فخر الدين التون - صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

صرح زعيم ورئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيلتشدار اوغلو بعد اجتماعات محاولة الائتلاف مع حزب الشعوب الديمقراطية والحزب القومي فقال: لقد خسرت تركيا فرصة العمر. هل حقا تركيا من خسرت فرصة العمر؟ وما هي هذه الفرصة التي يتحدث عنها؟

يتحدث عن ضياع فرصة التحالف لإقصاء حزب العدالة والتنمية! ان الذين خسروا بعد فشل الجهود الرامية الى اقصاء حزب العدالة والتنمية هم في البداية الحزب الجمهوري ثم حزب الشعوب الديمقراطية، ويأتي من بعدهم المنتفعين مما كان يمكن ان يحصل من اقصاء حزب العدالة والتنمية مثل التنظيم الموازي او حتى بعض الدول الأوروبية وغيرهم من أصحاب الايادي الاثمة في تركيا.

بعد تصريح كمال كيلتشدار اوغلو الثاني عن خسارة الفرصة في تحالف مع حزب العدالة والتنمية والتي أراد ان يحرف بها أسباب فشل المباحثات الى الطرف الاخر وان يرمي عن نفسه وحزبه مسؤولية عدم التقدم بخطوات حقيقية في خضم كل هذه الفوضى التي تعم البلاد. لكن في المقابل كان رد داود اوغلو دبلوماسيا وقال ان الأمور تتجه الى انتخابات مبكرة قد تكون نقطة العودة بالبلاد الى الاستقرار، في محاولة منه الى تقديم دعاية انتخابية استباقية من اجل زيادة الأصوات التي تصوت لحزب العدالة والتنمية في الانتخابات القادمة.

نحن نتجه اليوم الى انتخابات مبكرة ولكن لم تتحدد الأدوات والطرق التي سنتوجه بها، وهو ما يجب علينا ان نفعله. في المقابل نرى ان الحزب القومي ومنذ اليوم الأول كان يلعب دور المفتاح للازمة، فقد كان وما زال يلعب دور "الداعم" لأي حل يُطرح على الطاولة، والسؤال هنا: هل سيستمر في دور "الداعم" ام انه سينفض عن نفسه الخبار ويتقدم ليصبح "الفاعل" في المرحلة المقبلة؟

بعد الانتخابات الماضية علمنا ان أي حكومة لن تكون من دون حزب العدالة والتنمية، فقد بات الأساس في السياسية التركية هذه الأيام؛ والرقم الصعب الذي بدونه لن يكون هناك حكومة ولا حكم. في المقابل فان الأحزاب الثلاثة الاخرين سيستمرون في حملتهم لمعارضة حزب الأغلبية؛ وسيركزون على اردوغان كما السابق، فسيستمر حزب الشعوب الديمقراطية بدعاية " لن نجعلك رئيسا"؛ وان حرب الإرهاب هي من صناعة وهوس اردوغان، بينما سيستمر الحزب الجمهوري في دعاية "ان اردوغان انما هو ديكتاتور في قصر دكتاتور"، وكذلك سيستمر الحزب القومي في دعايته بأنهم لا يريدون اردوغان وان الأمور يجب ان تتوجه الى إعادة انتخابات، بينما نراهم وقد اجتمعوا على دعاية "اردوغان هو سبب فشل التحالفات والائتلافات من اجل تشكيل حكومة".

نعم، ستستمر هذه الاحزاب في معارضتها وستشتد؛ وقد يزيد ذلك من الاستقطاب في البلاد؛ وكذلك سيزيد من شدة وشراسة الحملة على شخص اردوغان، لكن الأكيد بعد ما رأيناه في الأيام السابقة ان كل هذه الحملات لن تقود الى حكم أي من هذه الأحزاب. فهل ستستطيع هذه الأحزاب تجاوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات القادمة؟

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس