ولاء خضير - خاص ترك برس

شَهدت العاصمة التركية أنقرة أمس الإثنين، إحياء فعاليات اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وأكد بها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، "دعمه الشخصي، ودعم حكومته وشعبه، لعدالة القضية الفلسطينية، والكفاح المشرف للشعب الفلسطيني، ضد الظلم التاريخي الإسرائيلي".

جاء ذلك، في رسالة تلاها نيابة عن الرئيس، نائب وزير الخارجية التركي، ناجي كورو، وأكد أردوغان في فحوى رسالته، خلال الفعالية التي نظمتها السفارة الفلسطينية بأنقرة، ووزارة الخارجية التركية، وممثليتا جامعة الدول العربية، والأمم المتحدة في تركيا، وحضور مميز للجالية الفلسطينيّة في أنقرة "إن تركيا تقف بدعمها الكامل لإيجاد حل على أساس القرارات الدولية، وفرض تجسيد الدولة الفلسطينية ذات سيادة، وعاصمتها القدس الشريف".

وأضاف أردوغان أن "إسرائيل تستمر وبكل تهور في هجماتها ضد الفلسطينيين، وفي نشاطات الاستيطان غير القانونية، عدى عن هجماتها المستمرة بحق الحرم القدسي الشريف، ومنع المسلمين من الدخول وأداء العبادات، وانتهاكاتهم للبلدة القديمة في القدس، رغم كافة تحذيرات المجتمع الدولي"، ومشيرًا إلى أن "تصرفات إسرائيل الاستفزازية، لا تزيد من التوتر في فلسطين فقط، بل في المنطقة بأكملها".

ووجه بكلمته تصريحا مباشرا بـ"أنه يجب على "إسرائيل" التوقف فورًا عن انتهاكتها في القدس وفي الخليل".

ومؤكدًا على أن "إسرائيل تحكم بالفقر والجوع على أهل غزة، وأن حصارها اللا إنساني دخل عامه الثامن".

وختم رسالته بالتأكيد على استمرار بلاده في بذل الجهود من أجل التوصل لحل عادل، ودعم الشعب الفلسطيني من أجل رفع الحصار عن غزة، ووجه كلمة تقدير ومحبة بإسمه وباسم الشعب التركي الى كافة اطياف الشعب الفلسطيني".

ومن جهته، قدم السفير الفلسطيني في تركيا فائد مصطفى، كلمته قائلًا فيها: "إلى متى تبقى إسرائيل دولة فوق القانون، وإلى متى يبقى العالم يكيل بمكيالين تجاه القضية الفلسطينية، وإلى متى تبقى غزة محاصرة، وماذا عن أسرانا، ومتعقلينا، إلى متى يحتمل الشعب كل هذه المظالم".

وأكد السفير مصطفى أنه "على مدار سنوات الجراح الطويلة، حرصت الحكومة الفلسطينية على تحقيق السلام، إلا أن إسرائيل في المقابل، لم تتوان في اتخاذ أي جهد ممكن من أجل نسف حل الدولتين، وترسيخ احتلالها، من خلال استمرارها بسياسة القتل  العمد، والجرح، والتهجير، وهدم البيوت، واعتقال الفلسطينيين، واستهداف المسجد الأقصى المبارك، ومصادرة واستيطان للأرض الفلسطينية".

ولفت السفير إلى أن أساس الصراع يتمثل بـ"الاحتلال والاستيطان"، ومعالجة جذور هذا الصراع يتطلب، التقدم الشجاع للمفاوضات، ووقف الاستيطان، وإنهاء الاحتلال، وتحقيق استقلال دولة فلسطين.

وأشار مصطفى: "أن الشعب الفلسطيني أثبت ان شريك سلام حقيقي، لكنه يواجه عدوًا لا يعرف السلام، ويصمد أمام دولة ذي مشهد عسكري ومخابراتي، ووحدة اغتيالات وموت، وتتقمص دور الضحية، ويفتخر جنودها بجرائمهم المستمرة، دولة تولد الحقد والكراهية، لذا أنجبوا مستوطنين أحرقوا بدم بارد الطفل محمد أبو خضير، وحرقوا عائلة دوابشة".

وأكد السفير، أنه وبعد مرور 26 عامًا من بدء العملية السياسية، والمفاوضات، وبأنه رغم كل ما يقف بوجه الشعب الفلسطيني، إلا أنه مصمم على أن يعيش في دولة حرة مستقلة بكامل السيادة.

ووجه السفير شكره للشريك الحقيقي للفلسطنيين، دولة تركيا قائلًا: "أقدم شكري الكبير والخاص لتركيا، ولرئيسها رجب طيب أرودغان، ولرئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، وللشعب التركي، وللمؤسسات المجتمع المدني، ولوزارة الخارجية التركية، على المواقف الثابتة في دعم الشعب الفلسطيني، وحقه في الحريه والاستقلال".

ثم قرأ منسق شؤون المنظمة الدولية في تركيا، كمال مالهوترا، في رسالة نقلها عن الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" قال فيها: "اجتاحت المنطقة موجة عنف شديدة، شملت هجمات وحوادث طعن وإطلاق نار ودهس بالسيارات، مسببة معاناة شديدة للأسر الفلسطينية، والإسرائيلية على حد السواء".

وأضاف في رسالته أن "الهجمات الاسرائيلية على الفلسطينيين مستمرة، وأن أنشطة الاستيطان غير القانونية مستمرة، إلى جانب عمليات هدم منازل الفلسطينيين، وأنه خلال زيارتي الماضية الى القدس، صرحت بضرورة الحفاظ على المقدسات".

ووجه دعوته إلى الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بضبط النفس، قائلًا: "أدرك التحديات الأمنية التي تواجهها إسرائيل، ولا يسعني إلا أن أذكّر السلطات الإسرائيلية أن استخدام العنف، إن لم يكن مضبوطا بشكل مناسب، فهو يؤجج الوضع، ويولد العنف والغضب، وأن من حق الفلسطينيين الخوف على أنفسهم، وبأنهم يريدون تحقيق السلام".

ووجه بدوره، رئيس بعثة جامعة الدول العربية لدى تركيا، السفير محمد الفاتح الناصري، وقرأ رسالة الأمين العام للجامعة نبيل العربي بهذه المناسبة، استعرض فيها تعمد ممارسات الاحتلال الإسرائيلي  بأبشع صورها ضد أبناء الشعب الفلسطيني، ومن بينها الإعدامات الميدانية بحق الأبرياء، واستمرار بناء المستوطنات غير الشرعية، وهو ما يزيد من وتيرة إرهاب المستوطنون المتطرفين، وهو ما يولد الجماعات الإرهابية المتطرفة في المنطقة.

وشدد على أن ما تقوم به إسرائيل مخالف للقانون الدولي، وأنه يجب على مجلس الأمن تحمل مسؤولياته التاريخية، والضغط الفعلي على إسرائيل، ومؤكدًا على أنه "لم يعد من المقبول أن تظل القضية الفلسطينية دون حل، وأن السياسة الإسرائيلية العنصرية، تظل دون توقف، وبأنه أن الأوان للشعب الفلسطيني بحقه العادل بالكفاح، والحرية، والحياة".

واختتمت الفعالية بقصيده 'عابرون في كلام عابر' للشاعر الكبير محمود درويش، ألقتها الطفلة دانيا مصطفى.

ويُذكر أن اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، هو مناسبة تنظمها الأمم المتحدة يوم 29 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام، للتذكير بقرار التقسيم الذي صدر في نفس اليوم عام 1947م، وتبنّى القرار إنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين، وتقسيم أراضيها إلى 3 كيانات، وهي: دولة عربية، ودولة يهودية، وتكون  القدس، وبيت لحم، والأراضي المجاورة، تحت وصاية دولية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!