في الانتخابات الأخير ستكرس مفهوم السيطرة على الحكم عبر تحويل النظام في تركيا من برلماني إلى رئاسي.

فمنذ أن انتهت الانتخابات وقوى المعارضة عبر وسائلها المتعددة تحاول نشر الخوف من تحول النظام في تركيا إلى نظام رئاسي وذلك عبر وسائل الإعلام الخاصة بهم. فعلى سبيل المثال خرجت إحدى صحف المعارضة بعنوان عريض يحذر من تحول تركيا إلى سلطنة تحكم من شخص واحد، بل وحذر البعض من أن مناقشة النظام الرئاسي في تركيا من شأنه أن يطيح بالعدالة والتنمية.

ففي النتيجة فإن هدف قوى المعارضة يتمثل في نقطتين:

الأولى: نشر الخوف بين المجتمع والتأثير على الإرادة الشعبية.

الثانية: محاولة كسر العزيمة لدى النخبة في حزب العدالة والتنمية.

ولعل محاولة إفشال التجربة التركية الديمقراطية عبر نشر الخوف بين المجتمع لن يكون في صالح تركيا،

في الواقع أن الناس لم تصوت على تغيير النظام إلى نظام رئاسي في انتخابات الأول من نوفمبر ولكنهم أعطوا تفويضًا واضحًا للعدالة والتنمية للاستمرار في مسيرة الإصلاحات، وفي الختام أود القول إذا كان هناك عملية ديمقراطية لاستفتاء الناس على آرائهم عند اتخاذ أي قرار بتغيير النظام في تركيا فلماذا القلق إذا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس