أريف ألتونباش - صحيفة ستار 7 - ترجمة وتحرير ترك برس

دمعت اعين بوتين خليفة الملحد لينين والفاشي ستالين دموع التماسيح على أتاتورك أكثر من الكماليين أنفسهم وهو يردد "أن حملة أسلمة تركيا خيانة لقائدها القديم أتاتورك كإدبارهم عن قبره!" فما الذي يضايق بوتين إلى هذه الدرجة ليصل به الحال الى ما هو عليه؟ وكما نعلم فإنه يتم دفن المسلمين ووجوههم مستقبلة القبلة، الأمر الذي يجعل من موسكو جهة الدبر لمن تم دفنه في تركيا، وهذا هو الحال لأتاتورك نفسه. فإذا كانت واجهة الكعبة هي الجنوب فإن موسكو التي في الشمال ستكون خصمًا كتحصيل حاصل لمن أعرض عنهم في فقه بوتين، ولهذا فإن الفهم السقيم لديميرطاش جعله يأخذ بشماله ويقبّل يد موسكو.

ظهر خوف بوتين من الهوية الإسلامية لتركيا وما قد يترتب عليها من قيادتها للعالم الإسلامي في كثير من الأوقات، وأكثر ما يخيفه في هذا هو صحوة إسلامية لماليين المسلمين في آسيا ودول التحالف السوفييتي سابقا، الأمر الذي قد يؤدي إلى تقسيم وتجزئة جديدة لروسيا تفتت المفتت، فالمسلمون غير راضين بالحكم المركزي في موسكو.

وما يريده بوتين هو تخليص تركيا من سيطرة وتحكم أردوغان وداود أوغلو وتقديم هذه السيطرة لكيلتشدار أوغلو وصلاح الدين دميرطاش البعيدين عن الإسلام وكل شيء إسلامي، بل قد يصل في بعضهم الحال ليعادي الإسلام ويطرق أذانه للغرب مستمعا ومنفذا. ولأن كلًا من أمريكا وأوروبا وإسرائيل وروسيا وإيران يرون في الرئيس أردوغان خطرا وعائقا فقد اتفقوا على حربه وإسقاطه.

ومثال ذلك ما صرح به بوتين عندما سأله أحد الصحفيين عن الصندوق الأسود للطائرة الروسية التي أسقطتها تركيا، فرد عليه وقال بأنه ومهما كانت الأسباب فإن رد روسيا لن يتغير، الأمر الذي ينبئ بأن نيتهم هذه غير صادقة وتبحث عن افتعال التوتر مع تركيا. وتظهر النية الحقيقية لبوتين عندما نتأمل قوله: "إن أعداءنا محصورون في السلطة، أما الشعب وتركيا فهم أصدقاؤنا" فعدوه الوحيد هو أردوغان وملايين المسلمين الذين يشكلون له هاجس القنبلة الموقوتة في روسيا ومن حولها.

يريد بوتين محاصرة تركيا حتى تندم على موقفها الذي تمثل بكلمات أردوغان "لم نسمح باي عمليات في المنطقة من غير إخطارنا". ولأن تركيا مفتاح للمصالح المشتركة بين أمريكا وروسيا وإيران في المنطقة والوضع في سوريا فإنهم يريدون تركيا بدون أردوغان وشرقًا أوسط من دون تركيا. ولهذا فإننا نعيش هذه الأيام حرب باردة جديدة في الصراع على عودة السيطرة العالمية متعددة الأقطاب.

عن الكاتب

أريف ألتونباش

كاتب في صحيفة خبر 7


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس