ترك برس

الدولة العثمانية أو الإمبراطورية العثمانية هي أكبر دول الشرق الأوسط وأوروبا مساحة ً وأطولها عمرا ً إلى الأن، بلغت مساحتها  نسبيا ً 18 مليون متر مربع، وطال عمرها إلى أن أصبح 625 عام بحلول عام 1924، حيث تأسست عام 1299 وانهارات وأُلغي حكمها بشكل كامل عام 1924.

تخللت فترة حكم الدولة العثمانية الطويلة اعتلاء 36 سلطان عثماني مختلف الصفات والخواص والشخصية، فمنهم من كان الشجاع ومنهم من كان الصاعق ومنهم من كان الشامخ الذي لا يستسلم ومنهم من كان الحكيم ومنهم من كان المُرعب لأوروبا ومنهم من كان الرقيق اللين ومنهم من كان طيب القلب ومنهم من كان ضعيف الشخصية خافت.

تعدد الشخصيات يفيد تعدد واختلاف الصفات، هذه القاعدة الاجتماعية تنطبق على جميع البشر، الأمر الذي جعل للسلاطين العثمانيين العديد من الصفات والسمات المختلفة، وهذا ماجعل سليم الأول أو يووز سليم يختلف بسماته وصفاته عن غيره من السلاطين والحكام العثمانيين.

وُلد يووز سليم، يووز كلمة تركية تعني المزاج الصعب، في 10 سبتمبر 1470، في مدينة أماسيا، التي كان والده بايازيد الثاني يُديره في ذلك الوقت، في بعض المصادر يُقال بأن أمه السيدة غول باهار خاتون بنت السيد العدُيلة بوزكورت وفي بعض المصادر الأخرى يُقال بأن أمه هي السيدة عائشة خاتون بنت السيدة العدُيلة بوزكورت.[1]

ترعرع ونمى في مدينة أماسيا، مدينة تنشئة الأمراء العثمانيين، وبعد تحصيله لعدة علوم دينية ودنوية تم تعيينه من قبل والده بايازيت الثاني كوالي على مدينة طرابزون وهو في سن الشباب اليفع حيث لم يبلغ الخامسة عشر بعد "تولى ولاية طرابزون عام 1481 وكان عمره في ذلك وقت 11 عاما ً، وكان هدف السلطان بايازيت من ذلك هو إكساب الأمراء الشباب من ابنائه خبرة إدارية وعسكرية بواكر العمر حتى يصبحوا على خبرة وتجربة عالية.

تولى السلطان سليم الأول ولاية طرابزون بعد وفاة جده السلطان محمد الفاتح واعتلاء والده بايزيد الثاني للعرش عام 1481، استمر حكم سليم الأول لحكمه في طرابزون إلى عام 1510، خلال هذه الفترة اعتنى بأعمال الدولة الإدارية والعسكرية وإلى جانب ذلك تابع دروس الإمام عبدالحليم أفندي، شيخ طرابوزن، بكل اهتمام وعناية.

أيضا ً خلال فترة حكمه لطرابزون لاحظ سليم الأول ميل التركمان، الذين كانوا يشكلون العمود الفقري للدولة العثمانية، إلى الدولة الصفوية وحكامها بسبب سخطهم من سياسات الدولة اتجاهم، ولتفادي هذا الميل والخطر الجسيم، الذي كان يمكن أن يشكله على الدولة العثمانية، قام سليم الأول دون أخذ الإذن من والده بتحريك التركمان في حملة عسكرية مُهيبة انطلقت عام 1508  مُتجهتا ً نحو جورجيا ومنطقة شرق تركيا، استطاع سليم الأول خلال هذه الحملة، التي أُطلق عليها "كوتاييس" بفتح قارس وأرض روم وأرتوين وضمهم للدولة العثمانية، وعد الفتح لم يقم بإرسال الغنائم الجمة المستحصل عليها إلى بيت المال بل قام بتوزيعه على الجنود التركمان لكسب قلوبهم وإبقاء ميلهم مُتصل بالدولة العثمانية.

استفاض غضب والد سليم الأول بايازيد الثاني عليه لقيامه بهذه الحملة الارتجالية دون الرجوع لاستشارته، ولكن بعد ذهاب سليم الأول للقصر واستماحه لوالده وشرحه للهدف، أثنى والده عليه وشكره على هذه الخطوة التي خدمت تماسك الدولة العثمانية وجيشها بشكل كبير.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!