سامي كوهين - صحيفة ملييت – ترجمة وتحرير ترك برس

تتوالى الأحداث والأزمات التي تعصف بين تركيا والغرب لتبعدهما عن بعضهما البعض في الأيام والأشهر القليلة الماضية، وكان آخرها ما قام به البرلمان الألماني عندما أقر بتصويته أن ما حصل للأرمن إنما هو إبادة جماعية، وبهذا الفعل نجح السياسيون الألمان الذين لا يوافقون على العلاقات التركية الألمانية بإغضاب تركيا وحكومتها. فهل غفلت تلك الأصوات التي أجمعت على "نعم" في تصويتها عن المتغير التركي في المعادلة ولم يحسبوها؟ أم أن أوروبا وألمانيا لم يعودوا يفكرون بتركيا وما سيخسرونه من هذه الأفاعيل؟ وما الذي يريدون فعله بحلفائهم الأساسيين؟

من هم الحلفاء الأساسيون؟

في موقف آخر يشبه بشكل عام ما قام به البرلمان الألماني تتمسك الولايات المتحدة الأمريكية بحزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا رغم كل التحذيرات التي تتلقاها واشنطن من أنقرة، فهم يصرون على دعم الأكراد في سوريا رغم الحساسية والقلق التركي، فيتجاهلون حليفهم الأساس تركيا لتنفيذ أجنداتهم بحجج واهية. في نفس الوقت وبأيادي أوروبية يقوم الاتحاد الأوروبي بتجاهل الحساسية التركية تجاه حربه على الإرهاب ويطلب اتفاقًا يجمع بين الطرفين لحل أزمة اللاجئين في أوروبا بتجاهل تام لاتفاق الإرهاب الذي تم توقيعه سابقا. فتحتج أنقرة على هذه الرعونة وترفض توقيع الاتفاق...

وتتوسع الفجوة

ترد الحكومة والرئيس أردوغان على كل هذه الأحداث بأسلوب حازم لا هوادة فيه، وفي نفس الوقت فان يشعر الشارع العام بالغضب وبخيانة كل هؤلاء الحلفاء، فمهما كانت الأسباب والحجج لا مكان لهذه المواقف الغربيّة من تحالفها مع تركيا. وردا على ما قامت به ألمانيا "إقرار الإبادة الجماعية للأرمن" ومن قبلها أمريكا "دعم حزب العمال الكردستاني" فقد أعطى الرئيس أردوغان الضوء الأخضر للحكومة لترد عليهم بما يناسب مواقفهم.

عندما أتحدث عن موقف تركيا من الأحداث سابقة الذكر فإني بكل تأكيد لا أعني احتمالية قطع تركيا لحبالها مع الغرب، فالوضع لن يصل إلى هذه المرحلة بسبب عمق العلاقات بين الجانبين، فلا يمكن أن ننسى حقيقة تقرّب تركيا من الغرب في السنوات الطويلة الماضية وكيف أدى ذلك إلى امتزاج عميق بين الجانبين في الرؤية والمواقف السياسية الاقتصادية والتكنولوجية والثقافية... وما أعتقده هنا هو أن تقوم أنقرة بقراءة الملفات بصوة عميقة شاملة ومن ثم الرد على ما تريد بحكمة.

عن الكاتب

سامي كوهين

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس