جلال سلمي - خاص ترك برس

أثار التناول الإعلامي لسقوط قذائف من الجانب السوري على ولاية كيليس الجنوبية جدلًا في الساحة الإعلامية والسياسية التركية، فقد وصفت بعض وسائل الإعلام الحادث على أنه سقوط قذائف بالخطأ، الأمر الذي انتقده محللون رأوا أنه يضر تركيا أكثر مما ينفعها ودعوا إلى التساؤل عن أهداف داعش من استهداف تركيا.

وفي مقاله في الجزيرة ترك "لماذا تستهدف داعش تركيا؟"، يرى الكاتب سرحات أكمان أنه منذ تعرض تركيا لأول ضربة من تنظيم داعش في كانون الثاني/ يناير 2014 حتى الآن تستهدف داعش تركيا بشتى الوسائل لتتسبب بقتل 17 مواطنا تركيا.

وفي معرض إجابته عن تساؤله حول هدف داعش من استهداف تركيا، يشير أركمان إلى أن داعش لديها استراتيجية معقدة تجاه تركيا يمكن تلخيصها في 4 أبعاد أساسية:

ـ حسب عقيدة داعش؛ تركيا دولة علمانية "كافرة": على الرغم من أن 99% من المواطنين الأتراك يدينون بالديانة الإسلامية، إلا أن نظام تركيا العلماني الديمقراطي جعلها عُرضة لهجمات داعش العدائية، حيث تصور داعش تركيا عبر وسائلها الإعلامية على أنها دولة "طاغوت" وتصف ساستها على أنهم "مرتدون" يجب قتلهم والقضاء عليهم أينما وُجدوا، وتروج داعش أن تركيا تمارس الظلم على مواطنيها المسلمين لذلك يجب التخلص من نظامها بكافة الوسائل. وقد صرحت داعش في صحيفتها "القسطنطينية" بأن تغيير نظام الحكم في تركيا من علماني إلى إسلامي هو من أهدافها الاستراتيجية.

ـ تركيا إحدى الدول الفاعلة في التحالف الدولي المحارب لداعش: وضعت تركيا داعش على قائمة المنظمات الإرهابية المحظورة في عام 2013، أي قبل فرض سيطرتها على الموصل، ولكنها لم تنضم إلى التحالف الدولي إلا في آب/ أغسطس 2015 بعد تعرضها لهجمات من التنظيم 10 مرات، ومنذ انضمامها إلى التحالف تعرضت تركيا إلى 24 هجوما من التنظيم.

وقبل الذهاب إلى البعد الثالث يجب التأكيد على أن الأمثلة على الاشتباكات المباشرة بين تركيا وداعش محدودة جدًا، إذ حاولت تركيا دومًا تجنب ذلك الاشتباك، وعملية تحرير المختطفين الذين كانوا يعملون في القنصلية التركية في الموصل؛ أحد أبرز الأمثلة على محاولة تركيا تجنب الاشتباك مع داعش بشكل مباشر.

ـ انضمام تركيا للحرب في العراق وسوريا بشكل مباشر: يشير الكاتب سرحات إلى أنه لا يمكن لأحد إنكار كون تركيا أحد أهم العناصر الفاعلة في الحرب بالوكالة في سوريا، فقد كتبت وسائل الإعلام المحلية والدولية كثيرًا عن دعم تركيا للمعارضة لكي تتمكن من صد داعش عن التقدم في بعض المناطق، خاصة قوات المعارضة المتمركزة في حلب في يناير من العام الجاري، كما أن تمركز القوات التركية في ناحية بعشيقة التابعة للموصل منذ كانون الأول/ ديسمبر 2015، بغية تدريب بعض العناصر العراقية تحت اسم "الحشد الوطني" لمحاربة داعش، مثال آخر على دخول تركيا الحرب ضد داعش بشكل مباشر. ومنذ افتتاح مخيم بعشيقة التدريبي، بلغت هجمات داعش على مدينتي عنتاب وكيليس الحدوديتين 15 هجوما استهدف المواطنين ومراكز الأمن.

ـ اعتقاد داعش بأن تركيا ستمثل حاضنة شعبية وموقعا استراتيجيا مهما لها؛ إذ تعتقد داعش بأن الكثير من المواطنين الأتراك يرغبون في الانضمام إليها، ولكن الظلم الذي تمارسه الحكومة التركية عليهم يحول دون ذلك حسب ما تدعيه عبر قنواتها الإعلامية، لذلك تدعو إلى استهداف تركيا. وقد ذكر موقع "ت 24" الإخباري أن أكثر من 1300 مواطن تركي انضم إلى داعش بعد مرور عام ونصف على تأسيسها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!