بكر هازار – صحيفة تقويم – ترجمة وتحرير ترك برس

مع استمرار الفوضى وحالة الحرب والمعاناة وصل عدد النازحين لـ250 مليون إنسان، منهم 38 مليون أجبروا على ترك بيوتهم، وبينما وصل لأوروبا في العام الماضي فقط ما يقارب المليون وثلث لاجئ فإن أمريكا ما تزال تفكر بـ"هل يجب علينا أن نستقبل 12 ألف لاجئ أم لا؟" في مؤتمراتها واجتماعاتها ولقاءاتها التي تعقدها لبحث ودراسة الأرقام السابقة. نعم إلى الآن ما تزال تفكر... في نفس الوقت كان أوباما هو من اعترض على إنشاء المنطقة الآمنة التي اقترحتها تركيا، كان سبب معارضتهم هو عدم توافقها مع المصالح الأمريكية. كما نعلم أن روسيا أيضا كانت مشاركة في هذا الجرم بالاشتراك مع أمريكا في تخطيطها لمنع هذه المنطقة الآمنة التي كانت ستضم مليونًا وثلث مليون لاجئ الذين دخلوا أوروبا فأصبحوا "لاجئين إرهابيين" بعد هجمات باريس وبروكسل، وأصبحوا ضحايا للعمليات الأمنية مع ملايين المسلمين الآخرين الذين يعيشون في شتى أرجاء أوروبا. ورأينا في نفس الوقت كذلك كيف تجاوب الملايين من سكان أوروبا مع دعوة المرشح الأمريكي ترامب باعتبار كل المسلمين إرهابيين.

تعلو أصوات المتطرفين والقوميين على أصوات المعتدلين في الحكومات الأوروبية، حتى وصل الحال في إنجلترا إلى طرح مشاركتها في الاتحاد الأوروبي على الاستفتاء من جديد، وفي الوقت الذي تتفشى فيه الإسلاموفوبيا تعيش أوروبا مخاطر حقيقية تنشر فيها الصدوع. وفي نفس الوقت نرى التريليونات من الدولارات وهي تُضخ في الجغرافية الإسلامية بأيدي المخابرات الامريكية وغيرها من أجهزة المخابرات، كما جاءت تسريبات بنما لتكشف المستور عن عمليات تهريب السلاح والمخدرات وتصدير الإرهاب بأيدي رجال الأعمال، ولتصب في نفس الإطار الداعي لاستقطاب الأموال نحو الولايات المتحدة الأمريكية. ولنعلم الخطورة الحقيقية للمال نرى مثلا ما حصل في موقف السعودية من أمريكا عندما هددتهم بسحب أموالها البلاغة 750 مليار دولار من أمريكا في حال تم اتهام السعودية بهجمات 11 سبتمبر، وردت واشنطن على التهديد بأن أعلن أوباما أنه بصدد زيارة السعودية. نعم هذه هي حقيقة الأموال، فكل ما نراه اليوم من صراعات وفوضى وإرهاب وحروب ما هي إلا من أجل ملئ بعض الجيوب بالمال. ولهذا فان أمريكا المتنطعة بالحريات وحقوق الإنسان لا تستطيع خداعنا في تبرير عدم قبولها للمنطقة الآمنة في سوريا وهي تتجاهل آلام ومعاناة الملايين وتناقش في نفس الوقت ما إذا كانت تريد استقبال 10 آلاف لاجئ أم لا تريد دون أي خجل في مؤتمرات كبيرة يُدعى إليها أشخاص من أمثال هنري بركاي أحد أعداء الأتراك! فما الذي تنتظرونه منهم؟

كما ذكرت سابقا فإن أموال السعودية التي تسرح وتمرح بأيدي الأمريكان هي 650 مليار دولار، ويصل مجموع ما تأخذه أمريكا من الدول العربية لأكثر من ترليون دولار كأموال بترول وغاز وغيرها، فكيف تنتقل تلك الأموال؟ ومن هم المستفيدين منها؟ لو عدنا إلى الوراء لـ13 عاما لرأينا أن هذه الأموال ما هي إلا أصول. وفي الوقت الذي كان فيه أحد شيوخ البترول يودع 150 مليار في إنجلترا، انتفضت وسائل إعلامنا عندما أراد نفس الشيخ إيداع فقط 2 مليار، لنعلم حينها أن إرهاب الإعلام أخطر من إرهاب المال، فالجيوش الجرارة للإعلاميين أخطر من كل بنادق الكلاشنكوف. وتزيد خطورة هذا الإرهاب الإعلامي في الحالة التركية وعلاقاتها الحالية مع الدول العربية ودول الشرق الأوسط في ظل الحب الشديد الذي يربط شعوب المنطقة بالقائد أردوغان وتركيا، كما تزيد خطورتها باعتبار تركيا ممرا مهما للطاقة تعبر من خلاله تريليونات الدولارات في كافة الاتجاهات، لتتلخص بهذا مهم الجيوش الجرارة للإرهاب الإعلامي بإبعاد تركيا عن الكعكة الحقيقية.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس