ترك برس

على الرغم من التغير في شكل السيارات وأسلوب استخدامها، إلا أن فكرتها كانت معروفة في عدد من البلدان منذ العصور القديمة. وقد لعبت السيارات دورًا هامًا في الحياة اليومية للأتراك القدامى في آسيا الوسطى، وفي الأراضي العثمانية كان استخدام "عربات الأحصنة" منتشرًا. وفي "الأناضول" و"رومالي" كان يُفضل لنقل البضائع للمسافات الطويلة استخدام الجمال، وللمسافات القصيرة السيارات.

وبعد فتح إسطنبول، وبسبب الأمراض المعدية مثل "الطاعون" و"الكوليرا" التي هددت حياة الناس في إسطنبول، تم استخدام السيارات لنقل المرضى من مكان لآخر. وبعد انشاء مؤسسات البريد في القرن التاسع عشر، بدأ استخدام سيارات لتوزيع البريد. كما استُغِلّت في المجال العسكري أيضا لنقل المدافع الكبيرة لساحة المعركة، وتم تشكيل مؤسسة "Top Arabacıları Ocağı" بهدف صنع سيارات خاصة للمدافع.

قام كبار المسؤولين في الدولة العثمانية بجلب عدد من صانعي السيارات المشاهير لصنع سيارات خاصة بهم، وذلك بسبب احتياجهم للسيارات. وعلى الرغم من استخدامها في النقل بين المحافظات في نهاية القرن السادس عشر، إلا أن السيارات لم تستخدم في داخل المدن إلا عند الضرورة فقط.

وحتى عهد السلطان أحمد الأول كانت توجد في إسطنبول سيارات لنقل العشب والغذاء فقط. وفي ذلك الوقت جاءت من رومالي "سيارة كوشو" (Koçu Arabası) التي انتشر استخدامها في الدولة العثمانية.

وعلى الرغم من انتشار السيارات، كان الكثير من الناس يفضلون ركوب الحصان. كما تم تخصيص جميع السيارات للنساء، بسبب منع ركوب النساء للأحصنة.

ومع زيادة اهتمام الناس بالسيارات، تم تصنيع سيارات جديدة لتسهيل السفر بأريحية. وعلى راس هذه السيارات طراز "غرفة الكاتب" التي تتّسع لستة أشخاص، وسيارة "تاليكا" بسعة أربع أشخاص، وكان يتم جرهما بمساعدة حصان أو حصانين.

سيارات السلطنة

سميت السيارات التي يستخدمها السلاطين أو أفراد عائلتهم بـ"سيارات السلطنة" (Saltanat Arabaları). حيث يجرها أربع وستة أحصنة. وفي البداية كان يشارك جميع السلاطين في الاحتفالات على الأحصنة، ولكن مع مرور الزمن أصبحت السيارات ضرورية لدى السلاطين وبدؤوا باستخدامها بدلا عن الحصان.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!