د. ضياء الدين الخزندار - خاص ترك برس 

بالمقارنة بينهم فى الماضي والحاضر: تذكروا عام 1492العام الأسود أي منذ 520 عام تماما حيث تم طرد آخر عربي مسلم من الأندلس .

ظلت الأندلس الإسلامية تتآكل قطعة قطعة حتى طرد منها آخر عربي فى هذا العام وفى نفس العام اكتشفت أمريكا.

أي لو بقي الإسلام فى الأندلس قليلا لكان من المحتمل أن يغزو العرب أمريكا ولكان من الممكن أن تكون أمريكا عربية وتنطق باللغة العربية وهذا يوضح فداحة الكارثة.

فالعرب ينسون إسلامهم حتى لا يقال إنهم متطرفون أما اليهودي المتمسك بدينة فليس متطرفا ويعطى السلاح والقنبلة الذرية والتأييد العالمي حتى ولو قتل طفلا حرقا وهو حي مثلما حدث فى القدس ويحدث مع أطفال غزة وللعرب أن يفرحوا ويمرحوا ويشبعوا من أداء الاعتدال.

لم يطرد اخر عربى مسلم فقط ولكن أرغم من بقي على التنصّر أو القتل حتى أن الطفل أو المولود غير القادر طبعا على إعلان أنه تنصر كان يضرب رأسه حتى يبرز مخة لمجرد أن يقتل فقط مثلما هشمت رؤوس الأطفال في غزة ومثلما حرق الطفل أبو خضير حيا فى مدينة القدس على أيدي المستوطنين فى القدس.

طُرد العرب المسلمون الذين مدّنوا إسبانيا ونقلوها من العصر الحجري وبنوا فيها قصورا، ومساجد قرطبة واشبيلية وغيرها لا تزال شاهدة على مجد الإسلام وعلى علم أهله فى الهندسة والفنون كلها مثلما طُرد العربُ الفلسطينيون من فلسطين لمجرد أنهم عرب، إذن نحن أمام كارثة مهولة هى خروج العرب والمسلمين من الأندلس وضياع فرصة اكتشاف أمريكا اوالعالم الجديد على العرب فلو نطقت أمريكا بالعربية لقدمت الدعم اليوم للعرب لا لليهود.

هذة المأساة تكررت فى البلقان وفى الهند وفى جنوب السودان وهناك بذور تبذر لها فى أورشليم الجديدة التى يخططون لها فى تخريب كل العالم العربي، والسبب هو عدم تمييز العرب بين أبي جهل وأبي لهب وبين محمد ﷺ فكلاهما عربي بل وهذا عمه من نفس العائلة فسطحية العقل العربي أو تسطيحه أو أن عقلة فى أذنيه كما يقول الشاعر أحمد شوقي لو أن الشعب العربى ظاهرة صوتية يصدق كل كلمة دون أن يتفهمها وأن كل شيء عند العرب صابون.

هذا التسطيح الذهني هو سبب الكارثة، بعبارة أوضح أو أقطع إن سبب الكارثة هو ما يسمى بالقومية العربية التى قطعت أوصالها تحت ما يسمى بالربيع العربي، فما من قائد عربي ادعى زعامة عربية إلا وتسبب فى كارثة لوطنة أولا ولقومة ثانيا وللعالم العربى والإسلامي ثالثا وما دمنا لا نفرق بين أبي لهب الملعون فى القرآن وبين محمد ﷺ رسول إلينا باعتبارهما عربيين ونحن مع العروبة فنستحق إذن ما حدث فى الأندلس وفى غير الأندلس وفلسطين ما دام العرب لا يفرقون بين أبى لهب وبين محمد ﷺ يستحقون الطرد من الأندلس ومن فلسطين ومن منابع النيل ومن منابع دجلة والفرات.

فهل يجب أن نتذكر أن العقل العربى يتقبل الهزائم بسرور أو على الأقل يستوعبها بسهولة حتى ليكاد يعتبر فى غيبوبة وكمثال واضح: عندما هزمت إسرائيل وهي 3 ملايين العرب عام 1967 واحتل اليهود سيناء والضفة والجولان وغزة وسقطت القدس قال العرب إنها نكسة وليست هزيمة ولو سقطت القاهرة وبغداد ودمشق والسودان والسعودية والمغرب العربى سيقولون وعكة فهل بذور الخلل الموجود من أبى سفيان إلى معاوية إلى يزيد.

انتقل وتضخم وأفرخ وتكاثر بطريقة غير محسوسة حتى انتهى بسقوط العرب فى الأندلس بعد حكم دام 851عاما كاملة بطريقة مستقرة وهذا السقوط بعد هذة المدة الطويلة هو الذى يشجع الغرب المعاصر على أن ينزع فلسطين وغير فلسطين ويستهين بالأمة العربية ويسحق منها الآلاف يوميا تحت عدة مسميات منها مكافحة الإرهاب.

كان فتح محمد الفاتح لإسطنبول يسبق طرد آخر عربى مسلم من الأندلس بأربعين عاما تقريبا، دخل الترك فى الإسلام ونصروه وعوضوه عن خسارة الأندلس ومضوا يغزون أوروبا من الشرق ما دام قد تعزر غزوها من الغرب ووصل الترك العثمانيون إلى أبواب فينا وإلى أطراف موسكو، وكان من هيبة محمد الفاتح أنه فى عصره كانت كل كنائس أوروبا تدق أجراسها عندما يكون هناك سائحا مسلما لاحترام هذا السائح وإحاطته بكل تقدير خوفا من أن يتخذ محمد الفاتح أي إهانة لأي مسلم حجة ومبررا لإخضاعها.

محمد الفاتح كانوا يسمونه في أوروبا محمد الثاني، أما محمد الأول فهو رسول الله ﷺ ولا تزال بقايا الجاليات الإسلامية العثمانية باقية حتى اليوم فى عواصم المجر ورومانيا وبولندا ويوغسلافيا وألبانيا فلم يدك محمد الفاتح الكنائس المسيحية في أوروبا واذا زرت القاهرة فى شارع عدلي تجد الكنيس اليهودى لم يدكه عبد الناصر ولا العرب على رؤوس من بقى يتعبد فيه مثلما تدك إسرائيل المساجد فى قطاع غزة على رؤوس المصلين ولو أن قبرا يهوديا يكسر فى أي مكان فى العالم يحتج الأمين العام للأمم المتحدة بحجة تدنيس المقابر اليهودية.

وها هي مقابر المسلمين فى يافا والقدس تجرف وفى غزة تدك بالصواريخ على جثث الأموات ولا أحد يستنكر هذا هو درس سقوط الأندلس منذ 520 عام وقد فهمتة إسرائيل تماما فنسيت تماما أي فروق بين القوميات العديدة التي انتمى إليها اليهود ودمجت اليهودي اليمني في اليهودي البولندي والروسي مع الأمريكي فلعلنا نفهم الدرس الآن لا تعويض عن ضياع الأندلس والبلقان وفلسطين وجنوب السودان إلا بإعادة لم الشمل العربي ولا حل لكل مشاكلنا المعاصرة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والطبقية والوطنية إلا بالوحدة العربية.

عن الكاتب

د. ضياء الدين الخزندار

رئيس قسم جراحة العمود الفقري والعظام في فلسطين


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس