هلال قابلان - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

أحدثت تصريحات صالح مسلم التي قال فيها "قد ينضم حزب الاتحاد الديمقراطي للجيش السوري" ضجة إعلامية، وحاول بعدها إعلام حزب العمال الكردستاني التخفيف من حدة هذه التصريحات، من خلال تبريرها والقول بأنها شروط مسبقة من صالح مسلم وغيرها من التبريرات الأخرى خلال الشهرين الماضيين.

ظهرت تفاصيل اتفاق حزب الاتحاد الديمقراطي مع نظام الأسد، وأصبح التحالف تحت مسمى "قوات سوريا الديمقراطية"، وبذلك سيحارب حزب الاتحاد الديمقراطي تحت وصاية عدة أطراف، كما سيقاتل باسم الميليشيات الشيعية وحزب الله، وسيحصل من خلال ذلك على دعم مباشر من روسيا وإيران، وبدعم ضمني من الولايات المتحدة الأمريكية.

وقد لخّص الزميل الصحفي أوموت أيار لصحيفة ستار، تفاصيل هذا الاتفاق، حيث يقول إنّ "المظلة المسماة (قوات سوريا الديمقراطية) تضم تحت إطارها حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات الحماية الشعبية (YPJ)، وكذلك جيش الثوار، بركان الفرات، والصناديد، وكتائب الجزيرة".

هناك عدة أهداف لهذا التحالف المعروف "بقوات سوريا الديمقراطية"، وأول أهداف هذا التحالف، هو إضعاف تأثير تركيا داخل المشهد السوري، والحيلولة دون زيادة قوة المعارضة المقربة من الإخوان، وحتى لو جلسوا على طاولة المفاوضات، وحتى لو تواجدت تركيا عليها، سيكون هدفهم خلالها، إرجاع تركيا لتكون صاحبة "الحلقة الأضعف" في المشهد السوري، ولا يمكن قراءة احتلال جبل التركمان وتكثيف الهجمات على حلب بعيدا عن هذا الهدف.

كما يهدف هذا التحالف، إلى تقدم "قوات سوريا الديمقراطية" نحو الخط الواصل بين أعزاز وجرابلس، وهي المنطقة التي تخطط تركيا من أجل تأسيس منطقة آمنة وعازلة فيها، والتصريحات الواردة من المتحدث باسم حزب الاتحاد الديمقراطي تؤكد هذا الكلام.

وعند التدقيق في التركيبة الديمغرافية لمنطقة أعزاز وجرابلس، سنجد أنّ معظم السكان هناك من العرب والتركمان، ولذلك يسعى حزب الاتحاد الديمقراطي إلى إدخال هذه المنطقة لتكون خاضعة لحُكم الأكراد، وهو يرى بأنّ السكان العرب والتركمان أكبر عقبة لتحقيق أهدافه.

وسيكون حزب الاتحاد الديمقراطي من خلال دخوله لتحالف سوري من أجل القتال في أعزاز، قد تجاوز مشكلة الحديث عن "التطهير العرقي" الذي مارسه ضد العرب والتركمان في تل أبيض، وبعد إعلان روسيا عن أنّ المعارضة التي تعدّها الولايات المتحدة الأمريكية "معتدلة" أصبحت هدفا لروسيا أيضا، فإنّ الورقة الأخيرة بيد أمريكا هي حزب الاتحاد الديمقراطي.

وقد أدت الهجمات التي شنها تنظيم داعش ضد القرى التركمانية المحيطة بمنطقة أعزاز إلى إضعاف المعارضة هناك بصورة ملحوظة، ويسعى تحالف قوات سوريا الديمقراطية إلى الاستفادة من هذا الأمر، والتقدم نحو مسافة 20 كيلومترا من الحدود التركية للسيطرة على أعزاز ثم الانطلاق نحو جرابلس، وإذا حصل هذا فإنّ حزب الاتحاد الديمقراطي سيكون قد فرض سيطرته على مساحة 700 كليومتر بمحاذاة الحدود التركية.

ولذلك فإنّ الخطر أقرب إلينا مما نتوقع.

عن الكاتب

هلال قابلان

كاتبة في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس