هشام سراي - خاص ترك برس

أخيرا استطاع جيش الفتح المبارك فك الحصار عن حلب وكسر فلول ميليشيا الشر والفناء ودحرهم وتمريغ أنوفهم في التراب، لم يكن النصر مفاجئا بالنسبة لي فهو النتيجة المنطقية عندما تستقيم الأمور وتُختزل الرايات ويُوحد الهدف وهو الأمر الذي يتكرر اليوم بعدما تحررت من قبل إدلب.

صحيح أن السقوط السريع والسهل للخطوط الدفاعية لحكومة الانتداب الروسي الإيراني اختصر المهمة ولكن أعظم قيمة ساهمت في النصر بعد التوكل على الله هو وحدة جميع فصائل المعارضة ونبذهم لجميع أسباب التشتت والتفرق.

وهنا لا بد أن أشيد وأحتفي بالخطوة الذكية والشجاعة التي اتخذتها قيادات جبهة النصرة "سابقا" بفك ارتباطها الفكري والعضوي بتنظيم القاعدة وعزل جميع قيادتها الأجانب لصالح قيادات سورية، الخطوة وضعت جبهة النصرة "سابقا" في موضع المبادرة والمتمسك بالمشروع الوطني الذي قامت لأجله الثورة السورية وناضل من اجله الشعب السوري، كما أن قيادات الجبهة وضعت الأعداء الثوريين المتربصين والأقلام المتحاملة والحاقدة في موضع الخاسئ المكسور، قيادات جبهة النصرة "سابقا" لم تقم بخطوتها تلك ارضاءا للغرب كما يعتقد الذين هاجموها ولا إرضاءً لأمريكا.

ولكن الخطوة كانت في اعتقادي كبادرة حسن نية والتزام أخلاقي ونضالي أمام باقي الفصائل والشعب السوري ولعلني لا أبالغ إذا قلت إن الخطوة التي أقدمت عليها النصرة "سابقا" تعتبر من أهم أسباب الفتح والنصر الذي نسعد به اليوم في حلب. وفي إطار متصل كان لا بد أن ألقي نظرة على إعلام حكومة الانتداب الروسي الإيراني اليوم، ولا أخفيكم تفاجأت من كمية الكذب والتحشيش والتخلف العقلي والمهني لهذا المؤسسات.

ويبدوا أن إعلام حكومة الانتداب الروسي الإيراني لا زلت تعيش على وقع الخطاب التعبوي السوفياتي والناصري، الإعلام الواحد والموحد والوحيد، حتى إنك تريد أن تستمتع بتحليلات الشبيحة المعلقين من أوروبا و من قبة الشعب ولكنك تتفاجأ بكميات رهيبة من الشعارات وكأنك في مظاهرة كئيبة لدعم التشبيح.

الشبيح الذي تكلم من إيطاليا فسح أمامه المجال ليتكلم أكثر من ساعة على الإخبارية السورية فكان يرفع المعنويات ويكرر أن الكلية المدفعية صامدت ثابتة تحت أقدام الجيش العربي البربوري "السوري سابقا" والشاشة المجاورة له تعرض دبابة تجتاح الكلية وتحمل راية جيش الفتح فلم أستوعب المشهد وتساءلت فعلا عن نوع الحشيش الذي يتعاطاه القائمون على إعلام بشار الأسد، تدخلت شبيحة أخرى لطيفة محجبة ذات صوت هادئ ودافئ وراحت ترفع من هامات الجيش العربي البربوري المرابط والمجاهد والفاتح والمقدس كما وصفته وكما وعدتهم كل هذا وهم في أرض الواقع يمارسون رياضة الجري وتسلق الجبال، فقلت في نفسي إعلام الأسد يتناول حشيشا لذيذا يمنع عن غيرهم لخسّة ما يقومون به.

لا بأس بأن أخبركم أن الإخبارية السورية ختمت المشهد ليلا بتقرير عن صناعة النسيج ومشتقاته فتأكدت أن مفعول الحشيش خمد وانتهى، أن تمتلك إعلاما مهنيا ثوريا مخلصا فهذا يختصر الكثير من جوانب المعركة في شقها الفكري والدعائي، ومثلما كان النصر مدويا في الميدان، لا بد أن نحتفي بالنصر الإعلامي الذي لا يقل تأثيرا في حسم الحروب.

صحيح أن المعارضة السورية المسلحة والثورة بصفة عامة لا تحظى بباقة إعلامية دعائية قوية كما هو الحال بالنسبة للعدو ولكن تكمن قوة الإعلام الثوري الذي تتجلى مظاهره في صفحات الناشطين والإعلاميين وبعض القنوات التلفزيونية، تتجلى هذه القوة في عدالة القضية والمصداقية والشرف في أداء الواجب المهني ونقل الخبر وخير دليل على ذلك أن شبيحة النظام يعششون في صفحات الثورة السورية دون غيرها، خلاصة الموقف أن نصر حلب ما بعد أسباب السقوط واضحة كما هي كذلك إذا أردنا الانتصار.

عن الكاتب

هشام سراي

كاتب جزائري


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس