أورال تشالشلار - صحيفة حرييت - ترجمة وتحرير ترك برس

أعلن تنظيم بي كي كي منذ انتخابات السابع من حزيران/ يونيو حتى الآن إقامته حكما ذاتيا في المدن التي حصل فيها حزب الشعوب الديمقراطي على غالبية الأصوات.

يدعم قسم  من سكان هذه المناطق وجود هذه القوات، وقسم آخر أجبر على ترك المنطقة، لكن الأغلبية بقيت صامتة شاكية همها ولسان حالها: "ما نهاية هذا الوضع".

فرض عناصر بي كي كي المسلحون سيطرتهم على هذه المناطق لأنه لا توجد هيمنة عليها من قبل أحد، حتى أن حزب الشعوب الديمقراطي ربح الانتخابات في هذه المناطق تحت ضغط كبير أدى إلى ظهور حسابات جديدة في الساحة.

ماذا بوسع الحكومة أن تفعل؟ إلى أين يتجه بي كي كي؟ أصبحت إجراءات الحكومة المطبقة إلى الآن روتينية، فكثيرا ما أعلنت حظر التجوال في الشوارع وأخذت التدابير الأمنية بحق المشتبه بهم وعمليات البحث في المنازل، حتى أنه أصبح يقال: "الشعب ينتظر تدخل الدولة".

بعد ابتعاد الشرطة فورا عن المنطقة وفي نفس المناطق يتم حفر الخنادق ووضع الحواحز مرة أخرى، وفي هذه الظروف ينهار اقتصاد المنطقة حتى أن الناس يستصعبون الخروج من منازلهم لقضاء حاجاتهم اليومية.

أما من يريد التخلص من ذلك الوضع ويستنكر ذلك فيهدم منزله، وإذا ترك بيته فإنهم يستولون عليه، حتى أنهم لا يسمحون لهم بأخذ أغراضهم معهم.

لمن ستكون السيادة؟

للذين ينتظرون ترك بي كي كي سلاحه، فإن الحزب أعطى رسالته بوضوح معلنا "هذا السلاح لا يخمد بسهولة، طريقنا لا يزال طويلًا".

يقول تنظيم بي كي كي إن "هذه المناطق تحت سيطرتي ولتقبل الدولة بهذا"،  من غير المعقول أن تقبل الدولة بهذا وسيؤدي ذلك إلى استمرار النزاع.

القضية الكردية وترك السلاح

منذ فترة قيم صلاح الدين دميرطاش للوضع بقوله: "يعتقد رئيس الجمهورية أن بترك بي كي كي لسلاحه تنتهي المشكلة الكردية"،

سوف تبدأ في الأيام القادمة مرحلة قد تكون خطوة جيدة للأمام في حل المسألة الكردية أي من الممكن أن يسن قانون جديد، هذا القانون سوف يتطرق إلى مسألة الهيمنة أي أن تطبق الإدارة الذاتية لهذه المناطق حسب الشروط الدولية لكن إذا قبلها الطرفان بدون تحفظ، هل تحل القضية؟

البارحة كان رأيي مطابقا لهذا الحل أي بنفس توجه عبد الله أوجلان، لكن يبدو أن بي كي كي ليس راضيًا تماما.

مستقبل بي كي كي متعلق بمستقبل الشرق الأوسط

مستقبل القضية الكردية يبدو معلقًا بمستقبل العراق وسورية لكن يجب أن لا نتخلى عن الحل. يرغب بي كي كي بلعب دور فعال في هذه الأزمة، في هذه الأثناء تسخن المنطقة، هل سيتصالح الغرب مع روسيا أم أنه سيتناوش معها، ليس واضحًا بعد.

لكن البي كي كي يتحرك بكلا الطرفين. كيف تقرأ معادلة إرسال تركيا لقواتها إلى الموصل؟

المعطيات لدينا كالتالي: الدعم مستمر للبرزاني وأثناء إدارة التهديدات الإيرانية عن طريق بغداد فإن قوات الطالباني وبي كي كي في مواجهة البرزاني.

تتلخص نظرة بي كي كي للمرحلة القادمة كما يلي "فلتتفاهم أمريكا مع روسيا وليدعمونا"، وصيغة الحل بوجود الأسد يفضلها بي كي كي أكثر.

عند النظر للأزمة الموجودة في المنطقة يتراود ذلك السؤال: "هل سيكون بي كي كي في صف تركيا أم سيكون في صف روسيا".

توجهات استمرار الصراع

في خضم الحديث عن مسألة "الحكم الذاتي"، تجدر الإشارة إلى أن مستقبل هذه المدن مجهول ومشاكلها سوف تصل إلى المدن والمناطق الأخرى وبدورها ستتحول هذه المشاكل لديناميت متفجر.

حاولت تركيا إيجاد حل سلمي مع بي كي كي لكن الأخير بعيد عن هذه الصيغة. وكما حدث مع دول أخرى فإن هذه القضية في النهاية سوف تطرح على طاولة المباحثات.

مثال ذلك في المناطق الأكثر نزاعا في إيرلندا وجنوب افريقيا فقد سعت الحكومة لترك سلاحهم بشتى الطرق حتى أنها لجأت لمحادثات مخفية.

لم تقم تركيا بأي من هذه التصرفات. السلوك المتبع من قبل الحكومة التركية بخصوص بي كي كي  هو الاستمرار بالنضال حتى إعلانه ترك السلاح.

ولكن لا يزال من الممكن التوصل لشيء من أجل الحل.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس