سيفيل نوريفا - صحيفة ستار-  ترجمة وتحرير ترك برس

كان من الخطأ انتظار تطبيع العلاقات الروسية-التركية بعد أزمة إسقاط الطائرة الروسية، لكن المشهد كان كالتالي:

تركيا بقدر روسيا تتمنى عودة العلاقات بينهما بسرعة و بنسخة جديدة، لكن بدأنا نفهم وبوضوح سياسة أمريكا في المنطقة بعدما استخدمت جماعة غولن لضرب تركيا واستخدمتها أيضا لإسقاط الطائرة الروسية، ويجب الأخذ بعين الإعتبار أنه ليس خطأ الجانب التركي في حادثة إسقاط الطائرة الروسية فقط بل أيضا جزء من الطرف الروسي.

كيف هذا؟

روسيا بذلت الجهود الكثيفة من أجل عودة علاقاتها مع أمريكا كسابق عهدها من جديد وإزالة كل التهديدات المحدقة بها بسبب المسألة الأوكرانية ومسألة دخولها إلى سورية وقد نجحت روسيا بعد كل هذه الجهود، ولاننسى أن روسيا وأمريكا مجتمعة كانت تدعم تنظيم الإتحاد الديموقراطي في سورية الذراع العسكري لتنظيم العمال الكردستاني على حساب تدمير قوة المعارضة السورية، هذا الشيء لاتستطيع أمريكا فعله مع تركيا، حتى أن أمريكا كانت تتمنى دخول النار إلى الأراضي التركية.

ولهذا كانت أهداف أمريكا الرئيسية هي الوصول بالعلاقات التركية-الروسية إلى مرحلة من العقامة والتعقيد، وإنتهز بوتين هذه الفرصة ليظهر على الساحة وهنا بدأ خطأ بوتين، وظن بوتين أن أمريكا سوف تشعل له الضوء الأخضر من أجل المسألتين الأوكرانية والسورية، لكن مع مرور الوقت فهم بوتين أنه يستعمل!

لأن الاقتصاد الروسي كان في وضع ليس بالجيد عندما تدخلت روسيا في سوريا وعندها علم بوتين باللعبة وخرج من سوريا لأنه لو تحققت أهدافه في المسألة الأوكرانية مقابل تدخله في سوريا وصرفه للأموال لكان سوف يحمل ذلك معنى.

أمريكا تستعمل روسيا  كبديل عنها في المنطقة وما حادثة إسقاط الطائرة الروسية إلا دليل على أن هذه الحادثة جزء من هذه اللعبة.

وعندما أحست روسيا بهذا بدأت بتغيير تصريحاتها وكثفت من رسائل الصداقة لتركيا.

وفي 15 تموز/ يوليو تحركت جماعة غولن بالتنسيق مع الإستخبارات الأمريكية محاولين الإنقلاب على الحكومة المنتخبة لكن وقفت الإرادة الشعبية أمام هذا الإنقلاب ومنعت حدوثه بعد نداء رئيس الجمهورية أردوغان ولهذا السبب كان مستهدفا من قبلهم، فهم لا يستطيعون تقبل مواقف أردوغان الاستقلالية وكان هذا أحد أسباب جنونهم.

بوتين وأردوغان فهموا اللعبة جيدا ويمكننا القول:

"بأن العلاقات التركية-الروسية بعد الآن سوف تكون مختلفة جدا عن السابق".

ونقول للذين يقولون بأن محور تركيا قد تغير بأنهم مخطئون فوجود تركيا في كل الأوساط و في كل المواقف مهم جدا، فوجود الموقف التركي في الغرب وفي الشرق ضروري ومن الطبيعي ضرورة تحسن علاقاتها مع روسيا تحسنها أيضا مع أمريكا، لكن دول حلف الناتو قد أرونا حقيقة أخلاقهم على الرغم من أن تركيا عضوة في حلف الناتو، لكن مع الأسف شهدت تركيا محاولة إنقلاب على الديمقراطية بدعم من حلفاءها في حلف الناتو، وسوف يسجل التاريخ كل مواقفهم وأقوالهم.

لقد اكتسبت العلاقات التركية الروسية منحى وشكل مختلف بعد هذه الأحداث وسوف تعم الفائدة على كلا البلدين.

عن الكاتب

سيفيل نوريفا

كاتبة في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس