إبراهيم قاراغول - صحيفة يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس

فترة عدم الاستقرار التي بدأت عقب انتخابات السابع من حزيران/ يونيو انتهت بفوز العدالة والتنمية في انتخابات الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر، وفي هذه الفترة ظن البعض أن فترة عدم الاستقرار قد تكون فرصة لإعادة تركيا القديمة فقاموا باللعب بأوراق غير نظيفة من أجل هذا الهدف.

وقد تكون بداية هذه المحاولات بدأت في أحداث حديقة غيزي لإحداث انقلاب على الحكومة غير أنها فشلت، فبعد ثلاثة عشر عام من المسيرة يبدأ الآن حزب العدالة والتنمية مرحلة جديدة ستعبر عن المرحلة الذهبية لمسيرة الحزب نحو تركيا الجديدة، وعلى الرغم من كل المحاولات الفاشلة التي وجهت ضد الحكومة بقيادة العدالة والتنمية سيعيد الحزب النهوض من جديد وإكمال المسيرة بسرعة أكبر وإصرار وشجاعة أكبر لاستكمال المسيرة التي بدأ بها قبل ثلاثة عشر عاما.

في الوقت الذي تجري فيه محاولة تغيير تركيبة المنطقة وفي الوقت الذي تتعرض فيه الأمة الاسلامية لكثير من الظلم، نرى الإرادة التي قامت بهدم الدولة العثمانية هي نفسها التي تسعى لفرض نفسها على الواقع التركي، غير أن الإرادة الشعبية في تركيا لم تسمح لها بذلك وستقف أمام كل المخططات التي تريد النيل من وحدة هذا البلد.

نعم، كل دول المنطقة بما فيها تركيا ترسم لها سيناريوهات كثيرة من قبل تلك القوى العالمية. ففي مصر نرى كيف تحول النضال من أجل الحرية الى نظام أكثر ديكتاتورية، وفي العراق نرى كيف تدمر البلاد عبر تحريك تلك التنظيمات الإرهابية عن بعد، وفي تركيا رأينا محاولتهم إشعال الجبهة الداخلية عبر افتعال العمليات الإرهابية.

في هذا البلد دائما كنا نؤمن بقوة هذا الشعب وقوة هذا البلد، لم نتردد، لم نسمح لمثل هذه المخططات بالنيل منا ومن وحدة شعبنا، ولم ننزل إلى مستوى الحسابات الصغيرة ولم نسمح للفتنة أن تدخل بين مكونات هذا الشعب العظيم، فدائما كنا نفكر بشكل حكيم ونفضل المصالحة الكبيرة للبلد على المصالح الفئوية الصغيرة.

نحن الآن نعيش مرحلة تاريخية مهمة، ومن الممكن وصفها بأنها منعطف تاريخي في تاريخ هذه الأمة، حيث أن نتائج الانتخابات الأخيرة قد أبطلت كثيرًا من المخططات التي تهدف إلى إعادة تشكيل الخريطة السياسية في هذا البلد، ولكن الإرادة الشعبية أفشلت كل هذه المحاولات لتبدأ مرحلة تاريخية جديدة، ستكون تركيا فيها لاعب رئيسي ومحدد لسياسات المنطقة، فمثل هذه الشعب الكبير ستكون أهدافه كبيرة، وستكون تركيا هي النجم الصاعد في القرن الواحد والعشرين من جهة التأثير السياسي ومن الجانب الاقتصادي.

فسيكون لتركيا التأثير القوي في تحديد مصير منطقة الشرق الأوسط، وستكون لها القدرة على التدخل في اتخاذ أي قرار يخص المنطقة، في هذه المرحلة ستكون تركيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى لاعبًا أساسيًا في تحديد سياسات المنطقة.

وهذا التأثير الذي كسبته تركيا الآن لا يقتصر على الجانب السياسي والاقتصادي فحسب، بل سيشمل الجوانب الاجتماعية وحركات العمل المدني والقيادة الثقافية والدينية للمنطقة، وهذا بالطبع سيحملنا مسؤولية أكبر اتجاه كل قضايا المنطقة.

نعم، الآن ننهي ملف القرن الحادي والعشرين بكل حساباته، وستبدأ مرحلة تاريخية جديدة ستعود فيها تركيا لتكون اللاعب الكبير في المنطقة ومن واجبنا في هذا المرحلة أن ندعم هذه التوجه بكل ما نملك من قوة.

عن الكاتب

إبراهيم قاراغول

كاتب تركي - رئيس تحرير صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس