ترك برس

أوضح الصحفي التركي "طه داغلي" في تقرير كتبه لصحيفة "7" التآلف السري بين تنظيم بي كي كي وأوروبا، موضحا أسباب تغاضي أوروبا عن المسيرات التي نظمها بي كي كي في أوروبا، على الرغم من كونه مدرجا في قائمة الإرهاب لدى الاتحاد الأوروبي.

يقول داغلي في تقريره التحليلي:
" إن العلاقة بين تنظيم بي كي كي وأوروبا، يظهر جليا لأول مرة على درجة كبيرة من التآلف، سمحت اوروبا على مدى سنوات بهيكلة تنظيم بي كي كي، ولم تكتفِ بذلك بل قامت بدعمه أيضا، إلى حد يصل بالمرء إلى قول: "نفذ الصبر".

يتساءل داغلي عن تغاضي أوروبا عن مسيرات التنظيم، على الرغم من كونه مدرجا في قائمة الإرهاب لدى الاتحاد الاوروبي، فيقول:
"إن تنظيم بي كي كي مدرج على لائحة الإرهاب لدى الاتحاد الأوروبي، إلا أن أوروبا سمحت بهيكلة التنظيم، بل وقامت بدعم الدعاية السياسية الخاصة به، إن الاتحاد الأوروبي من جهة يقوم بمناقشة أزمة اللاجئين مع تركيا، ومن جهة أخرى يقدم دعما مطلقا لـ بي كي كي".

ويتعرض الكاتب للمسيرات التي نظمها أنصار بي كي كي مؤخرا في أوروبا، فيقول:
فيما يلي أبرز مشاهد تنظيم بي كي كي في أوروبا، في الصورة التالية مشاهد من بروكسل العاصمة البلجيكية، ففي الوقت الذي كان الاتحاد يعقد فيه قمة مشتركة مع تركيا، لمناقشة أزمة اللاجئين، سمح لمؤيدي بي كي كي بإقامة مسيرات مؤيدة للتنظيم.

وفيما يلي صورة من مدينة ميلانو الإيطالية، أنصار بي كي كي يقومون بالاعتداء على القنصلية التركية، ولكن لا وجود للشرطة الإيطالية.

وهنا صورة لمدينة "هانوفير" الألمانية، يظهر فيها مؤيدو بي كي كي في الشوارع، قاموا بمسيرات، واعتدوا على أتراك مرّوا بجانبهم، وكذلك الأمر الشرطة الألمانية لم تقم بأية إجراءات إزاء ذلك.

وفيما يلي صورة من مدينة "ستراس بورغ" الفرنسية، مؤيدو بي كي كي يستمرون في مسيراتهم في فرنسا.


إن فرنسا من جهة تقوم بعمليات ضد داعش الإرهابي، ومن جهة أخرى تتغاضى عن تنظيم إرهابي آخر المتمثل بـ بي كي كي.

سؤال يطرح نفسه، لماذا لا تستطيع أوروبا التخلي عن تنظيم بي كي كي؟
إن الإرهاب ظاهرة لا يمكن تجاهلها في أوروبا، والدليل على ذلك هو حالة التأهب التي تقوم بها دول الاتحاد الأوروبي جراء وقوع عملية إرهابية، ولكن يستثنى من ضمن العمليات الإرهابية التي تتأهب لأجلها دول الاتحاد تنظيم بي كي كي المدرج في لائحة الإرهاب.

وعندما نأتي للأسباب التي تمنع الاتحاد الأوروبي من وضع بي كي كي وتنظيم داعش في الكفة نفسها، واتباعها سياسة الكيل بمكيالين نجد مايلي:

أولا: هو أن تنظيم داعش قام بعمليات إرهابية في دول أوروبية، فيما بي كي كي لم يقم بممارسات إرهابية في أوروبا.
حقيقة لا يمكن تجاهلها ألا وهي أن هناك اتفاقا خفيا بين أوروبا وتنظيم بي كي كي، الاتفاق هو أن تقدم دول الاتحاد الأوروبي دعمها للتنظيم مقابل عدم قيام بي كي كي بعمليات إرهابية في أوروبا، بتعبير آخر إن أوروبا تتبع سياسة "الأفعى التي لا تقرب مني فلتعش ألف سنة"، ولكن ما إن طُبقت معها السياسة التي تتبعها هي، فإنها مستعدة حينها للقيام بحرب مع الطرف الذي يقوم بهذه السياسة.

ثانيا: "إن أوروبا تحاول أن تخلق رأيا عاما حول تركيا، من خلال تمييزها بين بي كي كي وداعش وعدم وضعهما في الكفة نفسها.
إن الغرب حاول أن يقحم تركيا في مواجهة مع تنظيم القاعدة وتنظيم داعش، أما الغرب قام بتنظيم عمليات موجهة ضد تنظيم داعش فقط، أما فيما يخص بي كي كي فقد قامت بحمايته، محاولا اختبار صبر تركيا.

ثالثا: السبب الثالث هو هيكلة تنظيم بي كي كي وحزب الاتحاد الديمقراطي في الداخل والخارج التركي، فالغرب من خلال تنظيمه لهذه الهيكلية وتبنيها لها، حاول أن يقيد ذراعي تركيا على امتداد الحدود السورية والجنوب الشرقي التركي.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!